أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المعموري - يجب الحفاظ على المقاومة وسلاحها في لبنان














المزيد.....

يجب الحفاظ على المقاومة وسلاحها في لبنان


جاسم المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 8507 - 2025 / 10 / 26 - 09:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الوقت الذي تحاول فيه المقاومة في لبنان ان توصل اشاراتها الى الحكومة اللبناية ,بأن المقاومة هي الضمان الوحيد لأمن لبنان واستقراره, تزداد هذه الحكومة تعنتا وغباءً , وهذا ليس بالغريب على غباء حكامنا , وبدلا من تقوية المقاومة والتحالف معها والطلب من دول العالم مساعدتها والوقوف في جانبها ,وإشعار الهيئات والمنظمات الدولية بأن لبنان له الحق في المقاومة ,والدفاع عن النفس, ترتمي هذه الحكومة في احضان الخارج ,وتظن انه هو الخلاص السحري من العدوان المتكرروالمستمر الذي يرى في الضعف والانقسام فرصة تاريخية سهلة المنال..
ان الحفاظ على المقاومة وسلاحها في لبنان ليس مجرد خيار سياسي أو موقف وطني فحسب, بل هو عنصر أساسي في حفظ التوازن الدقيق الذي يحكم منطقتنا منذ عقود ,لقد أثبتت التجارب ان امتلاك الشعوب لقدرات دفاعية مستقلة يحول دون اندلاع الحروب , ويمنع القوة الاكبر في المنطقة من التلاعب بمصائر الدول الصغيرة ,فحين تمتلك المقاومة سلاحها وتبقى حاضرة وقوية, فإن ذلك يشكل عامل ردع حقيقي يمنع أي طرف من التفكير في الاعتداء أو المغامرة العسكرية..
ان هذا السلاح لا يشكل تهديدا لأحد سوى المعتدي, وهو ضمانة للأمن والاستقرار ,لأنه يجعل العدو يفكر الف مرة قبل ان يهاجم, وهذا في نهاية المطاف يصب في مصلحة جميع الاطراف بما فيها الولايات المتحدة التي تدرك ان استقرار المنطقة ضرورة لمصالحها الاستراتيجية الكبرى ,فكل حرب جديدة تندلع في الشرق الأوسط تستهلك الجهود والموارد ,وتشتت الانتباه عن القضايا العالمية الأكثر إلحاحا كالاقتصاد العالمي ومنافسة الصين المتصاعدة.
لقد رأينا كيف ان حرب غزة الأخيرة كانت درسا قاسيا للعالم بأسره ,فقد اشتعلت المنطقة واهتزت الأسواق وتبدلت التحالفات وأصبحت واشنطن منشغلة بالأزمات الطارئة , بدلا من التركيز على الملفات الكبرى التي تهم مستقبلها ,مثل التنمية الاقتصادية والتفوق التكنولوجي والتوازن مع الصين ,لذلك فإن دعم الاستقرار في لبنان والحفاظ على المقاومة وسلاحها يمكن أن يكون خطوة ذكية تصب في مصلحة الولايات المتحدة قبل أي طرف آخر, لأنها تضمن بقاء المنطقة هادئة دون حاجة لتدخلات عسكرية مكلفة او صراعات لا نهاية لها..
ان استمرار المقاومة اللبنانية بقوتها الحالية ,بل وتطويرها أكثر هو عامل إيجابي في موازين القوى ,لأن وجود قوة رادعة في وجه العدوان يجعل المنطقة أكثر استقرارا , وهذا الاستقرار هو ما تحتاجه الولايات المتحدة حتى تتمكن من بناء علاقات اقتصادية وتجارية جديدة مع دول الشرق الأوسط ,فبدون الأمن لا يمكن لأي استثمار ان يزدهر ولا لأي مشروع تنمية أن ينجح..
وإذا نظرنا إلى الصورة الأوسع سنجد ان تقوية المقاومة ليست عملا موجها ضد الولايات المتحدة ,بل يمكن أن تكون أساسا لبناء تفاهمات أعمق معها ,لأن أمريكا عندما تدرك ان الأمن في الشرق الاوسط لا يمكن تحقيقه بالقوة ,بل بالتوازن ستعيد حساباتها بطريقة أكثر واقعية وسيكون الباب مفتوحا امامها لعلاقات متوازنة مع جميع القوى الاقليمية وعلى رأسها ايران.
بالرغم من ان السعودية واسرائيل على رأس المحرضين ضد ايران دون اسباب وجيهة ولا ادلة واضحة إلا ان ايران دولة كبيرة ذات تاريخ طويل, وثروات هائلة من النفط والغاز والمعادن , وهي سوق ضخمة ,وبلد غني بالطاقات البشرية والعلمية ,والانفتاح عليها يعني فرصا اقتصادية وسياسية ضخمة للولايات المتحدة وللعالم كله , لكن هذا الانفتاح لا يمكن ان يتحقق في ظل التوتر الدائم والتهديدات العسكرية, واصرار بعض الدول العربية لاسيما بعض دول الخليج واسرائيل على العداء غير المبرر لايران, والعمل على منع التقارب الايراني الامريكي, إنما يتحقق عبر بناء الثقة والتفاهم المتبادل ,وهذا لن يحدث إلا عندما تدرك واشنطن ان امن المنطقة لا يقوم على إضعاف احد ,بل على توازن القوى واحترام خصوصيات كل دولة,
فإذا نجحنا في الحفاظ على المقاومة في لبنان كقوة دفاعية وطنية مستقلة, وتطويرها لتكون أكثر تنظيما وفعالية ,فإن ذلك سيعزز موقع لبنان في الإقليم وسيجعله نقطة توازن بين القوى المختلفة ,بدلا من أن يكون ساحة صراع ,ومن هنا ستتمكن الولايات المتحدة من أن تنظر إلى المنطقة بعين جديدة قائمة على الشراكة والمصالح المتبادلة لا على الهيمنة او التدخلات.. فكلما كان هناك توازن في القوة ,كان هناك ميل أكبر نحو التفاهم والبحث عن حلول سياسية, وهذا ما تحتاجه المنطقة بشدة بعد سنوات طويلة من الحروب والانقسامات.
ان المقاومة ضمانة للأمن الجماعي ,لأن وجودها القوي والمستقل يمنع العدوان ويشجع الحوار, فإذا دعمنا هذا الاتجاه , وعمقنا ثقافة المقاومة المسؤولة ,فإننا لا نحمي لبنان فحسب ,بل نحمي استقرار الشرق الأوسط كله, لأن لبنان هو المرآة التي تنعكس فيها تفاعلات المنطقة ,وكلما كان متماسكا وقويا كلما ابتعدنا عن الفوضى التي تهدد الجميع.
ولذلك فإن مصلحة الولايات المتحدة ,ومصلحة الشعوب العربية والاسلامية تلتقي في نقطة واحدة, هي الحفاظ على التوازن والابتعاد عن الحروب, وبناء الثقة المتبادلة من خلال دعم القوى التي تدافع عن أوطانها, لا التي تهاجم الآخرين ,وعندما يتحقق هذا التوازن سيصبح من الممكن الحديث عن مستقبل جديد للمنطقة أكثر أمنا وازدهارا.
انها فرصة للجميع, إنها تفتح الباب أمام مرحلة من الوعي السياسي الجديد الذي يدرك ان الأمن لا يتحقق إلا بالعدالة ,وأن العدالة لا تكون الا باحترام ارادة الشعوب وحقها في الدفاع عن نفسها , فاذا فهمت الولايات المتحدة هذا المعنى , واستوعبت أن مصلحتها الحقيقية تكمن في التعاون لا في الصراع , فإن العالم كله سيستفيد وسنشهد بداية عهد جديد من العلاقات المتوازنة والمصالح المشتركة..
جاسم محمد علي المعموري



#جاسم_محمد_علي_المعموري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاطعة الانتخابات تمهيد لتغيير النظام
- هل يُنهي اجتماع المجر الحرب على روسيا ؟
- الى السيد محمد شياع السوداني .. رسالة قصيرة جدا
- سيدة البحار
- وأسكرتني خمرة ُالعشق ِ
- السابع من ايلول 2023غفلة ام تواطؤ؟!
- توضأتُ بالشك!
- انتهت مهمة حماس وسيتم تسريحها
- تخويف اليهود ظلم واضح وارهاب خبيث
- رسالة الى غريتا ثونبرغ .. احبك يا غريتا!
- تجاهل خطة السلام للحقائق والحقوق
- تراتيلُ الرحيل.. رحيلُ الأحبة
- الذكرى الاولى لرحيل الشجاعة والكلمة والوفاء
- غياب الصدرغياب عن الديمقراطية وخطرأمني شديد!
- اساطيل الصمود محملة بالقنابل النووية!
- نسيان حرب السودان -عمدا- جريمة اكبر
- العدوان الصدامي على ايران وأثره على القضية الفلسطينية
- لماذا الجنوب؟!
- يحيى السماوي- شعره واخلاقه- لا ادري والله أيهما اعذب
- الارهاب والمكافآت الكبرى!


المزيد.....




- أوكرانيا: ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى بكييف جراء هجوم روسي بمسي ...
- في ختام يومها الثالث.. محكمة غزة بإسطنبول تستمع لشهادات حقوق ...
- سويسرا تعيد تحديث شبكة ملاجئها لعصر جديد من عدم الاستقرار
- معدلات -مقلقة- للهجرة من إسرائيل وتوقع موجة أخرى بعد الانتخا ...
- منزل رفاعة الطهطاوي بصعيد مصر.. رحلة في ذاكرة التنوير
- الجيش السوداني: قواتنا انسحبت من بعض مواقعها في الفاشر لأسبا ...
- -قوة استقرار دولية- في غزة.. واشنطن تعلن قائمة دول
- صبي يبتلع 100 مغناطيس اشتراها من -تيمو-.. والشركة تعلق
- ترامب يعلن إنهاء -الحرب الثامنة-
- IMI تنظم أول فعالية تجارية لها


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المعموري - يجب الحفاظ على المقاومة وسلاحها في لبنان