أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المعموري - بعد التاسع من نيسان .. من فخخ الحلم الجميل ؟















المزيد.....

بعد التاسع من نيسان .. من فخخ الحلم الجميل ؟


جاسم المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 1886 - 2007 / 4 / 15 - 11:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ليس لدي ادنى شك في ان سقوط الديكاتورية في العراق كان عملا رائعا وعظيما قامت به الولايات المتحدة , ولكن كان بامكاننا ان نفعل ذلك ايضا دون الحاجة الى اي احد , الا ان امريكا ارادت ان تخطف منا نصرنا وارادت ان تمن علينا بجميل لم نكن بحاجة اليه , ففي اذار عام 1991 كاد الشعب العراقي العظيم ان يسقط النظام , وقد كان صدام حسين على وشك الرحيل من البلاد بعد ان اتصل بزوج ابنته حسين كامل وطلب منه ان يجد له ولاركان حكمه طريقا للهروب من العراق , وكان حسين كامل قد اعترف بذلك بعد لجوءه الى الاردن هاربا من نظام الحكم في العراق في منتصف التسعينيات , وكان الشعب العراقي قد سيطر على اربعة عشر محافظة في العراق من اصل ثمانية عشر هي كل مافيه , واخذ البعثيون والمتوحشون من رجال السلطة الحاكمة يرتدون زي النساء ليتخفوا عن انظارنا, وكان النصر قاب قوسين او ادنى , وكنا لا نشك ابدا في نهاية النظام , ولكن كانت امريكا في وسط الاحداث كما هي دائما , ومنعت النظام من ان يهرب من المواجهة مع الشعب , وفسحت له المجال في الجو والبر ليشن هجومه البربري الوحشي على مدن العراق كافة , مستخدما كل مالديه من سلاح , لقمع ارادة الجماهير التي لفضته ورفضته وتبرات منه , فكان اسدا ضاريا على الشعب الاعزل , فأرا جبانا خائفا مرتعشا امام قوات التحالف , فقتل مئات الالاف من ابناء الرافدين الغيارى من المسلمين الشيعة في الجنوب والكورد في الشمال , والتجأ اكثر من اربعة ملايين منهم هربا من بطش النظام , وكان شوارسكوف القائد العسكري الامريكي لحملة تحرير الكويت قد اعترف بمذكراته انه لبى طلبا للنظام العراقي في فسح المجال امام الطيران العراقي ليحلق في الاجواء ابان انتفاضة الشعب , وذلك في مباحثات الاستسلام التي جرت في خيمة سفوان بينه وبين وزير الدفاع العراقي آنذاك سلطان هاشم , ثم بعد اثني عشر عاما على ذلك جاءت امريكا لتقول انها تريد ان تحرر العراق وتريد ان تقيم فيه الامن والسلام والديمقراطية والحرية والعدالة والتقدم .....
فلم نصدق ذلك , وكانت الشكوك تراودنا حول نواياها , الا انها حينما اقدمت على ذلك كان فرحنا لايوصف , ودعونا نعترف ان امالنا كانت عريضة وكبيرة , وكل واحد منا يتذكر تلك الايام الخالدات في تاريخ الانسانية كلها , الا ان الادارة الامريكية دمرت هذا المشروع العظيم وقلبت الامور راسا على عقب , وسمحت بالسلب والنهب والقتل والارهاب وشجعت عليه , واخذت تتهم بذلك الدول التي لها مشاكل معها , وكان بريمر سيء الصيت الذي عينه الاحتلال حاكما على العراق قد ارتكب الكثير من الاخطاء الفادحة , كتسريح الجيش وحل المؤسسة العسكرية العراقية باكملها, وكذلك قوات الامن , والسماح للارهابيين من اتباع النظام السابق بان يكون لهم موضع قدم في مجلس الحكم والسلطات التشريعية والتنفيذية , وغيرها من القرارات السياسية والاقتصادية التي كانت تمس بشكل مباشر امن الدولة الفتية ومستقبلها السياسي والامني , وهكذا اصبح العراق دارا للارهاب والجريمة وسوء الادارة والفساد والتاخر في البناء وانعدام الخدمات العامة وغيرها مما لايعد ولا يحصى من المشاكل .. ولو نظرنا الى تاريخ المنطقة المعاصر لوجدنا ان هناك الكثير من الانقلابات العسكرية وتغيير نظم الحكم التي حدثت فيها سيطر خلالها الانقلابيون او الثوار على الاوضاع كلها في بلدانهم خلال ايام معدودات فحسب , وذلك لانهم لم يقوموا بحل الجيش او مؤسسات الدولة الاخرى وعرفوا بالحزم والشجاعة في اتخاذ القرارات , وكانوا ابناء شعوبهم يعرفون الدار ومافيها .. لقد حرمتنا الادارة الامريكية من حلاوة النصر مرتين احداها في عام 1991 والاخرى بعد 2003 واننا نعلم تماما ماهي الاسباب التي دعتهم الى ذلك , اذ كان للضغوط الاسرائيلية والسعودية والاردنية والمصرية دورا كبيرا ومؤثرا على ادارة الرئيس بوش , فكانوا يخوفونه من الشيعة رغم انهم لايحكمون العراق لوحدهم فالاكراد والعرب السنة يشاركون في حكم العراق جنبا الى جنب مع الشيعة حتى حضي الجميع بما لم يحض به الشيعة من مكاسب سياسية ومواقع قيادية سيادية , رغم ان الشيعة يشكلون نسبة 65% من مجموع السكان في العراق , وهكذا انطلت على مايبدو خدع قادة تلك الدول على الرئيس الامريكي , وهم في الحقيقة مازالوا يخافون من التجربة الديمقراطية في العراق الجديد , فساهموا بكل مايستطيعون لتدمير العراق وتجربته الوليدة , ونعلم انهم سينجحون في ذلك نجاحا باهرا , فهم يدعمون الارهاب من جهة ومن جهة اخرى يقولون ان على العراقيين ان يتصالحوا , وسينجحون لان الادارة الامريكية تصغي اليهم باعتبارهم من حلفاءها الكبار والمخضرمين في المنطقة , وفي نظرة اجمالية لما تحقق من امور في العراق منذ التاسع من نيسان 2003 نجد ان هناك مساحة غير مدروسة من الحرية تحققت للشعب العراقي , فاستغلها اتباع النظام السابق في السيطرة على ماكنة الاعلام العراقي والعربي , وعلى الكثير من المرافق الاقتصادية الهامة في البلاد , وصرف الكثير من عائداتها في مشاريع الارهاب وحلم العودة الى السلطة , كما ساهمت هذه الحرية في استغلال المخابرات العراقية التابعة الى النظام السابق في تاسيس احزاب تحت مسميات وطنية فاستطاعت الوصول الى الاركان المهمة في الدولة كوزارة الداخلية والدفاع والبرلمان وغيرها , ومازالت دماء ضحايا التفجير الاخير الذي هز اركان البرلمان العراقي يوم امس طرية .. هذه الحرية تكاد ان تكون مطلقة في جميع المجالات وهو امر لم يتحقق في جميع انحاء العالم ولا ادري اذا كان مقصودا لكي تقتل الحرية ابناءها وتدمر مستقبلهم وتنهب خيراتهم وتنشر الفوضى والفساد الاداري والاخلاقي والارهاب وغيرها ام لا .. ولا نستطيع ان ننكر ان هناك انجازات رائعة تحققت خلال تلك الفترة ايضا من بنى تحتية في عموم العراق , الى اقامة المؤسسات التي تعتمد عليها الدولة الديمقراطية , الى اقامة العدل في محاكمة اركان النظام السابق والمسؤول عما الت اليه الامور في العراق والمنطقة كلها , الا ان هناك اسألة ظلت حائرة تبحث عن اجابات مقنعة هي التي تجعلنا مازلنا في شك مما تقوم به الادارة الامريكية في العراق الجديد , كالاسباب التي تدفعها للضغط على الحكومة العراقية المنتخبة , والتدخل المباشر في قراراتها , واصرارها على انها اذا انسحبت من العراق فان هذا سيضع البلاد في حرب اهلية , وهو امر غير صحيح تماما , ودعمها لفئات ليس لها اية شعبية في العراق على حساب الاغلبية التي ضحت بالكثير من حقوقها في سبيل دعم العملية السياسية فيه , والاتهامات الموجهة اليها في دعم الارهاب , وتدخلها في كل مفاصل العمل الذي تقوم به وزارة الداخلية , واثارتها للمشاكل مع ايران وسوريا , وكأنها تريد ان تجعل من العراق ساحة لتصفية الحسابات مع جيرانه , وغض نظرها عن دول اخرى تصدر الارهاب الى العراق وتدعمه بكافة السبل والوسائل , وتضع تحت تصرفه كل مايريد من مال وسلاح ورجال ومعلومات , من اجل تدمير العراق وتطويق العملية السياسية الجارية فيه , اننا في الوقت الذي نعلم فيه حجم العمل العسكري والسياسي الذي قامت به الولايات المتحدة في العراق نرى بنفس الوقت انها هي التي زرعت بذور التفرقة الطائفية فيه , وهي التي هيأت الارض الخصبة لحرب اهلية ممكنة , لتبرر استمرارية احتلالها له , لانها تعتقد ان بامكانها ان تجعله قاعدة لاعتداءاتها المستقبلية على دول الجوار لاسيما ايران وسوريا , ونعتقد انها كلما اسرعت في الخروج من العراق وتركت امره لابنائه دون تدخل سافر ومباشر منها , فان حربا اهلية سوف لن تحدث فيه ابدا , وننصح الادارة الامريكية وباخلاص ان تغير سياستها في العراق والمنطقة عموما , علها تكون وفية لدماء جنودها الذين مازالوا يعتقدون انهم يموتون من اجل قضية عادلة , وهي مساعدة شعب مظلوم والانتقال به الى بر الامان والحرية والديمقراطية والتقدم
جاسم المعموري



#جاسم_المعموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيلوسي حمامة السلام التي اغاضت البيت الابيض
- كنت شيوعيا ولكن لم اكن اعلم !!
- لحظة ٌبين انفجارين
- تهديد المثقفين العرب تهديد لوجود الامة ووجدانها
- نداء عاجل الى الوطن وقادته وزعماءه
- قررتُ أن أنام
- أمنية ٌ في مهب الريح
- حبيبتي .. لا تحزني
- مصر بين مخالب الطائفية والارهاب
- سوزان ياسيدة الاطفال
- العراق بين الارهاب والانقلاب العسكري
- الطريق السبعون السريع
- الصقر المهيب الحزين
- معاناة المرأة العراقية .. من المسؤول ؟
- حبيبتي والعراق
- الإغتيال .. اسلوب من ..؟
- من الذي يغتال اعيادنا ؟
- ومن يدمر الامة غير حكامها
- الشهيدان
- اعواد ثقاب


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المعموري - بعد التاسع من نيسان .. من فخخ الحلم الجميل ؟