أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جاسم المعموري - لو كشف لي الغطاء ما ازددت وطنية














المزيد.....

لو كشف لي الغطاء ما ازددت وطنية


جاسم المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 4998 - 2015 / 11 / 27 - 12:45
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لو كشف لي الغطاء ما ازددت وطنية
أن الوطنية في معنى من معانيها أن تؤسس , او تنتمي الى وطن , وتحبه , وتتكفل بحمايته والتضحية من اجله , وتصنع له ومن اجله التاريخ , وهذا ما لا يتسنى الا للعظماء النجباء من مؤسسي الاوطان , وصناع التاريخ , ولأن الوطنية ثقافة مفزعة للطغاة والمحتلين والمفسدين , عمدوا الى طمس معالمها الاساسية , وتغيير مساراتها الصحيحة , باتباع مختلف الخطط والاساليب المعروفة , والتي تؤتي أكلها كل حين , فالقتل والسجن والتشريد والحرمان لم يكن اقسى واكثر تاثيرا من التعتيم , والاخفاء المتعمد للتراث الوطني للشخصيات الوطنية العراقية الكبيرة , كشخصية السيد نور السيد عزيز الياسري , الذي كان لسان حاله يقول لو كشف لي الغطاء ماازددت وطنية , ولو كانت الدنيا كلها تعاديني ما ارتعش لي قلب , ولا ضعفت لي يد , ولا اهتز لي جفن.
كنت اسمع في فترة طفولتي الكثير عن الشخصيات الوطنية الكبرى من والدي رحمهما الله تعالى , عن شجاعتهم ومروئتهم وتفانيهم وكرمهم , ولكني لم اعرف الكثير عن سيدهم , سيد الثورة وقائدها , وزعيم المجاهدين , وشيخ المهاجرين السيد نور السيد عزيز الياسري , حتى التقيت بحفيده البار السيد النجيب عادل الياسري الذي اضاء لي بفكره الثاقب , وعلمه الجم , وادبه الفذ , الكثير من النقاط الهامة حول ثورة العشرين عموما , وحول زعيمها خصوصا.
كانت الوطنية عقيدته التي لم ينظـّر لها بكلمات او كتاب , وانما نظـّر لها فعلا من خلال مواقفه في ميادين الدعوة الى الثورة , وساحات القتال التي كان راس الرمح فيها , ومن ثم هجرته الى الحجاز, ليعود وبيده وطن شامخ , حمله معه في ذهابه حلما ينزف من اجله دما ودموعا , وعاد به عزيزا منتصرا , حيث اسس له دولة هي الاولى في التاريخ ضمن مفهوم العصر الحديث .
لم يكن السيد نور بحاجة الى جاه او مال او سمعة , بل كان يريد معينا وفيا , وناصرا شجاعا , ووطنيا مؤمنا , فلقد كان ذو مال وفير سخره قبل الثورة في اعمال الخير , وفي سبيلها عندما انطلقت , وتجهيزا لها قبل انطلاقها , واثناء هجرته الى الحجاز اقرض ملكها من الليرات الذهبية ما يعادل اليوم خزينة دولة , وكان ذو جاه قل نظيره , فهو السيد النجيب بلا منازع , واما سمعته فلقد ملئت الافاق , واقلقت مضاجع الطغاة والمحتلين , وأرعبت الخائنين الغادرين , وشجعت الخائفين المستضعفين. وكان باستطاعته ان يكون هو الملك على العراق , لو اراد ذلك وسعى له , ولكنه اثر الوطن على ذلك , وكان نضاله وكرمه وشجاعته ووطنيته في سبيل الله والمستضعفين , لانه اراد ان يرى الوطن حرا كريما , مستقلا شامخا.
لقد انشأ هذا الزعيم وطنا , واسس دولة , وبنى تراثا وطنيا خالدا , الا ان الظالمين ظلموه , والطغاة قللوا من شأنه , والمحتلين حاربوه , والخائنين طعنوه في ظهره , الا ان الجرح الاكثر ايلاما هو تقصير وتهاون المهتمين بتاريخ العراق بهذه الشخصية الفذة , لاسيما والعراق اليوم شعبا ونظاما , بحاجة ماسة الى الدروس الوطنية التي كتبها السيد نور بصبره ونضاله, وشجاعته وسخاءه , وها نحن اليوم على اعتاب الذكرى المئوية لتلك الثورة الخالدة التي توجب على العراق بكل مؤسساته الحكومية والشعبية , لاسيما الثقافية منها والسياسية والاجتماعية ان تستعد لاحياء هذه الذكرى , وتخليد زعيمها ان كانت وفية لشعبها ووطنها واخلاقها وتاريخها .
جاسم المعموري
26-11-2015



#جاسم_المعموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسلمون ألد أعداء الاسلام
- تمرد ايها الشعب العراقي
- طغاة ال سعود يحمون الطغاة
- عيد المرأة عيد المحبة والرحمة
- امتنا تصنع تاريخا يكتبه الله بمداد من زعفران
- حلفاء الطاغوت وفتوى جديدة
- ثورة ليبيا واحتمالية المؤامرة
- اهمية عامل الحسم في الثورة الليبية
- عاجل : الى الشعب العراقي وقادته
- رسائل قصيرة الى الحكام في العالم ( 1) اوباما , خليفة , القذا ...
- السلام على شهداء مصر الطاهرين
- ياحسني لازم تمشي
- يامصر زحفا للقصور ( اغنية لشعب مصر العظيم )
- مؤتمر القمة القادم خيانة للجماهير العربية
- ايها المصريون ثورتكم في خطر
- الى الشعب العربي التونسي الشجاع
- ابن عفان والحريري قتيلان في قميص واحد
- أتعلمون ؟!
- لقد نجى اهل كنيسة سيدة النجاة
- مازلت ُاهواكِ


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جاسم المعموري - لو كشف لي الغطاء ما ازددت وطنية