أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - من دفتر اليوميات/ محمود شقير32















المزيد.....

من دفتر اليوميات/ محمود شقير32


محمود شقير

الحوار المتمدن-العدد: 8329 - 2025 / 5 / 1 - 14:03
المحور: الادب والفن
    


الجمعة 19 . 11 . 1999
بقيت اليوم في البيت. ابتدأت نشاطي بتدريس الحفيد محمود . كان قد جاءني مساء أمس وطلب مني أن أدرسه، فوعدته خيرا . وجدت أنه لم يتقدم الا قليلا رغم مرور عدة أشهر على التحاقه بالمدرسة ، والسبب يعود الى عدم قيامه بتنفيذ الواجب المدرسي .
في دفتر الدين ، كتبت له المعلمة أركان الاسلام الخمسة ، وطلبت منه حفظها غيبا. حينما ناقشته فيها وجدت أنه لا يفقه شيئا في هذا الموضوع الذي ما زال بعيدا عن مداركه ، وهو حينما يذكر الركن المتعلق بالصيام، فانه يلفظه على نحو خاطئ قائلا: صوم مرضان . وحينما حاولت أن أمثل له كيف كان الجاهليون يصلون للأصنام، أغرق في الضحك . انه ما زال طفلا يعيش براءته الأولى، ونحن الآن نريد تدجينه وترويضه.
قرأت اليوم بضع قصص قصيرة ليوسف ادريس في مجموعته القصصية " لغة الآي آي " التي كنت قرأتها قبل أكثر من ثلاثين سنة. بعض القصص لم تعجبني بسبب نزعتها الايديولوجية الطاغية ، وثمة قصص أعجبتني لما فيها من رصد دقيق لانفعالات النفس البشرية.
الساعة الآن تتجاوز الثانية عشرة ليلا بقليل ، سأذهب الى الانترنت.

الجمعة 26 . 11 . 1999

قبل ساعة، قمت بتدريس الحفيد محمود، علمته بعض أحرف العربية
طلبت منه أن يكتب الأرقام من 1 إلى 5–وقد فعل ذلك بطريقة مقبولة . ، وقد كان جديا تماما ومقبلا على الدرس ، وذلك على العكس من مسلكه في الفترة السابقة.
قرأت اليوم قصصا في كتاب " لغة الآي آي " ليوسف ادريس. ثمة براعة لدى ادريس في متابعة اللحظة القصصية الصغيرة، وكشف أدق التفاصيل فيها. وقرأت قصصا لمحمد المخزنجي في مجموعته القصصية " البستان " التي تتميز بالتكثيف.
الساعة الآن التاسعة والنصف مساء . الطقس غائم وبارد نسبيا . هطل رذاذ خفيف في ساعات ما بعد الظهر ، لكن ذلك لم يكن كافيا. المزاج عادي ، وما زال أمامي ليل طويل، وسأكتب قصة قصيرة جداً بعد قليل.


السبت 27 . 11 . 1999
جاء محمود درويش من عمان. أحضر لي معه رسالة من الصديق الناقد فيصل دراج، اشتملت على مقالة كتبها فيصل لدفاتر ثقافية حول الرواية العربية بمناسبة مرور مائة عام عليها، وعلى ملاحظات كتبها فيصل حول قصصي التي نشرتها في الكرمل، وكنت اقترحت عليه أن يبدي رأيه فيها.
تحدثت أنا ومحمود حول ردود الأفعال على نتائج جوائز فلسطين لهذا العام. كانت ردود الأفعال الإيجابية أكثر من ردود الأفعال السلبية، لكن "محمود" أبدى استياءه من بعض الملاحظات السلبية التي وردت على ألسنة بعض المثقفين لأسباب غير موضوعية.
سألته عن أمسيته الشعرية في بيروت وعن قصيدته الرائعة التي يمجد فيها الحياة ويستصغر شأن الموت، قال ان الصحافة اللبنانية قدرت عدد الذين حضروا الأمسية بأنه تراوح بين ثمانية آلاف وعشرة آلاف شخص، وقال ان إحدى الصحف الصادرة في بيروت باللغة الفرنسية ذكرت أن الناس كانوا يصغون للقصيدة بخشوع ديني.
سلمني محمود نص الكلمة التي كتبها مارسيل خليفة بناء على طلب مني، حيث كنت أرسلت له رسالة على الفاكس بهذا الخصوص، وذلك لكي تقرأ الكلمة في احتفال الجوائز. اقترحت على محمود أن يقرأ الكلمة نيابة عن مارسيل، بعد أن يتسلم جائزة مارسيل نيابة عنه، لكنه لم يوافق، وذلك لأنه سيلقي كلمة باسم لجنة الجوائز، وقال انه لا يحب أن يتحدث مرتين، واستقر الرأي على أن أقوم أنا بقراءة الكلمة.
سألني محمود فيما اذا كنت أكتب شيئا هذه الأيام. أخبرته بأنني أكتب بعض القصص القصيرة. قال ان علي أن أقتحم ميدان الكتابة الروائية، لأن عصرنا هو عصر الرواية. وقال ان كتاب "ظل آخر للمدينة" بما اشتمل عليه من سرد، يشير الى أن لدي امكانية لكتابة الرواية. قال ان على الكاتب أن يفعل كما يفعل النمل أثناء العمل، حيث يقوم النمل بجهود صغيرة لكنها مثابرة، وفي النهاية تظهر حصيلة العمل. قال انه عمل بالطريقة نفسها وهو يكتب قصيدته الطويلة عن الموت، ففي كل يوم كان يكتب بضعة أسطر. تحدثنا عن صعوبة مهنة الكتابة، وعن متطلباتها. وقال انه غير متعجل لإصدار قصيدته في كتاب، لأن ما يعقب ذلك يتعبه كثيرا. قال: أشعر بعد نشر كتابي بخواء. قلت: كأنك لم تكن كاتبا في أي يوم سبق. قال: بالضبط، وعليك أن تعيد شحذ قدراتك كأنك تبدأ من جديد. أعجبني هذا التوصيف الصادق لأنني أعاني من حالات مشابهة.
غادرت مكتب محمود في مركز خليل السكاكيني. حينما وصلت البيت، قرأت رسالة فيصل. كان يعبر فيها عن اعجابه بالقصص التي نشرتها في الكرمل، ما أبهجني ، وأمدني بطاقة جديدة لمواصلة الكتابة. كان فيصل يحضني في رسالته على الشروع في كتابة رواية ، وذلك لاعتقاده أنني بعد " ظل آخر للمدينة " قادر على ذلك.
الساعة الآن الثامنة مساء. اليوم دار نقاش بيني وبين فادي الغول حول النص المسرحي الذي كتبته للفتيات والفتيان . أبدى اعجابه بالنص ، لكنه قدم لي بعض الملاحظات ، بعضها اقتنعت به ، وبعضها الآخر لم يقنعني. المهم، اتفقنا في نهاية النقاش على تعديلات معينة ، ستكون بالتأكيد في صالح النص المسرحي ، وسأبدأ الآن في إجراء هذه التعديلات.
المزاج جيد، والطقس في الخارج بارد، وثمة توقعات بسقوط المطر هذه الليلة.

الأربعاء 1 . 12 . 1999
الساعة الآن هي الثامنة والربع مساء . الطقس شديد البرودة . أمس ، ليلا ، هطلت أمطار قليلة . مزاجي هذا اليوم لم يكن على ما يرام . تزعجني التفاصيل الكثيرة المتعلقة بجوائز فلسطين ، وعلي أن أتابع هذه التفاصيل باستمرار . أشعر بالضيق التام من العمل الوظيفي الذي يستنزف وقتي . العلاقة بيني وبين الوزير ياسر عبد ربه تمر في مرحلة من الفتور ، لم أعد أتردد على مكتبه، ولم يعد هو يسأل عني ، ولست أدري هل ثمة قصد في الأمر ، أم ان ذلك يعود الى انشغاله في المفاوضات ! لكنني لاحظت أنه يتابع التحضير لاحتفال الجوائز من خلال بعض الزملاء الذين يشاركون معي في لجنة الاحتفالات . على أية حال، أشعر بأن العمل في أجهزة السلطة الفلسطينية متعب تماما ، لأن الناس لم يتعودوا بعد على العمل المؤسسي ، وهم قليلا ما يتعاملون مع بعضهم بعضا باحترام . بالنسبة لي ، فانني أدعي أنني أتعامل مع زملائي باحترام ، ودون تكبر أو تسلط ، وفي الوقت نفسه فانني لا أحب أن يتعالى أحد علي ، ولا أسمح لأحد أن يسيء الي .
كم أتمنى لو أنني أستطيع الاستغناء عن الوظيفة ، كي لا أضطر الى التعرض لازعاج من أي شخص كان ، وكم أغبط الناس الذين مكنتهم ظروفهم من تأمين عيشهم بحرية ودون حاجة الى استجداء الوظيفة والخضوع لبعض شروطها غير الانسانية ، خصوصا في سلطة متخلفة مثل سلطتنا .
سأحاول الآن قراءة سيناريو فيلم عن القدس ، ستجري مناقشته غدا في مكتب وكيل الوزارة يحيى يخلف . وبعد ذلك سأعود الى الانترنت للتأكد من وجود رسائل جديدة .

الخميس 16 . 12 . 1999
أشياء كثيرة وقعت في الأسبوعين الماضيين . شعرت بالراحة بعد الانتهاء من حفل توزيع الجوائز ، كان حفلا مهيبا . عاتبت الوزير ياسر عبد ربه في نهاية الحفل ، لأنه تقدم بالشكر للجنة الجوائز وسمى رئيسها وأعضاءها واحدا واحدا ، ولم يذكر اسمي ، مع أنه كان مدونا في الكراس الذي كان يقرأ منه أسماء أعضاء لجنة الجوائز . قال لي انه لم ينتبه لاسمي ، وقد نسي ذلك . وكنت حينما جاء دوري لتقديم الفائزين واحدا واحدا ، تعمدت أن لا أذكر اسمه في مستهل كلمتي ، فقد اكتفيت بمخاطبة الرئيس عرفات فقط .
لكن هذا الفتور في العلاقة بيني وبين الوزير ياسر عبد ربه انتهى ، فهو في نهاية الأمر انسان حساس وطيب . وقد ذكر لي الرفيق سليمان النجاب أن ياسر أخبره أنني زعلان منه بسبب عدم ذكر اسمي في الاحتفال ، وقال لي سليمان ان ياسر يحترمني . كذلك لاحظت أن محمود درويش كان معجبا بالحفل ، وقد أثنى على جهودي التي بذلتها .
كل ذلك لا يعدل رغبتي في التفرغ للكتابة . وانني أشعر بالحاجة الى الكتابة ، وسوف أحاول في الأسابيع القليلة القادمة الانتهاء من رواية الفتيان التي ابتدأت كتابتها قبل أشهر ثم توقفت دون سبب . وبعد ذلك قد أشرع في كتابة رواية للكبار . أقرأ الآن باستمتاع رواية " عصافير النيل " لابراهيم أصلان .
قبل أيام ذهبت الى المدرسة التي يتعلم فيها الحفيد محمود . فرح حينما رآني قادما . سألت المعلمة عنه ، قالت لي انه ذكي ، غير انه بحاحة الى اهتمام خاص ، وقالت لي انه يشكو من أسلوب أمه القاسي في تدريسه ، وطلبت مني أن أتولى أنا تدريسه ، دون محاولة للضغط عليه ، فأخبرتها أنني أدرسه بين الحين والآخر ، وسوف أستمر في ذلك . انه طفل ذكي وطريف ، لكنه حتى الآن يتصرف وكأنه أصغر من سنه الحقيقي .
الساعة الآن الثانية عشرة والنصف ليلا . الطقس هذه الليلة ، أقل برودة من الليالي السابقة . هطلت أمطار معقولة في الأيام الثلاثة الماضية . المزاج عادي . سأذهب الى الانترنت الآن .
يتبع...



#محمود_شقير (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير31
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير30
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير29
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير28
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير27
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير26
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير25
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير24
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير23
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير22
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير21
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير20
- الأدب في زمن الحروب والأزمات
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير19
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير18
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير17
- مداخلة أخيرة عن زميلتي الكورية/ محمود شقير
- زميلتي الكورية هان كانغ الفائزة بجائزة نوبل2024 / محمود شقير ...
- زميلتي الكورية الفائزة بجائزة نوبل للآداب2024/محمود شقير4
- زميلتي الكورية التي فازت بجائزة نوبل للآداب2024/محمود شقير3


المزيد.....




- عائلة الفنان كامل حسين تحيي ذكراه الثامنة في مرسمه
- في فيلم -عبر الجدران-.. الفقراء الذين لا يستحقون الستر
- -غرق السلمون- للسورية واحة الراهب عبرة روائية لبناء الوطن
- وفاة الفنان المصري لطفي لبيب عن عمر 77 عاما
- لجنة الشهداء ترفض قائمة السفراء: أسماء بعثية ومحسوبية تهدد ن ...
- رحيل الممثل المصري لطفي لبيب عن عمر ناهز 78 عاما
- تحوّلات مذهلة لفنان حيّرت مستخدمي الإنترنت.. وCNN تكشف ما ور ...
- مدير مهرجان أفينيون يشرح أسباب اختيار اللغة العربية كضيفة شر ...
- عنوان: مهرجان أفينيون يحتفي باللغة العربية بالشعر والرقص
- اكتشاف بصمة يد تعود إلى 4 آلاف عام على قطعة جنائزية مصرية


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - من دفتر اليوميات/ محمود شقير32