أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - السلام الامريكي للشرق الاوسط في معادلة الصراع على الهيمنة














المزيد.....

السلام الامريكي للشرق الاوسط في معادلة الصراع على الهيمنة


هاني الروسان
استاذ جامعي مختص بالجيوبوليتيك والاعلم في جامعة منوبة ودبلوماسي

(Hani Alroussen)


الحوار المتمدن-العدد: 8508 - 2025 / 10 / 27 - 16:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لكي لا نصدق أن جائزة نوبل هي المقصد الحقيقي للرئيس دونالد ترامب، علينا أن نصدق أن جهود الإدارة الأمريكية لوقف الحروب في أكثر من منطقة توتر في العالم هي جزء من استراتيجية أمريكية لرسم جغرافيا عالمية جديدة تعكس مستوى انتشار القوة الأمريكية على مستوى العالم. ولو لم يكن الأمر كذلك، لما أطلق ترامب على نهجه هذا ما سماه بـ"فرض السلام بالقوة"، في إشارة لا تقبل التأويل إلى الجهوزية الأمريكية لاستخدام القوة العنيفة للتوقف عند الحدود الحالية التي وصلت إليها هذه الحرب أو تلك، كحدود نهائية لرسم ملامح النفوذ الأمريكي في مواجهة المنافسين، التقليديين منهم والصاعدين الجدد.
وما يهمنا في هذا السياق هو فهم السلام الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط وانعكاسه على عناصر مكوناته الأساسية، وخاصة منها المكون الفلسطيني الذي يشكل لب وجوهر المعادلة بأبعادها السياسية والأمنية، حيث إنه عابر وبقوة مختلفة عن غيره من مكونات الصراعات الأخرى من حيث النطاقات الجغرافية والوجدانية والعقائدية والجيوسياسية، وهذا هو الأخطر والأهم.
فلكي يكون هناك سلام إقليمي في الشرق الأوسط يتسم بالقدرة على الاستمرارية والصمود في المنعطفات التهديدية، فإنه ينبغي العمل، إما على إنهاك عناصر رد الفعل في المكون الفلسطيني وتأمين شل قدراتها على التكتل والاستئناف لعدة عقود، وإما الانصياع لقرارات الشرعية الدولية، التي باتت –وخاصة بعد مؤتمر "حل الدولتين" في أواخر سبتمبر الماضي بنيويورك– الإطار المرجعي يكاد يكون الوحيد لمعالجة المكون الفلسطيني، باستثناء الولايات المتحدة وإسرائيل.
ولترجيح هذا عن ذاك، فإننا سنحاول التوقف لفحص واقعية محاولة تطبيق هذا الخيار الدولي. لأن من خلال ذلك، قد نقارب الفهم الأمريكي للسلام الشرق أوسطي، ولا نذهب بعيداً في إسقاطات ذاتية دفينة فينا على واقع توزيع القوة بين قوى الهيمنة العالمية. إذ وكما يقال في بديهيات العلوم السياسية والعلاقات الدولية: "إنه لا يمكن فهم الجزئيات إلا في إطار كلياتها".
من هنا، وإن كان ذلك تكراراً مملأ، فإن علينا إعادة التذكير بـالتصنيف الأمريكي لمصادر تهديد أمن الولايات المتحدة القومي، حيث تقف الصين –وأقول: معها وليس خلفها روسيا وبعض من دول حواف القوة– في مقدمة هذه التهديدات التي يجب احتواؤها وتفتيتها بدون استخدام القوة المباشرة، وهو ما يعني استبدالها بـالحصار والاحتواء ثم الإنهاك. الأمر الذي يعني الأهمية القصوى للسيطرة والنفوذ في جغرافيا العالم من ناحية، واستخدام القوة الصاعقة من قبل الحلفاء في بعض الحالات لاحتواء القوة في الأطراف من ناحية ثانية. وتقوم هذه الاستراتيجية على أن التهديد الأساسي للهيمنة الأمريكية يأتي من "القوى المراجعة" (Revisionist Powers) التي تسعى لإعادة صياغة النظام العالمي على حساب المصالح الأمريكية، مما يتطلب الحفاظ على ميزان قوة عالمي ثابت لصالح واشنطن وحلفائها.
وفي مثال تطبيقي على الشرق الأوسط، فإنه ليس للولايات المتحدة من حليف موثوق يمكنه القيام بكل ما من شأنه تنفيذ الاستراتيجية الأمريكية بالاحتواء عبر القوة غير إسرائيل. التي لن تقبل الولايات المتحدة، اكثر من اليمين الديني الصهيوني المتطرف، بأن تكون إسرائيل "دولة حبيسة" بين البحر وحدود الدولة الفلسطينية عند حدود الرابع من حزيران/جوان 1967، لأن ذلك يفقدها أهم عناصر وجودها الوظيفية في الاستراتيجية الأمريكية للحصار والاحتواء واستخدام القوة. إذ لا ينسجم أن نرفض هذه البديهية ونقول في الوقت نفسه إن إسرائيل أداة وصنيعة قوى دولية، فلطالما اعتُبرت إسرائيل "حاملة طائرات غير قابلة للغرق" بالنسبة للمصالح الأمريكية في المنطقة، الأمر الذي يؤكد رفض واشنطن الدائم لتقليص نفوذها الجغرافي.
وعليه، فإن الاختيار الدولي للشرعية الدولية كإطار للحل سيكون في مواجهة رفض أمريكي، أو بشكل أصح سيبقى في مواجهة استمرار الرفض الأمريكي الذي عبر عنه الاستخدام الأمريكي المتواصل لحق الفيتو في مواجهة أي نية دولية لتطبيق قرارات الشرعية الدولية ولو جزئياً (كوقف الحرب على غزة الذي وُوجه بستة استخدامات لهذا الحق التعسفي). وتم استبدال قرارات مجلس الأمن مؤخراً بقرار ترامب لـفرض وقف لإطلاق النار تمهيداً للسلام الأمريكي الذي نحاول مقاربة فهمه وإن كان واضحاً وضوح الشمس. ويُظهر الاستخدام المتكرر لحق النقض "الفيتو" الخلاف العميق بين واشنطن والغالبية الدولية حول سُبُل إنهاء الصراع، ويعكس تفردها في دعم الموقف الإسرائيلي ضد الإجماع الأممي.
لذا –وهذا هو الأرجح– فإن إطار ملامح السلام الأمريكي في الشرق الأوسط لن تكون قرارات الشرعية الدولية، إلا إذا أُجبرت على ذلك من خلال موقف عربي يقوم على إعادة الاعتبار لمفهوم الأمن القومي العربي وتحديد مصادر تهديده الحقيقية، وإعادة الاعتبار لتصنيف الصراع على أنه صراع جيوسياسي وليس حدودياً فلسطينياً إسرائيلياً. لأنه من خلال ذلك، لا نصدق أن جائزة نوبل للسلام هي هدف ترامب الحقيقي –على الأقل حالياً، إذ قد ينالها في المرة القادمة– وأن "سلامه بالقوة" يعني ترسيماً لحدود هيمنة قد تستمر لعشرات من السنوات القادمة.
هاني الروسان / استاذ الجيوبوفيتيك والاعلام في جامعة منوبة



#هاني_الروسان (هاشتاغ)       Hani_Alroussen#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد مرور عامين على حرب الابادة في غزة: ماذا بقي من النظام ال ...
- اذا رغبت السعودية استطاعت
- الفيتو الامريكي السادس: واقعية القوة واعادة انتاج الهيمنة
- بيان قمة الدوحة: الادانة الشديدة وانعدام الاليات
- قطر بين صدمة الواقع والرهان على الوهم
- صدقية الاعتراف بالدولة الفلسطينية رهين بحماية السلطة ووقف حر ...
- نفس الاهداف ونفس النتائج: منع تأشيرة الرئيس ابو مازن يعيد لل ...
- اسرائيل ابنة الكذبة لا تستمر في البقاء الا بقتل الحقيقة
- هل يكفي التسويق الكلامي التركي للعب دور اقليمي؟؟
- ضرورات ما بعد الاعتراف بالدولة الفلسطينية
- اسرائيل لن توقف الحرب على غزة التي تدحرجت من انتقامية الى تأ ...
- هل تكون السويداء مخبر القادم؟؟
- سوريا الشرع في اذربيجان قد لا تكون سوريا ما ثبلها .
- التحالفات الروسية بين سردية التخلي والانكفاء الواعي
- لماذا يصر ترامب على تسويق ضرباته لمنشآت ايران النووية على ان ...
- اتفاق وقف اطلاق النار بين ايران واسرائيل: هدنة الضرورة التي ...
- بين تفادي مواجهة واشنطن وتصعيد الصراع مع إسرائيل: قراءة في ا ...
- الهجوم الاسرائيلي على إيران: استنزاف استراتيجي يهدد استقرار ...
- جريمة -جيت- اخر فصل من فصول الانهيار الأخلاقي للجيش الإسرائي ...
- إسرائيل في مواجهة الرأي العام العالمي: الى اين تمضي واي مصير ...


المزيد.....




- زلزال بقوة 6.1 درجة يضرب تركيا.. ماذا نعرف عنه؟
- وسط ضغوط سياسية وتحديات ميدانية.. حماس تواصل جهودها للعثور ...
- السودان: لماذا هذا التركيز العسكري على دارفور؟
- ترامب في اليابان: اتفاقات تجارية ورسائل لبكين؟
- محللون: تقدم -الدعم السريع- يزيد المخاوف من تقسيم السودان
- زيلينسكي يتوقع أن يتقدم الحلفاء بخطة سلام في غضون أيام
- بوتين يلغي اتفاقا مع واشنطن بشأن التخلص من البلوتونيوم
- نيويورك تايمز: حرب الطاقة تشتعل بين روسيا وأوكرانيا
- الجبل الأسود تعلق نظام الإعفاء من التأشيرة للأتراك بعد أعمال ...
- محمد سلام يخوض أولى بطولاته المطلقة في مسلسل -كارثة طبيعية- ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - السلام الامريكي للشرق الاوسط في معادلة الصراع على الهيمنة