أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - من دفتر اليوميات/ محمود شقير41














المزيد.....

من دفتر اليوميات/ محمود شقير41


محمود شقير

الحوار المتمدن-العدد: 8419 - 2025 / 7 / 30 - 15:33
المحور: الادب والفن
    


الثلاثاء 1 / 1 / 2002


لم أشعر بالأسى لهذا الانقطاع الطويل عن كتابة هذه اليوميات، فقد انشغلت بكتابة رواية للفتيات والفتيان، كنت ابتدأت كتابتها قبل أكثر من عامين، لكنني توقفت عن إتمامها وقتاً غير قليل.
هذه المرة، عدت إلى الرواية بنفس جديد وبهمة جديدة، وكتبتها بأسلوب جديد حافل بضروب من الخيال، ووجدتني راضياً عنها. صدرت الرواية واسمها "أنا وجمانة" قبل أسابيع، وأعتقد أنها ستلاقي استحساناً، وقد أعجب بها من قرأها من الأصدقاء حتى الآن.
مرّ العام 2001 بكل ما له وما عليه. أنجزت خلال هذا العام كتابة معقولة، وتواصلت معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال. شارون وجد فرصته الثمينة حينما رحنا نعسكر الانتفاضة. إنه ينزل بشعبنا أفدح العقوبات، خصوصاً كلما وقعت عملية استشهادية ضد المدنيين الإسرائيليين. وشارون لا يتوقف عن قتل المدنييين الفلسطينيين، والرئيس ياسر عرفات محاصر في مقره برام الله!
صدر في رام الله كتاب عن رام الله. شاركت في الكتاب بنص أعجب به بعض من قرأوه. أشعر الآن أن لدي رغبة في مواصلة الكتابة بانتظام.
مساء أمس، انتهيت من قراءة رواية "العطر" للكاتب الألماني زوسكند. إنها رواية مدهشة، يصف فيها الكاتب مزاج بطله "غرنوي" الذي يعتمد على أنفه ليشم أبعد الروائح ولاختزان هذه الروائح في أعماقه، وبالذات روائح الفتيات المراهقات الجميلات، ما دفعه إلى قتل خمس وعشرين فتاة للاستيلاء على عطر أجسادهن!
بقيت اليوم في البيت. قرأت مقالات سياسية في بعض الصحف، وكنت بين الحين والآخر أتذكر أنني أعيش اليوم الأول من العام الجديد، الذي أرجو أن يكون عاماً طيباً! فهل ثمة شيء أفضل من الطيبة هذا الأيام!

الخميس 10 / 1 / 2002
لم أغادر البيت منذ أيام، بسبب الطقس البارد جداً، وبسبب الحواجز الإسرائيلية التي تعيق حركة السير بين القدس ورام الله. قرأت مجموعة "الأخوات الحزينات" لنجاتي صدقي، وهي تشتمل على قصص وحكايات وخواطر. مستواها يتفاوت بين النضج الفني نسبياً وسذاجة التناول. وما يشفع لها أنها كتبت قبل أكثر من خمسين عاماً، وأسست لكتابات قصصية ناضجة في ما بعد.
خلال الليالي الثلاث الماضية، شاهدت بالصدفة على التلفاز ثلاثة أفلام، تتحدث عن علاقة المرأة بالرجل: الفيلم الأول، لم أتمكن من مشاهدته من بدايته، ويبدو أنه من أمريكا اللاتينية (لست متأكداً)، وهو يتحدث عن راعية تحمل من رجل متزوج، يقتله حبيبها حينما يشاهده فوقها. الراعية تخبر حبيبها بأنها حامل من ذلك الرجل الذي قتله. يفرح الحبيب وهو فتى بسيط للخبر، ويقول إن هذا الطفل سيكون ابنه هو! كأنه يريد أن يكفر عن قتله للرجل.
في الأثناء نفسها، يكون ثمة رجل على علاقة سيئة مع زوجته، تأكله الغيرة عليها، ويخبره الراعي عن حبه للراعية التي حملت من رجل آخر. هذا الرجل يأخذ عبرة مما سمع ويعود إلى زوجته التي كانت تنتظره، يعانقها وتعود علاقته معها إلى وضع صحيح.
الفيلم الثاني، واسمه "مقدس" للمخرج الإسرائيلي عاموس غيتاي. يصف فيه حال المرأة لدى القطاع الأصولي المتدين في المجتمع الإسرائيلي، الذي يعتبر المرأة أداة إنجاب فقط، ويصور العلاقة الفاترة بين يوسف وملكا التي تزوجت غصباً عنها، ثم خانته مع حبيبها الذي لم تتمكن من الزواج منه.
في الفيلم إدانة لتسلط الفكرة التوراتية الأصولية على عقول هؤلاء الأصوليين. وقد أثارت اللقطة الأخيرة في الفيلم استغرابي، حيث وقفت بطلة الفيلم أمام مشهد للقدس، وظهرت قبة الصخرة واضحة للعيان على الشاشة! ما الذي قصده المخرج من هذه اللقطة؟ تكريس القدس مدينة موحدة تحت السيادة الإسرائيلية؟ لا أدري، علماً بأن غيتاي مخرج متعاطف فيما أعلم مع الفلسطينيين، وقد تعرفت عليه في القدس قبل سبع سنوات.
الفيلم الثالث اسمه "القاتلة" للمخرجة المصرية إيناس الدغيدي، حيث تقوم بطلة الفيلم بقتل كل من يشتهي جسدها من الرجال، وذلك بعد إصابتها بمرض نفسي نتيجة اغتصابها في الطفولة من أحد أفراد العائلة، وتعذيب زوجها لها باستمرار بعد زواجها.
المهم في الفيلم إظهار المرأة باعتبارها ضحية للمجتمع، حيث تم التآمر عليها، وتمت رشوة القضاء أو التأثير عليه لصالح زوجة الوزير المقتول، وصدر قرار بإعدام رجاء، دون أن ينجح في إنقاذها، محاميها الذي كان رجل أمن، ثم استقال من منصبه بعد أن لاحظ تلاعب الأجهزة الأمنية والقضائية.
أوصلت المخرجة رسالة سياسية حول هذا التلاعب إلى المشاهدين، وأخرجت فيلمها من دائرة أفلام التشويق التي لا تحمل أية رسالة إنسانية أو طبقية أو سياسية.
أتحدث عن هذه الأفلام بالنظر إلى أن العلاقة بين الرجل والمرأة في مجتمعنا إشكالية وفيها تعقيدات وملابسات.
انتهيت قبل أيام من قراءة رواية "نشيد سليمان" لتوني موريسون، وازددت إعجاباً بقدرة هذه الكاتبة الأمريكية السوداء على كتابة رواية متفوقة.
هذه الليلة، سأنتهي من قراءة قصص "عرق" لجبرا ابراهيم جبرا ثم أنام.

الاثنين 4 / 2 / 2002
لم يكن مزاجي مستقراً هذا اليوم. قابلت شخصاً كريهاً في المدينة، فتعكر مزاجي وتلبستني الحالة نفسها التي كانت تتلبس ابن الرومي كلما شاهد شخصاً كريهاً في الصباح. كان يعود إلى بيته ولا يغادره. فكرت بزيارة محمود درويش في مكتبه، ثم أقلعت عن ذلك، لأن مزاجي لم يكن رائقاً.
وكنت قد جئت في الصباح إلى الوزارة في سيارات الفورد. أشعر أحياناً بالقرف وأنا أركب هذه الفوردات، لأن الجلسة لا تكون مريحة. وحينما أتذكر أنني لا أستطيع القدوم بسيارتي بسبب الحاجز الإسرائيلي فإنني أزداد قرفاً.
عدت هذا المساء إلى قراءة اثنين من كتب الفتيات والفتيان التي نشرتها قبل أشهر. قرأت: تجربة قاسية، والولد الذي يكسر الزجاج، ولم أشعر بارتياح. ثمة تفاصيل كثيرة مملة، وثمة نوع من الوعظ.
لذلك بقيت متنغصاً بقية ساعات هذا الليل.
يتبع...42



#محمود_شقير (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير40
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير39
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير38
- من دفتر اليوميات/محمود شقير37
- من دفتر اليوميات/محمود شقير36
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير35
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير34
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير33
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير32
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير31
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير30
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير29
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير28
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير27
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير26
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير25
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير24
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير23
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير22
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير21


المزيد.....




- الترجمة الأدبية.. جسر غزة الإنساني إلى العالم
- الممثل الإقليمي للفاو يوضح أن إيصال المساعدات إلى غزة يتطلب ...
- الممثل الإقليمي للفاو: لا يمكن إيصال المساعدات لغزة دون ممرا ...
- عائلة الفنان كامل حسين تحيي ذكراه الثامنة في مرسمه
- في فيلم -عبر الجدران-.. الفقراء الذين لا يستحقون الستر
- -غرق السلمون- للسورية واحة الراهب عبرة روائية لبناء الوطن
- وفاة الفنان المصري لطفي لبيب عن عمر 77 عاما
- لجنة الشهداء ترفض قائمة السفراء: أسماء بعثية ومحسوبية تهدد ن ...
- رحيل الممثل المصري لطفي لبيب عن عمر ناهز 78 عاما
- تحوّلات مذهلة لفنان حيّرت مستخدمي الإنترنت.. وCNN تكشف ما ور ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - من دفتر اليوميات/ محمود شقير41