أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - من دفتر اليوميات/ محمود شقير35















المزيد.....

من دفتر اليوميات/ محمود شقير35


محمود شقير

الحوار المتمدن-العدد: 8358 - 2025 / 5 / 30 - 13:56
المحور: الادب والفن
    


الجمعة 11 . 2 . 2000
الطقس اليوم مشمس ودافئ ، وهو يذكر بأيام الربيع. كان أول شيء فعلته هذا الصباح تقليم شجرة العنب الواقعة في ساحة البيت. قلمت كذلك نبتة الياسمين التي امتدت أغصانها كثيرا، وقلمت شجرة المندلينا التي كسر الثلج نصفها قبل أسبوعين.
أمس حضرت احتفال الحزب في الذكرى الثامنة عشرة لاعادة تأسيسه . غادرت قبل انتهاء الحفل ، وذلك بسبب كثافة الدخان المنبعث من سجائر الحضور ، تألمت من هذا السلوك غير المتحضر ، حيث المفروض أن يمتنع الناس عن التدخين في قاعة مكتظة ومغلقة النوافذ بسبب برد المساء . وكان ثمة سبب آخر دفعني الى مغادرة الحفل ، وهو أن الوالدة في مستشفى هداسا الشرقية ، وقد كان يتعين علي أن أذهب مثلما أفعل كل يوم لزيارتها. انها تعاني من فقر الدم ومن انفلونزا ، وهي دائمة الشكوى.
كانت نتيجة الصورة الطبقية التي أجريتها للرأس وللغدة النخامية جيدة ، شعرت باطمئنان ، ولاحظت أن وساوسي لم تكن صحيحة.
توقفت عن كتابة السيناريو. سأل الوزير ياسر عبد ربه عني، للتحدث معي حول موضوع السيناريو . قابلته، ولاحظت أن علاقته معي عادت الى وضعها الطبيعي ، بعد شهرين أو أكثر من الفتور الخافت. كان ودياً، وقد تحدثنا قليلا في السياسة، كما تحدثت معه حول بعض المقترحات الخاصة بجوائز فلسطين. كنت أحاول تفهم ظروفه، خصوصاً انشغاله في الآونة الأخيرة في المفاوضات.
هذا المساء سأذهب لزيارة الوالدة في المستشفى. المزاج عادي. بعد قليل سأذهب الى الانترنت. الساعة الآن تقترب من الثانية عشرة ظهراً.

الأحد 13 . 2 . 2000
هطل المطر غزيرا هذا الصباح. لم أذهب الى العمل ، فقد كان يتعين علي أن أذهب الى المستشفى لإعادة الوالدة الى البيت. عدت بها حوالي الساعة الثانية والنصف ظهرا . كانت متكدرة المزاج لأننا تأخرنا في الذهاب اليها، وقد تكدر مزاجي لأنني لم أكن السبب في التأخر.
ألاحظ أن روح التعاون في عائلتنا محدودة تماما. فثمة لدى الجميع ، صغارا وكبارا، رغبة في التنصل من الخدمة العامة والتواصل، ثمة روح انعزالية وعزوف عن مجاملة الناس، وعن مجاملة حتى أقرب الأقارب. انني أتألم لهذه الظاهرة السلبية. أحاول جهدي أن أسد النقص الناتج عن ذلك ، مع أنني بصفة كوني كاتبا، الأجدر بممارسة العزلة ، ليس بسبب عدم رغبتي في مجاملة الناس، وانما لتوفير الوقت من أجل القراءة والكتابة، ومع ذلك فانني أحاول ما أمكن القيام بدوري الاجتماعي، ولو على حساب الوقت المخصص للكتابة.
هذه الأيام، أشعر بإحباط تجاه مسألة الكتابة. وأشعر أن موهبتي ليست في المستوى المطلوب، لذلك فإنني متوقف عن الكتابة. كما أنني أقرأ على نحو متقطع. الساعة الآن الرابعة مساء. قبل لحظات بحثت عن رسائل خاصة بي على الانترنت، فلم أجد. سأنتظر هذا المساء مباراة نيجيريا والكاميرون التي سيتقرر فيها الفائز ببطولة الأمم الافريقية لهذه الدورة من مباريات كرة القدم.

الجمعة 18 . 2 . 2000
الطقس دافئ هذا الصباح. كان يتعين علينا أن نذهب بعد ظهر هذا اليوم الى بيت ابن عم لي لإجراء مصالحة شاملة معه، لكن الأمر تأجل إلى وقت آخر بسبب بعض الصعوبات.
انشغلت الأسبوع الماضي في شراء سيارة لأمينة، وقد ساعدني في هذا الأمر حسام الأسعد، زوج ابنتي باسمة، الذي يظهر قدراً كبيراً من الشهامة والنخوة. أخذ السيارة يوم أمس، ووضعها في كراج برام الله وذلك لفحصها وتصليحها تمهيداً لترخيصها.
يوم أمس، طفت بمدينة القدس عدة ساعات. جلست في مطعم القلعة قرب باب الخليل، وانهمكت مدة ساعة تقريبا في تأمل الخلق المارين من أمام المطعم ، وكان أكثرهم من الاسرائيليين ومن السياح الأجانب . ثم ذهبت الى كافيتيريا الشرق في حارة النصارى، وتأملت حركة الناس البطيئة جدا في هذا المكان . بالقرب من المطعم رأيت علما اسرائيليا معلقا على حائط بناية ، ما يعني أن ثمة بيتا يملكه الاسرائيليون في المدينة. لم أشأ أن أستفسر من صاحب الكافيتيريا عن الأمر حتى لا تساوره الشكوك . ذهبت الى كنيسة القيامة، تأملت حشدا من السياح الأجانب وهم يحملون الشموع ويرتلون الصلوات بخشوع . هناك قابلت فتاة، قالت لي انها برازيلية، وانها جاءت لزيارة زوجها الذي يعمل في تل أبيب! تبادلنا الحديث بعض الوقت، ثم ودعتها وانصرفت.
هذا اليوم سأكتب ملخصاً لسيناريو الفيلم الخاص بمدينة القدس، وأعتقد أن تجوالي يوم أمس في المدينة، قد ألهمني بعض الأفكار التي سأضمنها هذا السيناريو.
سأخرج الآن لأتمشى قليلا تحت نور الشمس ، ثم أنصرف الى الكتابة. المزاج عادي. الساعة الآن تقترب من الواحدة ظهراً.

الخميس 24 . 2 . 2000
عدت من المدينة قبل قليل. أمضيت عدة ساعات متجولا في أزقتها القديمة. تبدو القدس القديمة بائسة حزينة، والتجار الذين يعتمد قسم كبير منهم على ما يبيعونه للسياح ، يتذمرون من سوء الحالة الاقتصادية. ثمة محلات كثيرة تبيع أصنافا متشابهة من المنحوتات الخشبية ذات المضمون المسيحي، وثمة شمعدانات يهودية ، وأشياء تذكارية أخرى كثيرة ، تشتمل عليها أسواق بكاملها، وبالذات في طريق الواد، وفي طريق الآلام ، وفي حارة النصارى. والسياح في كل الأحوال ليسوا بالكثرة المتوقعة ، وأعداد غير قليلة منهم تجد ضالتها من طعام وشراب وفنادق وأشياء تذكارية في القدس الغربية، أي لدى التجار اليهود . كذلك ، وكما أخبرني أحد تجار السنتواري ، فثمة تجار سنتواري في بيت لحم يشترون السياح من شركات السياحة ، أي أنهم يدفعون لهذه الشركات ، مقابل احضار السياح الى محلاتهم للتسوق.
أشعر بالأسى وأنا أرى مواقع جديدة للمستوطنين اليهود في البلدة القديمة ، هذا اليوم رأيت موقعا جديدا يسكنه المستوطنون في طريق المئذنة الحمراء، والموقع محصن بشبك علوي وبأضوية كاشفة، وله بوابة من حديد. هذه المدينة تتعرض لتهويد بطيء، ويبدو أن ثمة مواطنين فلسطينيين يبيعون بيوتهم القديمة مقابل أثمان باهظة للمستوطنين ، ثم يهاجرون من المدينة الى بلدان أجنبية، وبترتيبات مسبقة من هيئات اسرائيلية ضالعة في مسألة شراء البيوت من الفلسطينيين، وثمة بيوت يستولي عليها المستوطنون زورا وبهتانا وبحجج واهية مدبرة.
أمشي في المدينة، أعاين وجوه الخلق فيها ، وأرى آثار الزمن على وجوه من عرفتهم من أهلها في العقود الماضية ، وأرقب حالة الأبنية والأسواق فيها ، وأتابع الأوضاع العامة للمدينة وما تتعرض له من ممارسات اسرائيلية، غير أنني لا أعرف سوى القليل عن الحياة الداخلية لأهل المدينة: عن قصص الحب فيها ، عن المآسي الاجتماعية ، عن الهجرة ، وعن حياة الجيل الجديد فيها. المشكلة أن المدينة لم تعد فيها حياة ليلية منذ سنوات ، لا مطاعم ولا مقاه ، سوى قلة من المطاعم التي افتتحت حديثا في حي الشيخ جراح ، ومطعمين في شارع الزهراء، هذه المطاعم تعمل في ساعات الليل الأولى، ثم لا تلبث أن تغلق أبوابها في وقت مبكر.
يبدو أن أمر السيناريو سيتعثر. كتبت ملخصا قرأته ليانة بدر، وقدمت لي بدورها ملخصا لا علاقة له بما قدمت ، وتبدو مهمة دمج الملخصين معا على درجة غير قليلة من الصعوبة. قابلت الوزير ياسر عبد ربه صدفة عند نهاية الدوام، وبدا أنه غير موافق على الملخصين. سأحاول تقديم تصور فيه استفادة مما كتبته أنا وكتبته ليانة ، فاذا لم ينفع ، فسوف أطلب اعفائي من الاستمرار في هذه المهمة ، التي قد تستمر في التعثر بسبب تعدد الآراء وتشابكها دون العثور على حل نهائي مناسب.
يتبع...36



#محمود_شقير (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير34
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير33
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير32
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير31
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير30
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير29
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير28
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير27
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير26
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير25
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير24
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير23
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير22
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير21
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير20
- الأدب في زمن الحروب والأزمات
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير19
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير18
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير17
- مداخلة أخيرة عن زميلتي الكورية/ محمود شقير


المزيد.....




- -صحفيو غزة تحت النار-.. فيلم يكشف منهجية إسرائيل في استهداف ...
- شاهد/استقبال حافل بالورود للفنان الايراني همايون شجريان في ا ...
- ايران وحق تخصيب اليورانيوم.. والمسرحيات ا?مريكية الاسرائيلية ...
- “متفوتش الحلقة الأخيرة” القنوات الناقلة بجودة عالية القنوات ...
- ترامب يفرض رسوما جمركية بنسبة 100% على صناعة الأفلام السينما ...
- أهالي غزة يجابهون الحرب بالموسيقى وسط الدمار والحصار
- تطلعات الأغنية العربية بين الإبداع الفني والبحث عن التجديد و ...
- بعد انتهاء معرض الكتاب بالرباط.. جدل ثقافي وزخم فكري
- فنان روبوتي يُتقن الرسم بالحبر الصيني وتُحقّق لوحاته 20 ألف ...
- هل يمكن للموسيقى أن تجعل الحيوانات أكثر سعادة؟ حديقة فرنسية ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - من دفتر اليوميات/ محمود شقير35