أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم المعموري - ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) تسبيح الملائكة














المزيد.....

ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) تسبيح الملائكة


جاسم المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 8429 - 2025 / 8 / 9 - 09:07
المحور: الادب والفن
    


إن لثورة الإمام الحسين (عليه السلام ) مزايا وخصائص ، غير متوفرة في أية ثورة اُخرى عبر تاريخ البشرية برمته , وذلك لأنها ثورة الغيب والروح على المحسوس والمادة , ثورة الحق على الباطل , ثورة الشراكة والشورى على الطغيان والاستبداد , ثورة الرحمن على الشيطان , وهي تسبيح الملائكة , وأناشيد العاشقين , وتراتيل المتهجدين , وضمير الثائرين , وغاية المجتهدين , ودموع المحبين , وصلاة الخاشعين .
لذلك لم يكن الربح أو الخسارة , والنصر أو الشهادة في ساحة تلك الثورة ، هو المقياس عند سيدها (عليه السلام) , بل كان هدفه أكبر من ذلك بكثير , فلقد كان يريد أن يصل الإسلام المحمدي النقي إلى قلوب الناس جميعا , حتى آخر جيل من أجيال البشرية على الأرض ، إسلام الرحمة والمحبة والسلام , إسلام المساواة والعدالة والحرية , إسلام الكرامة والإباء وصون الحقوق , فهو الذي يقول (( إني لم أخرج أشراً ولا بَطِراً ولا مفسداً ولا ظالما , وإنما خرجتُ لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) , أريد أن آمرَ بالمعروف وأنهى عن المنكر).
ويقول (عليه السلام) ((سمعت جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله) يقول : من رأى سلطاناً جائراً , مستحلاً لحرم الله , ناكثاً لعهد الله , مخالفاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله , يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان , فلم يغيّر عليه بفعل ولا قول , كان حقاً على الله أن يدخله مدخله)) .
كان (عليه السلام) يريد أن يُعبد الله وحده , فلا يشاركه في ذلك أحد من أولئك الذين ثار عليهم , وهذا من أهم ما يميزها عن غيرها من الثورات عبر التاريخ , فلقد كان زعيمها من المكانة عند الله أسماها , ومن الرتبة أعلاها , ومن النفوس أزكاها , وكان عند المسلمين إماما واجب الطاعة ، بنصوص الهية قرآنية ونبوية كانت تعيش معهم في كل لحظة من لحظات حياتهم , بل هي من ضروريات الإسلام التي يعرفها ويعلم بها الصغير والكبير, والجاهل والعالم , والصديق والعدو , والمؤمن والمنافق , بل حتى غير المسلمين من اليهود والنصارى وغيرهم , فلا ينكر إمامته وعصمته إلا منكر لله ورسالاته ، وعدو لرسله وأنبيائه , وأنها كانت من الوضوح ومازالت ، بحيث إن الذين سمعوها من جده الأطهر الأكرم الأزكى (صلى الله عليه واله) , كانوا يرددونها على الملأ باستمرار, فحفظتها الأجيال جيلا بعد جيل ، في قلوبها الطاهرة , وضمائرها الحيّة , وفي كتبها وقراطيسها , يلقنونها الأطفال أناشيدا يتغنون بها صباحاً مساءا , ويتبركون بها لشفاء صدورهم وذهاب عللهم , حتى أصبحت من المتواترات التي لاتقبل الإجتهاد .
لذلك كان فعله - عليه أفضل صلاة الله وسلامه - وقوله وتقريره سُنة ، أعطت الضوء الأخضر للأخيار من أبناء هذه الأمة ، كي يثوروا على الطغيان والظلم والإستبداد والجهل والفساد , وأخذ الثوار يقضّون مضاجع الظالمين , ويحرمونهم لذة الإنتصار المزعوم على الإسلام , ويحيلون بينهم وبين النيل من فكره ومبادئه الأساسية ، وكانوا في صميم الأحداث , وفي الخندق الأول للمواجهة .
هكذا حفظ لنا الإمام الحسين (عليه السلام) الدين ، ناصعاً مشرقاً واضحاً ومباركا , بفضل كمال إيمانه بالله تعالى , وعشقه له , وتعلقه به , واستعداده لخوض المنايا في سبيله وسبيل مبادئه العليا , وثباته على ذلك كله حتى أتاه اليقين , تجسيدا لقول جده ( صلى الله عليه وآله) : (( حسين مني وأنا من حسين , أحب الله من أحب حسينا )) .
وبكلمة أخرى كأنه ( صلى الله عليه وآله) أراد أن يقول : أنا أؤدي الأمانة واوصل الرسالة , والحسين يحميها من أعداءها , ويمنعهم من تغيير مسارها ، ومحو تعاليمها ، وتبديل أهدافها , وهكذا وصل نور هذه الثورة إلينا وهو الاسلام الطاهر النقي من كل شوائب الشيطان واتباعه.
فعرّفنا معنى الصلاة ومعنى الحب ومعنى السلام والحرية والعدالة , وعرّفنا معنى إنسانيتنا التي لم نعرفها كما ينبغي إلا بالحسين وتضحياته ، وصبره وإيمانه ، وبسالته وشجاعته , لذلك يجدر بكل الشعوب في العالم ، أن تطلع على تفاصيل هذه الثورة , وأن تتخذ منها شعاراً لسلوكها , وطريقا لحريتها , وصراطاً لربها , ومنهاجاً لحياتها , وسبيلاً لكرامتها , وعبرةً لحاضرها ومستقبلها , ودرساً لنيل حقوقها , ومعرفة لواجباتها , وأعتقد أن من واجب الإنسانية جمعاء أن تخلد الحسين ( عليه السلام) وثورته بأحسن مايكون , عسى أن تتمكن من رؤية النور في سجن أزماتها المظلم , تلك الأزمات الروحيّة والماديّة التي طالما استعصتْ على الحل , واثقلتْ كاهل الإنسانية بوجع لايهدأ , وحزن لاينتهي , وظلام لاينقشع , وظلم لايزول ..
فشكرا لك ياأبا الثوار وسيد الشهداء , ياسبط الرحمة وإمام المحبة , وعاشق الحرية ومنشد السلام , وطالب الإصلاح ومنار العاشقين , وملاذ المستضعفين ومجير الخائفين , ومنجد الفقراء والمحتاجين , ودليل العارفين , وسبيل المؤمنين , وراية المهتدين .
وسلام الله على تلك الدموع التي يذرفها العاشقون على محراب دمك , وعلى تلك القلوب التي فتحت أبوابها لحبك , وعلى تلك الأرواح الزاكية التي جاهدت بين يديك , وسلام الله على تلك الأيادي التي قطعت ثمنا لزيارتك , وعلى تلك الأجساد التي يفجرها الحاقدون وهي تحمل أرواحها في الطريق اليك , وعلى تلك النفوس التي آمنت بثورتك ، وسارت على نهجك حتى الشهادة ,
, وسلام عليك يااماي وسيدي من دار غربتي ومحل محنتي وقسوة وحدتي من صميم قلبي واعماق روحي , واشكو اليك شدة وجدي وعظيم حزني واليم فراقي , وأسأل الله تعالى بمن يحب ان يجمعني بك في الدنيا والاخرة انه ارحم الراحمين .



#جاسم_محمد_علي_المعموري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفاهيم قوى التحرر في العالم ونظرتها الى الحرية
- ضرورة صناعة طبقة وسطى من حيث الدخل في العراق
- بطاقة سكن في جهنم
- اللقب ومعضلة وزير الداخلية
- قبلَ أن ينشقّ القمر
- سوء الادارة في المؤسسات الحوزوية
- ال سعود والانقلاب العسكري التركي الفاشل
- ياداعشي أين المفرْ
- من مذكراتي عن اهل الفلوجة الكرام .. *
- ستورقُ في الرمال لنا نمورُ
- نداء الى جميع الاحرار والمثقفين في العالم لشجب واستنكار اعدا ...
- مشتاق لك – شعر شعبي عراقي
- لو كشف لي الغطاء ما ازددت وطنية
- المسلمون ألد أعداء الاسلام
- تمرد ايها الشعب العراقي
- طغاة ال سعود يحمون الطغاة
- عيد المرأة عيد المحبة والرحمة
- امتنا تصنع تاريخا يكتبه الله بمداد من زعفران
- حلفاء الطاغوت وفتوى جديدة
- ثورة ليبيا واحتمالية المؤامرة


المزيد.....




- دمى -لابوبو- تثير ضجة.. وسوني بيكتشرز تستعد لتحويلها إلى فيل ...
- بعد افتتاح المتحف الكبير.. هل تستعيد مصر آثارها بالخارج؟
- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم المعموري - ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) تسبيح الملائكة