أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - من دفتر اليوميات/محمود شقير37















المزيد.....

من دفتر اليوميات/محمود شقير37


محمود شقير

الحوار المتمدن-العدد: 8376 - 2025 / 6 / 17 - 14:01
المحور: الادب والفن
    


الثلاثاء 9 / 1 / 2001
تستمر انتفاضة الأقصى منذ أكثر من ثلاثة أشهر، ويبدو الأفق السياسي مسدوداً حتى الآن. لم أعد أستخدم الكمبيوتر إلا قليلاً، فهو يرهقني، ولم أعد قادراً على القراءة وقتاً طويلاً.
في مجتمعنا المتخلف، تستمر المشاجرات العائلية. كل يوم تقريباً تقع مشاجرات هنا أو هناك، ويذهب ضحيتها بعض الأفراد في بعض الأحيان.
لا أكتب شيئاً هذه الأيام، لكنني سأحاول في الأيام القادمة كتابة بعض القصص.

الخميس 11 / 1 / 2001
لم أشعر بأية بهجة منذ أن ابتدأ هذا العام الجديد. من جهة، ثمة ضغط الظروف العامة وتزايد الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، ومن جهة أخرى، ثمة ظلم ذوي القربى.
أقرأ بشكل متقطع، ويكون ذهني مشوشاً. كتبت قصتين قصيرتين جداً، لكنني أعتقد أنهما هزيلتان للغاية.
أقرأ هذه الأيام كتاب "نحن والآخرون" لتدوروف. إنه كتاب جيد. وفيه تتبع للأفكار الأوروبية في القرنين الثامن عشر و التاسع عشر التي أنتجت التعالي القومي والاستعمار والنازية.

الأحد 14 / 1 / 2001
لم أغادر البيت هذا اليوم. نمت حتى الساعة الواحدة بعد الظهر تقريباً. مزاجي متعكر منذ اعتدى أحد أقاربي على أخي. لم أعد أشعر بالراحة في هذا الحي المتخلف. لو كانت لدينا سلطة وطنية في القدس وضواحيها لوضعت هذا الأمر بين يدي السلطة والقانون، لكننا نعيش تحت حكم الاحتلال الإسرائيلي، ولا يعقل أن نستعين بالشرطة الإسرائيلية لفض نزاعاتنا العشائرية، والمأساة كذلك، أن النزاعات العشائرية تحدث أيضاً في المناطق الفلسطينية التي تسيطر عليها السلطة الوطنية، ويشارك فيها أحياناً بعض أفراد الأمن المتسبين إلى أمن السلطة وبأسلحتها، حيث يعتدون على جيران لهم أو على أقارب!
ما هو المخرج من كل هذه التعاسات؟ إن ضعف قوى اليسار في مجتمعنا، وضعف نفوذ العقلانية والمجتمع المدني، وضغط الظروف النفسية، وتكريس قيم التخلف، يلعب دوراً في ما نعاني منه، وفي ما نرزح تحت ثقله من مشكلات.
لم أتمكن هذا اليوم من مواصلة القراءة في كتاب "نحن والآخرون" لتودورف، لأنه يذكرني بفظاظة المعتدين. لذلك، أجلت القراءة فيه، واستعضت عن ذلك، بالقراءة في كتاب "خارج المكان" لإدوارد سعيد، وأنا أشعر بمتعة أثناء قراءة كتاب سعيد.

الخميس 18 / 1 / 2001
أعجبتني جرأة إدوارد سعيد في الكشف عن مكنونات نفسه، وفي تعرية سلوك أقرب الناس إليه. ما زلت أقرأ في هذا الكتاب الشائق. وقد شعرت بشيء من العزاء أثناء قراءته، ما كان ينسيني لبعض الوقت الاعتداء الذي قام به ضد أخي بعض أقاربنا، وفي أحيان أخرى، كان الكتاب يحرض مشاعري على استعادة هذا الاعتداء بكل تفاصيله القبيحة.
ما يزيد من عذابي، شعوري بأنني مطالب وأنا في الستين من العمر، بالعودة إلى عصر الهمجية، وإلى الدخول في صراعات جانبية نحن في غنى عنها في زمن الاحتلال. كنت أعتقد أن المجتمع الذي أعيش فيه قد أعطاني الفرصة لرمي منطق "الطوشات" وراء ظهري، ولتكريس وقتي للقراءة والكتابة!
قبل أيام، خطرت ببالي فكرة عن رواية بطلها كهل يستعرض تاريخ حياته عند وصوله سن الخمسين. وهذه الليلة خطرت ببالي فكرة عن رواية تستند إلى التجربة التي عشتها في جامعة أيوا الأمريكية العام 1998 . سأحاول كتابة رواية قصيرة مكثفة.
هذا المساء، شعرت بارتياح وأنا أقرأ النسخة شبه الأخيرة من سيناريو فيلم "القدس في يوم آخر" الذي كتبته قبل أشهر أنا وليانة بدر. قام المخرج هاني أبو أسعد بحذف مشاهد لم يكن لها ضرورة درامية في السيناريو، وقام بإعادة ترتيب المشاهد، وبإضفاء شيء من الغموض على شخصية "سالم" أحد أبطال السيناريو، وكان كل ذلك أمراً مناسباً.

الأحد 21 / 1 / 2001
عدت إلى قراءة اليوميات التي كتبتها في الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت مدونة في دفترين. شعرت بالارتياح لأنني كتبت ما كتبت، إذ لولا ذلك لضاعت من ذاكرتي تفاصيل كثيرة. أنا مقتنع الآن بضرورة التدوين هذه، سواء أكان ذلك في شكل يوميات أم في شكل ملاحظات وأفكار.
سأحاول تخصيص وقت منتظم لكتابة نص روائي مكثف يعتمد السرد بضمير الأنا، وسوف أدخل جزءاً كبيراً من هذه اليوميات عن تلك الفترة في النص الروائي باعتبارها يوميات بطل الرواية.
مشكلتي أنني أتهرب من الكتابة دائماً، وأتعلل بقضية انهماكي في القراءة، والصحيح أن الكتابة متعبة، ولذلك فأنا أتهرب منها. ومن الضروري إيجاد توازن بين ما أكتب وما أقرأ. وسأعود قريباً إلى تقليد سرت عليه عدة أشهر قبل ثلاث سنوات، حينما اتخذت قراراً بالجلوس كل يوم، ساعتين أو ثلاثاً، أمام الكمبيوتر لكتابة قصة قصيرة أو نص أو يوميات. وقد كانت الحصيلة جيدة آنذاك.
خلال هذا الأسبوع، سأداوم على الكتابة بانتظام. هذا اليوم لم أذهب إلى العمل. كان الطقس مشمساً بعد يوم ماطر. واصلت القراءة في كتاب "خارج المكان" لإدوارد سعيد. ثمة بعض التفاصيل الزائدة المملة في الكتاب. كتبت قصة قصيرة جداً بعنوان "فرص".
المزاج ليس جيداً. وما زالت حادثة الاعتداء على أخي تندفع إلى ذهني بين الحين والآخر، فتجعلني متوتر الأعصاب.

الاثنين 29 / 1 / 2001
انتهيت من قراءة "خارج المكان" لإدوارد سعيد، وهو كتاب جيد بكل المقاييس، وفيه تركيز مممتع على دواخل الشخوص، وهو الأمر الذي لم أركز عليه كثيراً في كتابي "ظل آخر للمدينة". قلما يتحدث إدوارد سعيد عن التقلبات السياسية والأحداث العامة التي و قعت في الشرق الأوسط، وإذا فعل، فإنه يفعل ذلك عبر إشارات سريعة لا تخل بسياق كتابه.
أشعر بشيء من العزاء لأنني داومت منذ أسبوع تقريباً على تخصيص ساعة أو ساعة ونصف من وقتي لكتابة قصة قصيرة جداً كل ليلة، وقد كتبت حتى الآن تسع قصص، وهذا أمر جيد وسوف أداوم عليه.
عصر هذا اليوم، تمشيت في شارع صلاح الدين وفي شارع الزهراء أنا وإبراهيم، زوج أختي، بعد أن تناولنا طعام الغداء. عدت إلى البيت في المساء. المزاج ليس سيئاً. لا أقرأ كثيراً هذه الأيام.
يتبع...



#محمود_شقير (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دفتر اليوميات/محمود شقير36
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير35
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير34
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير33
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير32
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير31
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير30
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير29
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير28
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير27
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير26
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير25
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير24
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير23
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير22
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير21
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير20
- الأدب في زمن الحروب والأزمات
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير19
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير18


المزيد.....




- ضحك طفلك طول اليوم.. تردد بطوط على القمر الصناعي لمتابعة الأ ...
- الياباني أكيرا ميزوباياشي يفوز بالجائزة الكبرى للفرنكوفونية ...
- كيف تحولت شقة الجدة وسط البلد إلى مصدر إلهام روائي لرشا عدلي ...
- القهوة ورحلتها عبر العالم.. كيف تحولت من مشروب إلى ثقافة
- تاريخ اليهود والمسيحيين في مكة والمدينة حتى ظهور الإسلام
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لكل التخصصات “تجاري، زراعي، ...
- بسبب شعارات مؤيدة لفلسطين خلال مهرجان -غلاستونبري-.. الشرطة ...
- العمارة العسكرية المغربية جماليات ضاربة في التاريخ ومهدها مد ...
- الجيوبولتكس: من نظريات -قلب الأرض- إلى مبادرات -الحزام والطر ...
- فيديو.. الفنانة الشهيرة بيونسيه تتعرض لموقف مرعب في الهواء


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - من دفتر اليوميات/محمود شقير37