أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم المعموري - بتول














المزيد.....

بتول


جاسم المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 8510 - 2025 / 10 / 29 - 08:31
المحور: الادب والفن
    


في عتمة الليل ,
وعندَ ساعةِ السَّحَر,
يَقَضُّه مضجعُه,
أكاد أسمعُ نحيبَهُ
الذي تسمعُهُ السماءُ..
وأرى نزيفَ دمِ الضحايا
وهم عُراةٌ في العراء,
وأرى ثلاثةَ نعوشٍ
تحملها الجِمالُ ,
تسيرُ بها نحوَ مقبرةٍ
طافيةٍ فوقَ الماء.
الريحُ تصرخُ بالنعوشِ وتفضحُها,
في بلادٍ لا تُحبُّ الغرباء.
* * * * * *
وعندَ الفجرِ حين يدعو الأذانُ للجهاد
وحينَ تقرعُ نواقيسُ الكنائسِ أجراسَها ,
يأتي البريدُ من الوطنِ مع الصباح ..
أنتَ بدأتَ خُطاك,
وأنتَ اخترتَ طريقَك، فتهنَّا..
يا قلبي.. كم كنتَ جريئاً
كم كنتَ شجاعاً ,
لما راحَ قصيدُك يُتغنّى :
وَلِهٌ بالماءِ وبالنخلِ,
بالطيرِ على الأعشاشِ تنامُ ,
وتُسبّحُ في الفجرِ إلهاً رزّاقًا.
ولِهٌ بالوجهِ الأسمرِ فَوّاحاً , بالعَنبر ,
بالوشمِ المرسومِ على كفَّي فلاحة ,
طلاسمُ حبٍّ وهُويةُ إثباتٍ وطنية..
ولِهٌ بالعشقِ وبالعشّاق ,
بالليلِ يُغازلُ أمواجَ الماءِ,
بالقمرِ المتشعشعِ في خدِّ حبيبة ,
بالأضرحةِ الذهبيةِ المتلألئةِ ,
بالثوارِ الشهداءِ,
بالوطنِ الحالمِ بالحرية,
بالفقراءِ الطامحينَ إلى العدل.
* * * * * *
يا قلبي , كم كنتَ عظيما ,
لما أغمضتَ العينينَ عليها ,
وغفوتَ طويلاً ,
ثم أفقتَ على أنغامِ الرشّاشِ ,
صباحَ مساءٍ يُغنّي:
سنُكسّرُ قيدَك يا وطني.
* * * * * *
هرِمتَ، ورأسُك بالشيبِ توهّج ,
هرِمت وروحُك ,
والليلُ يُحالفُ أحزانَك..
تستيقظُ في الليلِ جراحُك ,
علَّك تلمسُ من طيفِك في الليلِ خيوطًا
تمتدُّ يداك..
تنحتُ باباً في جدارِ السجن ,
ترسمُ شُبّاكاً مفتوحاً
ليطلَّ على النخل.
تمتدُّ لتأخذَ تمرة ,
تسبحُ في دِجلة ,
رسمٌ يتراقصُ فوقَ الأمواج ,
والحبُّ فُراتٌ
والشوقُ الأهلُ فُرات..
تستيقظُ من لا نومَ ,
فمن أنتَ لكي تغفو
فوقَ أمانيكَ سعيدا؟
أوما تدري أنك من غيرِ أمانٍ تتمنّى؟
أوما تدري كم تتجنّى؟
ذاك محالٌ أنك تغفو ,
ذاك خيالٌ لن يتسنّى.
* * * * * *
في خيوطِ الشمسِ شكٌّ ,
والجراحُ دمٌ ونار,
في مدارِ الفلكِ خوفٌ ,
والدُّجى دمعٌ وعار ,
والعراقُ الليلُ يبكي

يقتلُ الآلافُ في كلِّ نهار..
فغفا بعضٌ على أنقاضِ بعض ,
واهتدى بعضٌ لنيلِ العزِّ سار ,
قدّمَ النفسَ شهيداً للوطن ,
كانَ صوتاً حرّضَ الشعبَ فثار.
* * * * * *
فَوُلِدتِ يا بتول ,
إنه ميلادُ سَعدٍ ,
جعلَ الدنيا تُغنّي وتقول:
يا بتولُ, أنتِ للشعبِ رسول ,
أنتِ للآمالِ غنوة ,
حينَما تَكبو الخيول..
يا بتولُ, قد قُتِلنا ونُفينا ,
حينَ لم نرضخْ لطاغيةِ الجهالةِ والظلام.
يا بتولُ, ليتَ قاتلَكِ قتيلا ,
أو نراهُ في متاهاتٍ ذليلا.
يا بتولُ, لن أقول:
عمرُكِ كانَ قصيرا ,
لن أقول.
مثلَ نورٍ بخُطا في سرعةٍ,
مرَّ يجتازُ الظلام..
مثلَ طِيبٍ, أو سحابة ,
مثلَ تغريدةِ طيرٍ
يترنّمُ , والصدى عزفُ ربابة ..
بل أقول , رغمَ كلِّ الظالمين:
لكِ عمرٌ سيطول ,

جاسم محمد علي المعموري
1993



#جاسم_محمد_علي_المعموري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يجب الحفاظ على المقاومة وسلاحها في لبنان
- مقاطعة الانتخابات تمهيد لتغيير النظام
- هل يُنهي اجتماع المجر الحرب على روسيا ؟
- الى السيد محمد شياع السوداني .. رسالة قصيرة جدا
- سيدة البحار
- وأسكرتني خمرة ُالعشق ِ
- السابع من ايلول 2023غفلة ام تواطؤ؟!
- توضأتُ بالشك!
- انتهت مهمة حماس وسيتم تسريحها
- تخويف اليهود ظلم واضح وارهاب خبيث
- رسالة الى غريتا ثونبرغ .. احبك يا غريتا!
- تجاهل خطة السلام للحقائق والحقوق
- تراتيلُ الرحيل.. رحيلُ الأحبة
- الذكرى الاولى لرحيل الشجاعة والكلمة والوفاء
- غياب الصدرغياب عن الديمقراطية وخطرأمني شديد!
- اساطيل الصمود محملة بالقنابل النووية!
- نسيان حرب السودان -عمدا- جريمة اكبر
- العدوان الصدامي على ايران وأثره على القضية الفلسطينية
- لماذا الجنوب؟!
- يحيى السماوي- شعره واخلاقه- لا ادري والله أيهما اعذب


المزيد.....




- أحمد الفيشاوي يعلن مشاركته بفيلم جديد بعد -سفاح التجمع-
- لماذا لا يفوز أدباء العرب بعد نجيب محفوظ بجائزة نوبل؟
- رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر تحتفي بإرث ثقافي يخاطب العالم
- رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر تحتفي بإرث ثقافي يخاطب العالم
- مشاهدة الأعمال الفنية في المعارض يساعد على تخفيف التوتر
- تل أبيب تنشر فيلم وثائقي عن أنقاض مبنى عسكري دمره صاروخ إيرا ...
- قراءة في نقد ساري حنفي لمفارقات الحرية المعاصرة
- ليبيريا.. -ساحل الفُلفل- وموسيقى الهيبكو
- بطل آسيا في فنون القتال المختلطة يوجه تحية عسکرية للقادة الش ...
- العلاج بالخوف: هل مشاهدة أفلام الرعب تخفف الإحساس بالقلق وال ...


المزيد.....

- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم المعموري - بتول