جاسم المعموري
الحوار المتمدن-العدد: 8465 - 2025 / 9 / 14 - 22:34
المحور:
الادب والفن
لماذا كلُ جنوبٍ جميلًا يكونُ ؟
وكلُ جنوبٍ شجاعًا..
موطناً للثائرين؟
وكلُ جنوبٍ غنياً,
وأهلُهُ معدمين .. لماذا؟!
* * *
لماذا يكونُ ترابُ الجنوبِ..
كلُ جنوبٍ..
عطراً زكياً في جباهِ المؤمنينْ ؟
من الدفءِ حضنًا,
وأهلاً من الطيبينْ ..
من رحيقِ الوردِ طيباً,
وغصناً من الياسمينْ..
من الحبِّ ..
من العشقِ..
من العاشقينْ,
* * *
لماذا يكونُ الجنوبُ
عصياً على المعتدينْ؟!
عنيداً كصخرٍ
يحطمُ رأسَ الغزاةْ,
ويمضي كريماً عزيزاً
بهدي الهداةْ
* * *
لينهضَ الفجرُ من قلبِ الجنوبْ,
رافعًا رايةَ نصرٍ من جديدْ..
* * *
لماذا حينَ يبكى الجنوبُ
تسيلُ الدموعُ نخيلاً,
ويعلو لهيبُ الحنينْ؟
كأن الصوتَ جيلٌ عتيدٌ,
يكابر في الدربِ
رغم الأنينْ؟
* * *
لماذا يجيءُ الجنوبُ,
وقبضةٌ من ترابٍ في يديهْ
يُضمّدُ جرحَ البلادْ,
ويزرعُ في الحلمِ سنبلةً للجياعْ؟
جنوبُ القصيدةِ..
جنوبُ الصلاةِ..
جنوبُ البدايةِ حين انتهينا,
ونبعُ الحكايةِ في لحظةٍ من ضياعْ..
* * *
لماذا يُوشّحُ اوسمةً من جراحْ..
لماذا يكونُ الجنوبُ قصيدةَ حبٍ,
ولحنٍ لفيروزَ عند الصباحْ ,
قرأناهُ سطرًا وسطرين, ولكن,
تفتّح في القلب سطرٌ جديدْ..
جنوبٌ يُعلّمنا الكبرياءْ,
ويُحسنُ ظنَّ السماءْ,
جنوبٌ، إذا ما تنفّسَ,
تفوحُ البلادُ...
وفوقَ الجراحِِ
ينامُ البنفسجُ,
وتنهضُ راياتُهُ الخالداتْ
صُفراً كلون اليقينْ..
* * *
لماذا يُولد في كلّ صباحٍ جنوبٌ
ويُصلبُ كلّ مساءْ؟
على خشبةٍ من رغيفِ اليتامى
اوعلى لافتةٍ لنفطِ الخليجْ؟
* * *
لماذا يُورِقُ الجنوبُ..
جنوبُك يا بلادي,
من تحتِ ركامِ القرونْ,
كأنّه الوعدُ في الكتبِ الأولى؟
كأنّه دعوةُ الأرضِ
أن يُولدَ الضوءُ من الطينِ
لا مِنَ القصورْ؟
* * *
هو الذي إذا الأرضُ نادتهُ
استجاب تراباً من ذهب،
وإذا استجارتْ به البنادقُ,
صار بارودها..
* * *
هنيئاً لكل البلادِ التي فيها جنوبْ,
يماثلُ – من حيث الترابِ, ومن حيث الرجالِ-
ترابَ الجنوبِ ورجالَ الجنوبْ,
جنوبُك يا بلادي..
جاسم محمد علي المعموري
#جاسم_محمد_علي_المعموري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟