أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - من دفتر اليوميات/ محمود شقير39















المزيد.....

من دفتر اليوميات/ محمود شقير39


محمود شقير

الحوار المتمدن-العدد: 8392 - 2025 / 7 / 3 - 16:01
المحور: الادب والفن
    


الجمعة 27 / 4 / 2001
ثلاثة أسابيع مرّت منذ أن عدت من باريس. عدت إلى التوتر العصبي والنكد. كانت أيامي في باريس ممتعة. ارتاحت أعصابي من المشكلات اليومية البائسة التي أصادفها هنا، سواء من الاحتلال الإسرائيلي أم من ذوي القربى وأبناء جلدتي الكرام.
مع ذلك، كان لعودتي من باريس مذاقها الطيب. فرح أحفادي للهدايا التي أحضرتها لهم من هناك، وبالذات الحفيد محمود. اشتريت له طائرة مروحية صغيرة، وقد استمتع بها كثيراً فاستمتعت أنا بسبب ذلك. اشتريت للحفيد بشار مضربين لكرة الريشة، واشتريت لأم خالد وباسمة وأمينة عطوراً.
كتبت قصة ثالثة للأطفال بناء على طلب من الدكتور على الجرباوي عنوانها "طيور على النافذة". أرهقتني كتابتها لأن الوقت الذي منح لي كان قصيراً، ومع ذلك، فأنا أشعر الآن بالرضا عن النفس لأنني أنجزت كتابة ثلاث قصص طويلة نسبياً للأطفال، وسوف تظهر هذه القصص في ثلاثة كتب خلال شهر أيار، كما أنني تقاضيت عنها مبلغاً معقولاً من المال (ألف دولار لكل قصة)، وسوف يطبع من كل كتاب 2000 نسخة يجري توزيعها على مدارس الوكالة في فلسطين، ثم تجري طباعة نسخ أخرى من هذه الكتب كل عام.
هذه الأيام، أقرأ مجموعة من الأعمال الأدبية التي كتبها كتاب شباب وكاتبات شابات، لمسابقة أعلنت عنها مؤسسة عبد المحسن قطان. وقد وافقت على عضوية اللجنة التي ستضم عدداً آخر من الكتاب العرب.
أحاول كتابة رسائل على الكمبيوتر، لكنه يغيظني حينما لا يعمل إلا ببطء شديد.

الأحد 6 / 5 / 2001
حاولت هذه الليلة كتابة رسالة عبر البريد الإلكتروني إلى الدكتورة رانيا سمارة، الأستاذة في جامعة السوربون بباريس (وهي التي ترجمت عدداً من قصصي إلى اللغة الفرنسية، ونشرتها في مجلة دراسات فلسطينية/ النسخة الفرنسية)، لكنني شعرت بالتعب من الجلوس أمام الكمبيوتر، فلم أكتب الرسالة.
وجدت في بريدي الإلكتروني رسالة من الأستاذة هدى أيوب، تخبرني فيها أن طالباتها وطلابها ما زالوا يتحدثون عني ويسألون عن أخباري. سأكتب لها بعد يومين أو ثلاثة.
هذا اليوم، صدر كتابي الأول من سلسلة الكتب الثلاثة التي كتبتها مؤخراً للأطفال، وعنوانه "تجربة قاسية" ويقع في 44 صفحة من القطع المتوسط. فرحت لصدور الكتاب.
هاتفت الشاعر حسين البرغوثي هذا المساء. هنأته بسلامة العودة من المستشفى في عمان. إنه مريض بالسرطان، وهو كاتب واسع الثقافة دائب النشاط.
مزاجي جيد، وسوف أقرأ ساعة ثم أنام.

الاثنين 7 / 5 / 2001
لم أذهب إلى العمل، لأن الطريق بين القدس ورام الله كثيرة الإزعاج، بسبب حواجز جيش الاحتلال. أحياناً أحتاج إلى ساعتين أو أكثر للوصول إلى مكتبي في وزارة الثقافة.
عملت مدة ثلاث ساعات ونصف في تجريف الإسمنت المتساقط على أرضية بيت ابني أمين، الذي ما زال قيد الإنشاء. كنت أشعر بالحاجة إلى عمل يدوي ينشط جسمي، وقد نفذت ذلك اليوم.
الحفيد محمد سيبلغ العام من عمره المديد بعد أسابيع. كان يبكي في الصباح بسبب تركه وحيداً. سارعت إليه وحملته، فتوقف عن البكاء، تمشيت به في أرجاء البيت، وأريته بعض الصور واللوحات على الجدران، وبعض أشكال الحيوانات المصنوعة من كريستال غير ثمين أحضرناه معنا من براغ التي أقمنا فيها ثلاث سنوات. كان الحفيد يحدق في فضول وانتباه، وأعتقد أنه يشتمل على ذكاء أكيد، وسوف يكون قوياً في المستقبل.
قرأت مجموعتين قصصيتين ضمن مسابقة مركز عبد المحسن قطان للكتاب الشباب، ولم تعجبني أي منهما.
بعد ثلاثة أو أربعة أيام يكون قد مرّ عام على إصابتي للمرة الأولى بجلطة خفيفة في الدماغ. أمضيت عاماً من الحذر والانتباه. تأكدت من أن الجلوس فترة طويلة أمام الكمبيوتر لا يناسب صحتي.
سليمان النجاب الآن في أمريكا. ذهب في رحلة علاج إلى هناك، بعد ثلاثة أشهر من تلقي العلاج الكيمياوي في عمان ضد سرطان الدم الذي يعاني منه منذ فترة وجيزة. كنت أهاتفه كل أسبوع تقريباً للاطمئنان على صحته، وسوف أهاتفه قريباً بعد أن أحصل على رقم هاتفه في أمريكا. سليمان الرفيق الطيب يصارع المرض الآن. تأثرت حينما علمت بإصابته بهذا المرض، وأنا أتمنى له الشفاء.
المزاج جيد. سأحاول القراءة مدة ساعة ثم أنام.

السبت 19 / 5 / 2001
بقيت طوال هذا اليوم في البيت. مساء أمس ذهبت صحبة عدد من أبناء البلد إلى عرس في رام الله (العريس هو إياس عبد الله البياع). أثناء وجودنا في القاعة قصفت طائرة إسرائيلية موقعاً لرجال الأمن الفلسطينيين غير بعيد عن المكان الذي كنا فيه (صالات بدران في أم الشرايط). يوم أمس، سقط 12 شهيداً في الضفة والقطاع بسبب القصف الإسرائيلي الوحشي انتقاماً لعملية نتانيا، حيث فجر شاب من طولكرم ينتمي لحركة حماس نفسه في سوق مكتظ بالناس، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص (عمليات حماس داخل الخط الأخضر ضد المدنيين الإسرائيليين تسهم في توحيد الشارع الإسرائيلي خلف شارون. صحيح أنها تشكل تحدياً لعنجهية شارون، لكنها غير مفهومة، بل مستنكرة لدى أوساط الرأي العام العالمي).
أشعر بالأسى لأنني لم أعد قادراً على القراءة مثلما كان الحال في السابق. لم يعد لدي الجَلَد المطلوب، ثم إنني أنسى ما أتم قراءته بسرعة قياسية. لم يعد دماغي قادراً على اختزان معلومات جديدة!
قبل ثلاثة أيام، علقت عند حاجز قلندية. كان ثمة ازدحام شديد للسيارات بسبب الحاجز. ارتفع ضغطي فجأة بسبب طول المدة التي مكثتها عند الحاجز، وشعرت بارتخاء في يدي اليمنى، ولم يخفف من هذا العارض الصحي، سوى حبة من الفاليوم المهدئ للأعصاب وللضغط.
أعصابي هادئة هذه الليلة، والمزاج عادي، وبعد قليل أقرأ ساعة ثم أنام.

الثلاثاء 29 / 5 / 2001
أشعر هذا المساء بشيء من الأسى وعدم الارتياح. ربما تجمعت هذه الحالة من تفاصيل صغيرة تافهة وقعت أثناء النهار.
عدت إلى إكمال كتاب "نحن والآخرون" لتودوروف. كنت توقفت عن قراءته بسبب انشغالي بكتابة قصص للفتيات والفتيان. كتبت القصص وعددها ثلاث.
أصبح النسيان مشكلة بالنسبة لي. مثلاً، كنت أنوي مهاتفة حسين البرغوثي لكي أهنئه على كتابه "الضوء الأزرق" لكنني نسيت. على أية حال، فوجئت بقدرة حسين البرغوثي على التأمل والتفلسف، وعلى استفادته القصوى مما يقرأ. كتابه يقدم للقارئ متعة فكرية ليست قليلة، علاوة على جرأته في كتابة تفاصيل شخصية عن حياته.
بعد قليل، سأحاول كتابة قصة قصيرة جداً، ثم سأقرأ ساعة في كتاب "نحن والآخرون".
يتبع...



#محمود_شقير (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير38
- من دفتر اليوميات/محمود شقير37
- من دفتر اليوميات/محمود شقير36
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير35
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير34
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير33
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير32
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير31
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير30
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير29
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير28
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير27
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير26
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير25
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير24
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير23
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير22
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير21
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير20
- الأدب في زمن الحروب والأزمات


المزيد.....




- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...
- اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة يحتفيان بالشاعر والمترجم الكبير ...
- كيف كانت رائحة روما القديمة؟ رحلة عبر تاريخ الحواس


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - من دفتر اليوميات/ محمود شقير39