أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المعموري - ابن عفان والحريري قتيلان في قميص واحد















المزيد.....

ابن عفان والحريري قتيلان في قميص واحد


جاسم المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 3224 - 2010 / 12 / 23 - 22:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سجل لنا التاريخ احداثا تتشابه وكأنها تتكرر, وكأن صناعها هم أنفسهم يتكررون مع الاحداث , وقد اشار القران الى المعنى في الاية 53 من سورة الذاريات : ( أتواصوا به بل هم قوم طاغون ) فترى الطغاة والظالمين والمنافقين - عبر التاريخ - يتشابهون في افعالهم واقوالهم وطرق تفكيرهم ومعتقداتهم واساليب حياتهم .
وكان أعداء الحركة التصحيحية , او المعارضة التي كان يقودها الامام علي بن ابي طالب عليه السلام يريدون بكل ما أوتوا من قوة ان يختطفوا الاسلام بكل مافيه , لكي يستطيعوا بعد ذلك ان ينحروه في الظلام حيث لا احد يراهم - هكذا هم كانوا يتصورون - ثم لاحت لهم بعد ذلك الفرصة التي كانوا ينتظرون , حيث الفساد الاداري , وظلم الولاة , وعدم كفاءتهم , وضعف القيادة العليا المتمثلة بالخليفة عثمان بن عفان ( رض ) الذي اخذ منعطفا خطيرا في العلاقة بين مراكز الادارة في الدولة الاسلامية وبين جماهير الامة , فأخذوا يحرضون على قتل الخليفة بالعلن تارة وبالخفاء تارة اخرى , وكانوا يخططون لهدفين أساسيين , وهما ازالة عثمان بن عفان (رض) عن الطريق بقتله , واتهام علي ابن ابي طالب (ع ) بدمه , فيحصل فراغ سياسي كبير على المستوى القيادي , فيقومون هم بسد هذا الفراغ بقيادة معاوية بن ابي سفيان , وهل من دليل على بطلان دعوتهم اكبر من انهم سرعان ما قاموا باتهام الامام علي (ع) بعد الحادث مباشرة وبلا دليل ؟ ذلك لأنهم كانوا قد اعدوا صيغة الاتهام مسبقا , بعد ان اعدوا عدتهم لكل شيء فيما يتعلق بتفاصيل عملية الاغتيال التي قاموا بها . واخذت الاحداث تتوالى , وبدأت الفجوة تكبر بين ابناء الامة الواحدة , حتى وصلت ذروتها بالحروب المعروفة , والتي كانت نتيجتها النصر الكبير الذي بدأت تباشيره تلوح في الافق القريب اثناء معركة صفين, مما جعل معاوية وجيشه يرفعون المصاحف على الرؤوس , خوفا من الهزيمة , ثم طالبوا بالتحكيم , وطالبوا علي بن ابي طالب (ع) بقتلة الخليفة , لكي يبدو بنظر الناس وكأنه هوالذي قتله .
واليوم عندما ننظر الى قضية اغتيال الرئيس الحريري , فاننا نرى الامر نفسه يتكرر , حيث تشير الدلائل الكثيرة , ومنها ماقدمه الامين العام لحزب الله الى ضلوع اسرائيل وحلفائها المعروفين باغتياله , للوصول الى اهداف عديدة , وتحقيق غايات مختلفة , منها التخلص من الشهيد الحريري , لانه كان يساهم في بناء لبنان واعماره ويساند المقاومة , وايضا اتهام المقاومة بقتله , وزرع نواة الفتنة بين ابناء الوطن الواحد , بعد ممارسة الضغوط الدولية على سوريا , كي تنسحب من لبنان لاخلاء الساحة لارباب الفتنة كي يلعبوا بها كما يشاءون , ومن ثم احتلال لبنان مرة اخرى بعد ان يأكل نفسه من الداخل , والقضاء على اسطورة المقاومة التي دوخت العالم بحبها لوطنها وشعبها , واخلاصها له وتفانيها من اجل حريته وكرامته واستقلاله , فوجدوا انفسهم امام مقاومة ليس لها مثيل من القوة , ليس في ميادين المعارك العسكرية التي احرزت انتصارات تاريخية هامة جدا فحسب , بل ايضا في الميادين السياسية والامنية وغيرها , فرفعوا مصاحفهم فوق الرؤوس ليخدعوا الامة كما فعل اسلافهم من قبل , وانتقلوا الى اخر مرحلة من مراحل خطتهم , وهي المحكمة الدولية , وبهذا كانوا اكثر خزيا وعارا من اسلافهم , لأن التحكيم الذي طالب به معاوية لم يكن تحكيما دوليا , بل هو بين ابناء الامة الواحدة , ولم يكن للغرباء فيه نصيب , اما هؤلاء فقد فتحوا ابواب الوطن بكل مصاريعها ليس للغرباء فحسب , بل لاعداء الوطن والامة , ليعيثوا في الوطن خرابا , وسفكا للدماء , وهتكا للكرامات , واغتصابا للاوطان والحقوق اذا تحققت غايتهم لاسمح الله . ولو لا حكمة المقاومة , وهمتها المباركة العالية , ونهضتها السياسية الكبرى , منذ الساعات الاولى لاغتيال الشهيد الحريري , لرأينا اليوم لبنان معسكرا للغزاة , وانهارا للدماء , وربما تدخل المنطقة كلها في حروب مدمرة , تجسيدا لنظرية الفوضى الخلاقة التي يريدها ارباب الشيطان , لاسيما وان القتلة كانوا قد اعدوا صيغة الاتهام مسبقا , فأعلنوا اتهامهم لحزب الله فور استشهاد الرئيس الحريري , صحيح انهم اتهموا سوريا اولا ولكنهم ارادوا من خلال ذلك اتهام حزب الله , ثم ما اسرع ما أفصحوا عن ذلك على رؤوس فتنبهت دول المنطقة الى ذلك كله - وبوقت مبكر- ومنها سوريا والسعودية , حيث بدأتا اخيرا بمحاولة احتواء الهجمة والسيطرة عليها قبل استفحالها , وبادرتا - وعلى أعلى المستويات - بالتحرك السريع لانهاء الازمة , والقضاء على المشروع المعادي للبنان والمنطقة , الا ان هذا التحرك مازال متعثرا , رغم تاكيد حزب الله على قبوله بهذه المبادرة , ودعمه لها , حتى ظن الميتون بغيضهم من سياسي لبنان والمنطقة ومن معسكر الاستسلام والتبعية لاعداء الامة الذين يدعمون مشروع الشرق الاوسط الجديد والذي مات بغيضه - هوايضا - وشبع موتا , وهم لايعرفون من السياسة سوى فنون الخيانة , وأساليب الغدر , ومهارات الارتماء في احضان الاستكبار , بأن الحزب خائف , وان مايفعله هو امر مريب , ولا ادري كيف يفكرون حين يرتابون من حزب يريد الحفاظ على وحدة الوطن وامنه واستقلاله وكرامته , ويؤكد مرارا وتكرارا على اهمية صون دماء ابناء شعبه ؟ !! .
ويبدو ان الرئيس سعد الدين الحريري في حيرة من امره , فلا يدري هل يخضع لضغوط التيارات المعادية لمشروع الكرامة والمقاومة التي تريده ان يكون مع المحكمة الدولية , وهي محكمة خاضعة بكل مافيها الى المعسكر العالمي المعادي لتطلعات الامة المتمثلة بمشروع المقاومة , وهو يعلم انها ستحكم بالباطل , لتضع حجر الاساس - كما تعتقد - للنيل من المقاومة , بل والقضاء عليها , وبالتالي يضيع لبنان بين حوافر خيل الغزاة , ورماح الحرب الاهلية وسهامها , أم يضع يده مع المخلصين من ابناء الامة , وبهذا يحفظ لبنان ومشروعها المقاوم , ويحفظ كرامة الامة وعزتها , ويتعرف على قاتلي والده الشهيد الحقيقيين , فينال الاحترام والمحبة والخلود في ضمائر الشعب والامة كما كان والده من قبل ؟



#جاسم_المعموري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أتعلمون ؟!
- لقد نجى اهل كنيسة سيدة النجاة
- مازلت ُاهواكِ
- الى مدني صالح : لم تمت ايها المدني الصالح
- بعد التاسع من نيسان .. من فخخ الحلم الجميل ؟
- بيلوسي حمامة السلام التي اغاضت البيت الابيض
- كنت شيوعيا ولكن لم اكن اعلم !!
- لحظة ٌبين انفجارين
- تهديد المثقفين العرب تهديد لوجود الامة ووجدانها
- نداء عاجل الى الوطن وقادته وزعماءه
- قررتُ أن أنام
- أمنية ٌ في مهب الريح
- حبيبتي .. لا تحزني
- مصر بين مخالب الطائفية والارهاب
- سوزان ياسيدة الاطفال
- العراق بين الارهاب والانقلاب العسكري
- الطريق السبعون السريع
- الصقر المهيب الحزين
- معاناة المرأة العراقية .. من المسؤول ؟
- حبيبتي والعراق


المزيد.....




- 9 دقائق حالت بينه وبين الترحيل.. شاهد أول ما قاله الناشط الف ...
- سوريا و-الفتنة- والأحداث في جرمانا وأشرفية صحنايا.. المفتي ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على اعتماد أرمينيا لقانون حول بدء انضم ...
- إعادة حيوان برمائي نادر إلى موطنه الأصلي يعيد الأمل في إنقاذ ...
- حريق في فندق يودي بحياة 14 شخصًا شرق الهند
- القدس تشتعل: حرائق ضخمة تلتهم مساحات شاسعة وتدفع السلطات لإخ ...
- تعيين الشيخ نائبا لعباس.. إصلاح في السلطة الفلسطينية أم انحن ...
- داء فتاك تسببه الليجيونيلا.. فما هي هذه البكتيريا؟
- وزير خارجية الهند يؤكد ضرورة معاقبة مرتكبي هجوم باهالغام
- هاريس تدين سياسات ترامب -المتهورة-


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المعموري - ابن عفان والحريري قتيلان في قميص واحد