أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - جريمة -جيت- اخر فصل من فصول الانهيار الأخلاقي للجيش الإسرائيلي














المزيد.....

جريمة -جيت- اخر فصل من فصول الانهيار الأخلاقي للجيش الإسرائيلي


هاني الروسان
استاذ جامعي مختص بالجيوبوليتيك والاعلم في جامعة منوبة ودبلوماسي

(Hani Alroussen)


الحوار المتمدن-العدد: 8372 - 2025 / 6 / 13 - 14:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جريمة اغتيال الشاب الفلسطيني جاسم السدة، وهو نائم في سريره داخل منزله بقرية "جيت" بمحافظة قلقيلية، جاءت لتكشف عن فصل جديد في مسار الانهيار الأخلاقي الشامل لجيش الاحتلال الإسرائيلي. ففي كل المقاييس لا يمكن اعتبار إنها حادثة عشوائية أو خطأ فرديً، بل هي نتيجة وثمرة مباشرة لمناخ عسكري مسموم بسموم الحقد والعنصرية وفي بيئة عقائدية تآكلت فيها كل القيم الاخلاقية والانسانية وحتى المهنية، وتحول فيها الجندي إلى اداة عمياء لإرادة سياسية عنصرية قاتلة تسعى لإبادة ما تبقى من الشعب الفلسطيني.
وحتى صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية وصفت في افتتاحيتها ما جرى بأنه جريمة وقالت انها تعكس رغبة جامحة عبر عنها جنود الجيش الاسرائيلي لممارسة القتل في الضفة الغربية كما هو جار الان من ذبح للفلسطينين في غزة، وقالت أن قادتهم يسمحون لهم بذلك علنًا وصراحة أو بالصمت المريب حتى ان كل شيء في الضفة الغربية سيكون مباحا كما كان كل شيء مباحا في قطاع غزة. هذا الوصف من احدى كبريات الصحف الاسرائيلية لهذه الجريمة البشعة التي وقعت في نهاية الشهر الماضي، وما ينتظر الضفة الغربية في الايام القادمة، بحد ذاته يؤكد أن جيش الاحتلال لم يكن يوما مؤسسة عسكرية تنضبط للقواعد الاخلاقية التي تتحلى بها كل الجيوش في العالم، بل جهازًا ميدانيًا قاتلا يعمل كعصابة مسلّحة، خاصة عندما يقوم بعملية قتل كهذه التي جرت دون أي اشتباك أو تهديد أمني، بل أثناء نوم الضحية، ودون أن تُتّخذ بحق الجندي القاتل أي إجراءات عقابية، حيث لم يُفتح الى الان اي تحقيق ولو شكلي، ولم تُفتح حتى قضية لدى الشرطة العسكرية، وهو ما يجعل من الجريمة في اخلاقيات الجيش الاسرائيلي حدثًا يوميًا مألوفًا خاصة في نظر قيادات هذا الجيش. هذه الشهادة التي جاءت على لسان وصفحات “هآرتس” ليست جديدة او طارئة في سجل جرائم الجيش الاسرائيلي، ولكن اهميتها تأتي انها من قلب المؤسسة الدعائية الصهيونية، لا من ضحاياها، وهذا ما يمنحها ثقلاً إضافيًا في فضح طبيعة الجيش الإسرائيلي الذي فقد الحد الأدنى من المعايير الأخلاقية في سياق دولي مشحون بصور مختلفة من الاستهجان والادانة لجرائم هذا الجيش الهجين.
ولكن جريمة الضفة الغربية هذه ليست سوى امتداد طبيعي لما جرى – ويجري – في غزة، حيث
يشن الجيش الإسرائيلي حربًا لا مثيل لها في توحّشها منذ السابع من أكتوبر 2023. لقد دمرت آلة القتل الإسرائيلية أحياءً كاملة على رؤوس ساكنيها، وقتلت نحو 50 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، واستهدفت المستشفيات ومراكز الإيواء، وقصفت المدنيين أثناء وقوفهم في طوابير انتظار الغذاء. الصور من غزة لا تترك مجالًا للشك في اننا أمام حملة إبادة جماعية مدروسة ومعلنة، تُنفذ بدم بارد، وتستند إلى خطاب سياسي علني يدعو إلى “تطهير غزة” و"إفنائها"، كما صرّح العديد من وزراء حكومة نتنياهو علنًا.
هذه الجرائم، التي جرت أمام أعين العالم، لم تواجه بأي محاسبة داخلية جدية، بل قوبلت بالتبرير والتشجيع، ما عزّز قناعة المؤسسة العسكرية بأن الإفلات من العقاب بات قاعدة لا استثناء. ومن هذا السياق، جاء السلوك ذاته الذي نشهده في الضفة الغربية، حيث تُكرّر مشاهد القتل الميداني بلا سبب، وتُحوّل البيوت إلى مسارح إعدامات صامتة، والجنود إلى جلادين محميّين بقوانين صهيونية تحصّنهم من أي مساءلة.
ولكن ورغم ذلك فانه مع تزايد حجم هذه الانتهاكات وتكرارها، بات من المتعذر تجاهلها دوليًا. من هنا، شكّل قرار محكمة العدل الدولية في 26 جانفي 2024، القاضي بإجراءات فورية لمنع الإبادة في غزة، ثم قرار المحكمة الجنائية الدولية في مايو من العام نفسه، بطلب إصدار مذكرات توقيف بحق نتنياهو ووزير دفاعه ومسؤولين عسكريين آخرين، محطة محورية تؤكد مدى الانحطاط الاخلاقي الذي انحدر له الجيش الاسرائيلي. فتلك الأحكام لم تأت كاستجابة للضغوط السياسية فقط، بل جاءت كمحصلة لتراكم جرائم ممنهجة ارتكبها جيش لم يعد يعمل كقوة نظامية، بل كجهاز تطهير عرقي يمارس القتل الجماعي بثقة مطلقة في غياب اي شكل من اشكال الردع.
هاني الروسان/ استاذ الاعلام في جامعة منوبة



#هاني_الروسان (هاشتاغ)       Hani_Alroussen#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل في مواجهة الرأي العام العالمي: الى اين تمضي واي مصير ...
- منع الوفد الوزاري العربي من زيارة رام الله: تأكيد على التمسك ...
- مؤتمر حل الدولتين: استراتيجية هجومية لاقامة الدولة الفلسطيني ...
- -أمريكا اولا- : هل اماتت التحالفات التقليدية؟ وهل تراجعت قيم ...
- هل اولى مخرجات زيارة ترامب للرياض اكدت على الانزياح الاسترات ...
- الاتفاق الأمريكي - الحوثي: هل هو تحول استراتيجي أم تغيير في ...
- التصعيد الإسرائيلي في سوريا: بين الخوف من فقدان احتكار الدور ...
- بعد ان اصبح للرئيس ابو مازن نائبا: هل تستطيع السعودية ان تفر ...
- الحل وطبيعة السلطة الفلسطينية القادمة
- ماذا وراء الاصرار الامريكي على منع ايران من امتلاك سلاح نووي ...
- صفعة ترامب على خد بيبي وانفتاح المستقبل على كل الاحتمالات
- ترامب الذي يصعد مع حلفائه كيف سيكون مع خصومه؟؟
- على ضوء تصور معهد دراسات الامن القومي الاسرائيلي لنموذج الدو ...
- اسرائيل مطلقة اليدين ..... تنفذ مخططاتها دون اعتبار لاي طرف ...
- تنفيذ خطة اعمار غزة بين رؤية ترامب للعالم الجديد وبين الشروط ...
- نجاح قمة القاهرة مرهون بوعي القدرة على التأثير، وعدم اضعاف ا ...
- هل سيؤدي البديل الالماني والحرب في اوكرانيا وعقيدة ترامب الى ...
- لكي لا يكون التطبيع السعودي مع وهم اقامة الدولة الفلسطينية
- بأي اذن ستسمع العرب تصريحات ترامب؟؟
- دولة سيناء ومدى الواقعية في الرفضين المصري والاردني


المزيد.....




- تخوفا من تسونامي.. أوامر إخلاء لأكثر من مليون و900 ألف شخص ف ...
- -فيضان سريع أو جدار مائي-.. ما هو التسونامي وكيف يتشكّل؟
- مشرع إسرائيلي يدعو للتحقيق بمقتل ناشط فلسطيني بالضفة الغربية ...
- على امتداد سبعة عقود.. ما هي أبرز المحطات في مسار الموقف الف ...
- مع تصاعد الغش الأكاديمي..-تشات جي بي تي- يطلق ميزة وضع الدرا ...
- -واقعة السفينة-.. جدل في اليونان حول معاداة السامية وحرب غزة ...
- تقنية -شمسية- لاستخراج الماء والأكسجين والوقود من تربة سطح ا ...
- تايلاند تتهم عسكريين كمبوديين بمهاجمة أراضيها وانتهاك اتفاق ...
- أفغانستان المجني عليها في الإعلام
- 25 جويلية: تاريخ نهاية البايات وتاريخ عودتهم


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - جريمة -جيت- اخر فصل من فصول الانهيار الأخلاقي للجيش الإسرائيلي