أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - أمين أحمد ثابت - الانسان . . وغائية العقل التخليقي June 1981 - من كتابي (ابجديات يمنية معاصرة في الكتابة والتفكير)















المزيد.....

الانسان . . وغائية العقل التخليقي June 1981 - من كتابي (ابجديات يمنية معاصرة في الكتابة والتفكير)


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 8513 - 2025 / 11 / 1 - 18:12
المحور: قضايا ثقافية
    


من كتابي
( ابجديات التفكير والكتابة)

الموضوع ( ١ )

الانسان . . وغائية العقل التخليقي

June 1981


الانسان والعقل من يتبصر في الوجود المادي منذ ان ادرك الانسان كل ما يحيط به واخر ما وصل اليه في العلم الطبيعي والعلوم الاخرى يكتشف بما لا يدع مجالاً للشك ان الانسان بعقله اعظم ما وجد على ظهر البسيطة وما يتعداها في العوالم الاخرى –حسب ما هو معروف لنا حتى زمننا الراهن على الاقل في حدود معرفتنا المعاصرة .. بغض النظر عن الافتراضات التي تطرح بتقريبية ان هناك عوالم وكائنات اكثر رقيا وحضارة في كواكب اخرى لم نصل الى التعرف اليها بعد .. وهي اطروحات يغلب عليها حتى الان البعد الحسي الافتراضي التأويلي من بقايا العقل الاسطوري القديم .النسان
والانسان ليس الارقى في الوجود لكونه قد تميز بالعقل – هذا النتاج العجيب لبنية التنظيم لعالي الدفاع في خصوصية تفرده والذي لم يعرفه العلماء بعد كمعرفة كلية مكتملة وهو كيف لمنظومة حيوية عاملة بالرصد عبر التنظيم الكهربي قادر على التحول نوعاً – كنوع مفارق من منتج وعي ميكانيكي حسي منفعل الى منتج وعي جدلي ـ حسي ومجرد مفاهيمي متفاعل وفاعل ـ والمعرف بالتفكير وبعد الارادة ـ وحتى حدود المعرفة الراهنة ، والتي ما تزال تبدو مستقبلية ايضاً سيظل لغز دفاع الانسان والعقل محيراً ما لم يقدر العقل البشري على الخروج من دائرة البحث الميكانيكي في رصد هذه الظاهرة بل ان صيغ الغرابة كثيرة بكونه ـ أي الانسان في عقله ـ ارقى ما في المحسوس الوجودي ـ ليس فقط في دور ذهنه في جعل شكل نشاطها هادفا بل في سمات دماغه الممتلك مراكز تخصصات غاية في التعقيد والمفارقة من حيث طبيعة بنائه المتميز عن سائر المخلوقات ويظهر ذلك جلياً في اختزانه كل التفاصيل المحيط المحدود والمحيط الكوني اللانهائي في مسار عمره التاريخي بل ويتعدى ذلك الى امتلاكه خائص الوجود التاريخي المجرد غير المنظور والمدرك حسياً له واكثر ما يميز هذا الكائن العجيب الانسان ـليس فقط قدرته على الخزن ولكن في قدرته العالية في الانتخاب والمعالجة المستقلة في تحليل الظواهر واعادة بنائها ومفهومياً بشكل اخلاق .
هذا الكائن الجبار لم يأت الى الوجود وفق مقرر طبيعي انتخابي ـ ثابت أي وفق طبيعية حيوية فقط كوجود سلبي لا يعرف خاصية التفاعل مع الطبيعة والاشياء والظاهر أي منفعل لا غير بقانونية طبيعية موضوعية تحدد شكل وطبيعياً وبوجود ونمط تعايشه بحيث تصيغ هذه القانونية الية دورة حياته وبتعبير اكثر إيجازا انه لايلعب أي دور مؤثر فيما حوله ـ بينما نجده بذاته أي الانسان قانونيات الوجود التي تحكم الياته الخاصة الفاعلة والمنفعلة فالإنسان بصفاته غائباً ، والمرتبطة مباشرة غائبته هذه وبصورة استثنائية عن دونه من الحيوات العضوية بخاصية بنية دماغه الاكثر تعقيداً او تنظيماً في نفس الوقت هذه الخاصية المفارقة هي ما اعطت بالتحديد لهذا الدماغ صفة المفارقة ـ بكونه ـ أي الدماغ متسماً بخاصية التفكير الارادي والذي يرتبط على ذلك منذ نشوء فجر تميز الانسان بقدرته على التفكير نشأت تراكمات حسية ماضوية من فعل الممارسة والتجربة الى تكوين ما يعرف بالسمة الغائية الو الهادفة ـ وهو ما لا يمكن معرفة تلك الفترة الانقلابية في الانسان بتحول الدماغ الى ما يعرف بالقل والتي هي تلقائياً بشكل عفوي تبرز في الممارسة اللاحقة من فعل تلك المستويات التفكيرية الجارية في الدماغ بصورة عالية وقوفاً على مدخل التجربة والممارسة الجديدة على مفاهيمية متعددة ومحددة في نفس الوقت ـ ولا نريد التعمق في اصل تلك العمليات الداخلية التي تجري في دماغ الانسان حتى لا نخرج عن صلب موضوعنا ويكفي الاشارة الى ان اعلى المستويات الذهنية تلك التي تعطي صفة التميز للعقل الانساني عن غيره من الحيوانات الاخرى اتصافه بالقدرة على التجريد ـ كأحد المستويات العملياتية الداخلية الجارية في الدماغ والذي لا يوجد في الحيوانات الراقية سـ ما قبل الإنسان في الهرم البيولوجي والتي تجتمع معه في الصفات الشمولية المتعددة حتى على مستوى البنية العامة للجهاز العصبي ـ وبقية المنظومة الحيوية وعليه ما تقدم من مقالنا المقتضب يفيد بأن الانسان ككائن نوعي ـ تاريخي غائي ارتبط فيه الكفر بالارادة لينقل ادراكات الانسان عن الحيوان من الادراك البيولوجي الى الادراك الاداري المجرد المبني على المقدرة التحليلية تجاه كافة الظةاهر وهو ما تأكد عند وصول الانسان الى مقدرة التفكير المستقل فأن لم ممارسته تجاه الطبيعة والمحيط ممارسة متفاعلة ايجابية ـ منفعلة وفاعلة في نفس الوقت ومع تقدم حياته في مداخل التكوين الاجتماعي البشري لا الحيواني ونشوء ما تسمى بالمظاهر والعلاقات الاجتماعية والذي لا يعني الا كونهما منتجات لتقدم وتطور وعيه فهو ما نجده في ان تأ ثر الانسان وحتى انفعالاته لم يعد ذلك التأثر الطبيعة المسلكية التي كانت معلمة به في مراحله الوحشية القديمة بان تحدث استجابة مع المؤثرات الخارجية المحيطية برد فعل سلوكي مباشر ..غير واع وان كان هناك لديه وعي لايفرقه عن الحيوانات الراية الاخرى يكون ان المنعكس السلوكي لعقلية الانسان الوحشي لم يكن صادراً الا عن وعيه البيولجي _ الناتج عن الادراك البيولجي ـوالذي هو بدائي عند ما قبل الانسان لاجتماعي والمتوفر لدى الحيوانات الثدية الحديثة في الزمن البيولجي والمنقرضة الراية كالحين والشمزي افترق الانسان عن هذه الحيوانات المتطورة من حيث درجة الادراك البيولجي انذاك بين الانسان الوحشي أي ما قبل الانسان الديث والقردة العليا لالا ان الادراك يظل معبراً كرد فعل سلوكي ميكانيكي ـ لاستجابة سلباً كصادرمن نفس المستوى الادراكي ان ما استجد على الانسان القديم سهو ذلك الانقلاب الذي صحب انتقال دماغه الى عقل مع تقدم حياته الى المرحلة البدائية التي بدأ يمارس وجوده ـ كتعبير عن ذاته النوعية عبر ادراك واع وان كان بسيطا الا انه كان كفيلاً بان يمثل مرحلة تاريخية خاصة لمعنى النوع الذي عرف بالانسان هذا الادراك اللا ارادي اخرج الانسان من دائرة اتصاله وارتباطه بما هو خارج عنه ومحيطي من الالية الميكانيكية للاستجابة ـ التي تحكم في طبائع السلوك لدى الاحياء المختلفة البدائية الراقية كمحكومية لقانونية طبيعية ـ بينما نكون الاستجابة السلوكية لدى الانسان حلزونية المعنى والدلالة ومتبادلة قوة الحكم على طبيعة لسلوك بحيث تكون تارة مرجعية السلوك عائدة لمظاهر المحيط الحسي وتارة اخرى تعود لأثقال مفاهيمية موروثة أي مجردة واخرى ثالثة لنزعات برجماتية مباشرة موسمه بطبيعة وعي الانسان وبتعبير اخر ان طبيعة تفاعل الانسان مع ما هو خارجه كاستجابة سلوكية او ادراك ذهني لا يخضع لقانونيات الطبيعة كخضوع استاتيكي كما وانه بعد اجتيازه لمرحلة البدائية الاولى من التكوين القبلي ـ العشائري لم يعد خاضعاً للقانونية الميكانيكية للمجتمع ـ فكل الخبرات المنتجة بصورة مفاهيمية في الذهن كانت اشبه بخبرات تدخل الى تجمع صناعي غاية في التعقيد يعرف بالدماغ البشري ـ حيث تدخل في عمليات مركبة من التقنية ولفصل والمقارنة والمقاربة واعادة التشكيل ـ وهي ما تعرف بالعمليات الذهنية المجردة ـ والمنتجة موقفاً للذات لما يعرف باستيعاب للعالم الخارجي .
هذا الاستيعاب والموقف كتعبير عن الاستجابة عند الانسان انتقلت من طور التعبير عن مقدرة الانسان لخلق التكيف مع المتغيرات البيئية ـ المادية والروحية ـ الى كونها مؤسساً مضمونياً متقدماً لجوهر الانسان بمقدرة على تغيير تلك البيئات لتتكاتف معه وهي الاستجابات الاكثر تطوراً نوعياً للوعي عند عقل الانسان منذ ان تأسست فيه منظومات البناء النظري والفلسفي التي حولت قدرته منا مكانية احداث التكيف الى امكانية تغير الخارج وكذلك الروحي الداخلي ـ والاستجابة الوعيية منذ ذك التحول الثوري للإنسان نجدها كلما انبتت على اتساع وعمق معرفي اكبر وتصاحب بخروجها أي المعرفة لترشيد سلوك الانسان وموقفه بمنهج رؤيوي علمي جامع تكون تلك الاستجابة موضوعية قادرة على فعل التغيير وما هذه القدرة المعبر عنها اخيراً هي ما يعرف من خلالها النشاط الهادف للإنسان والمنتجة عنه في نفس الوقت .



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحليل نقد ادبي جمالي اولي ل : رواية البلاد المشمسة لا تعرف ا ...
- البلد / المدينة . . تغرق بالخطيئة - قصة قصيرة / 26سبتمبر 2 ...
- الشوفة / قصة 23/ اكتوبر 2025
- الثقب / اقصوصة
- بلدي اليوم مطير قصة قصيرة / ومضة - 15 اكتوبر ...
- ليلة ممطر حمرة
- لهب يشيخ العمـــر / ذكرى اكتوبر ثورة اكتوبر1963 ضد الاستعمار ...
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ...
- رقص نهاري مفرح حزين
- نجمتي . . تعلو الجبين
- الثقافة : اضطراب المفهوم وتعدده بين النظرية والتطبيق ، بين ...
- لا أحلام . . هروب فقط. - ومضة حالة
- نظرية عودة الخالق.
- لا تغادرني ١ سبتمبر ٢٠£ ...
- - ظلال وكلمات وراء - 5/9/2025 قصة ...
- ملخص و قراءة اولية تحليلية ادبية للنص القصصي - ظلال وكلمات و ...
- عذاب أم . . في الانتظار - 22/8/2025. - إهداء الى أم ايهم الم ...
- كتبنا وياماكتبنا ولا اكاديمي واديب وسياسي ما سمعنا
- صباح غائم بالذكريات اغسطس ١٨ /٢٠ ...
- باختزال اشكالية متخلق ماهية الذات


المزيد.....




- أول ثدييات صغيرة تصل إلى محطة -القصر السماوي- الفضائية الصين ...
- رئيسة تنزانيا تفوز في الانتخابات بولاية جديدة وسط احتجاجات أ ...
- المتحف المصري الكبير... حين تنسجم العمارة الحديثة مع عراقة ا ...
- مسيرات في صربيا لإحياء ذكرى قتلى سقطوا في انهيار سقف محطة قط ...
- صربيا: الآلاف يشاركون في مسيرات لإحياء ذكرى قتلى سقطوا في ان ...
- قتيلان و10 مصابين في إطلاق نار بجزيرة كريت اليونانية
- كييف تقر بصعوبة الوضع في بوكروفسك وموسكو تتحدث عن استسلام جن ...
- -استغراب- يشرح كيف تحرر عقلك من الإلهاء الرقمي
- معدات مصرية تدخل الخط الأصفر والقسام تؤكد جاهزيتها لاستخراج ...
- 550 ألف سوري عادوا من تركيا لبلدهم منذ سقوط الأسد


المزيد.....

- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - أمين أحمد ثابت - الانسان . . وغائية العقل التخليقي June 1981 - من كتابي (ابجديات يمنية معاصرة في الكتابة والتفكير)