أمين أحمد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 8499 - 2025 / 10 / 18 - 14:58
المحور:
الادب والفن
كانت السماء تنزف ماء بطعم الكيمياء ، الطرقات الطينية كانت قد ابتلعت الأصوات، وتناوبت الروائح المتحلّلة على خلق عباية سماوية لهواء مخنوق - تبدت من النوافذ المكسورة، عيون ترقب الفضاء كمن ينتظر حكما مؤجّلًا لآخر يوم تعاش فيه الحياة .
تبدت الساحة العتيقة برصيفيها المتقابلين بسلسلتين من الابواب الحديدية الصدئة لمحلات قديمة مغلقة - جالسا في ركن بعيد منها طفل يحمل إناء من فخار ، كان يرفعه الى السماء ،
قطراتٌ غزيرة انسكبت في الإناء ، ملأته سريعا فابتسم ، ظل يرتشف دون توقف . . فإذا الضوء ينطفيء عن مقلتيه لحظة و .. واذا توهج يشع عن داخله ، وميض لا يعرف له معنى او دلالة - تلاشى الطفل ذرات غبار في الهواء - لم يفهم احدا سر ذلك الحدوث . .
ذهب الليل وعند تسلل اذرع الضوء الرمادي لصحيان الفجر من نومه كسلا ، سكت المطر ، وكانت تلك العيون القابعة خلف زجاج النوافذ تختفي و يسكت صرير الريح ع مكسورًا ، يلمع وحده . . كأنّه ذاكرةُ كانت هنا و . . غابت دون رجوع .
#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟