أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - ماذا وراء الاصرار الامريكي على منع ايران من امتلاك سلاح نووي لا تسعى له طهران؟














المزيد.....

ماذا وراء الاصرار الامريكي على منع ايران من امتلاك سلاح نووي لا تسعى له طهران؟


هاني الروسان
(Hani Alroussen)


الحوار المتمدن-العدد: 8315 - 2025 / 4 / 17 - 00:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تركيز التصريحات الصادرة عن ثلاثي صناعة القرار في الولايات المتحدة على عدم السماح لايران بامتلاك السلاح النووي، يبدو انها كلمة السر التي تفهمها ايران جيدا، وتمنح الجانبين هامشا واسعا من حرية التصعيد الاعلامي الذي من شأنه ان يوفر غطاء لمساحة كبيرة من المناورات التفاوضية للبحث في الجوانب الاهم والاخطر في العلاقات بين الطرفين.
فالولايات المتحدة تدرك مدي اهمية وجدية فتوى المرشد الاعلى للثورة الايرانية بتحريم انتاج اي من اسلحة الدمار الشامل والتي تحولت بعد عامين من فتوى شفوية اطلقها في عام 2003،، الى بيان رسمي للحكومة الإيرانية اعلنته في اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا عام 2005، وقيل حينها أنّ هذه الفتوى تُحَرِّمُ «إنتاج، وتخزين، واستخدام الأسلحة النووية»، ورغم ذلك فان الادارة الامريكية بلسان رئيسها ووزيريها للدفاع والخارجية تصر على تكرار الاعلان عن عزمها منع ايران من امتلاك السلاح النووي، الامر الذي يدعو للتساؤل عن اسباب هذا الاصرار الامريكي على تكرار اعلان من هذا القبيل؟؟.
صحيح ان التراجع عن هذه الفتوى يمكن ان يتم في اية لحظة وان الامر لا يتطلب سوى بيان من علي خامنئي، وان ايران ايضا جادة في الرفع من مستويات تخصيب اليورانيوم المستعمل في الصناعات الحربية، والاعتقاد هنا انها لتحسين شروط التفاوض والردع معا، وصحيح انها قد تسعى لامتلاك سلاح نووي بعد ان فشل برنامجها الصاروخي بتحقيق اهدافه الردعية خلال عملية الوعد الصادق، غير ان كل ذلك يبقى تفصيلا في سياقات استراتيجية اعمق واشمل، حيث لن يكون هناك اختلاف كبير في مد النفوذ الاقليمي عن طريق تصدير النموذج – وهي نزعة الجناح المتشدد في الحكم الايراني – او عن طريق تحقيق المصالح عبر دور اقليمي ما كما يرى الرئيس مسعود بزشكيان وفريقه الاصلاحي.
بداية لا بد من الاشارة الى ان الخلافات بين الولايات المتحدة وايران تعود بجذورها الى خمسينيات القرن الماضي بعد نجاح المخابرات المركزية الامريكية في الاطاحة بحكومة مصدق واعادة الشاه الى حكم البلاد، غير ان اشدها تدهورا كانت بعد نجاح ثورة 1979، حيث اعتبرت واشنطن ذلك انقلابا على اتفاقية عام 1959 التي نجحت باقناع الشاة بتفضيلها على العرض السوفييتي حينها بمعاهدة سلام لمدة خمسين عاما والتي أُعتبرت على اساسها سلامة ايران وحماية نظامها احدى ركائز المصالح الحيوية الامريكية حيث ستكون لطبيعة اي نظام حكم في ايران دورا رئيسيا في توظيفه لموقع ايران الجيوسياسي في منطقة حساسة وغير مستقرة حيث تسيطر على التخوم الشمالية للشرق الأوسط، والطرق الاستراتيجية بين أوروبا وشرقي إفريقيا وجنوبي آسيا ولديها ثلث النفط العالمي.
هذا الادراك الامريكي لاهمية موقع ايران الجيوسياسي وتأثيره على صراع النفوذ بين القوى الكبرى، اخذ طابعا اكثر حساسية، ليس فقط بعد نجاح ثورة الخميني، بل بعد ان كشف النظام الجديد عن طبيعته في الرغبة في تصدير نموذجه الى الدول المجاورة، متجاوزا في محاولة تحقيق ذلك اساليب الاقناع عن بعد، الى بناء بؤر واذرع ميدانية له في المنطقة، بالتوازي مع بناء قوة ردع بعيدة المدى تمثلت ببرنامجه الصاروخي المتنوع، والذي اثبت جدواه في الردع والرفع من تكاليف اية مواجهة محتملة مع طهران.
وعليه فان ما يقلق واشنطن الان هي عدم قدرتها على الخروج من سجن اكذوبتها عن سعي ايران لامتلاك سلاح نووي، التي شكلت غطاء لطهران لتطوير برنامجها الصاروخي وبناء اذرعها الاقليمية، والتي صار التخلص منهما يتطلب كلفة عالية قد تدفع لزعزعة استقرار المنطقة وعدم القدرة على احتواء كرة النار اذا اشتعلت، اذ لم يستطع ترامب الى هذه اللحظات ان يحرز اي هدف ذو اعتبار في مواجهة الحوثي الذي يتعرض لاعنف هجوم امريكي منذ اندلاع المواجهة بين الطرفين، في الوقت الذي ترفض فيه ايران مناقشة اي موضوع خارج شروط رفع العقوبات عنها والوصول الى اصولها المالية المجمدة في اطار وضع بعض الضوايط على برنامجها النووي الذي لم يعد بعيدا عن ان يتحول لبرنامج عسكري كل التقديرات تقول ان السلطات الايرانية غير معنية به، باعتبار ان نجاحها في تأمين سلامة برنامجها السلمي وتطوير استخداماته حتى في اطار الصناعات العسكرية سيكون ذات تأثير ايجابي اكثر من ان يتحول الى برنامج عسكري ستكون كلفته اعلى بكثير وان مردوده الاستراتيجي سيكون اقل.
ان عدم وجاهة اي طرح امريكي لتجريد ايران من سلاحها التقليدي وبرنامجها الصاروخي، هو ما يقف وراء الاصرار الامريكي على تكرار عزمها منع ايران من امتلاك سلاح نووي، حيث يوفر لها هذا التكرار مزيدا من الوقت للتصعيد في حرب العقوبات الاقتصادية لاضعافها اقتصاديا وتعميق ازماتها الاجتماعية ومحاولة الاطاحة بالنظام، او النجاح باقناعة من خلال محفزات اقتصادية وفتح افاق تعاون ثنائي معه بالتخلي الطوعي عن طبيعته بالرغبة في تصدير نموذجه لدول الجوار والقطع مع اذرعه الاقليمية ووضع ضوابط آمنة لبرنامجه الصاروخي الذي بات تهديدا مقلقا للقواعد ومناطق النفوذ الامريكية في عدة انحاء من الاقليم وجواره.
والمؤكد في هذا السياق ان تهديدات ترامب بالهجوم العسكري على ايران تكتسي طابعا جديا في حال فشل المسار التفاوضي باقناع النظام الايراني بالعدول عن طبيعته بالسعي للانتشار الاقليمي وقطع علاقاته باذرعه الاقليمية والحد من التوسع في برنامجه الصاروخي الذي يهدد استقرار المنطقة ومصالح الولايات المتحدة فيها، وايران من جانبها تدرك ذلك، وتدرك ايضا سقف المناورة المتاحة الذي تعمل على رفعه من خلال اثارة ذعر دول الجوار الذي اثمر الى الان في رفض السماح للولايات المتحدة بزجها طرفا في اي مواجهة محتملة، والفيصل في كل ذلك سيكون عامل الوقت ولمصلحة من سيكون، الذي يبدو ان وقت ترامب ان استمر على هذه الوتيرة لن يكون متوافقا مع الوقت الطبيعي لاستخدام القوة.
هاني الروسان/ استاذ الجيوبولتيك في جامعة منوبة.



#هاني_الروسان (هاشتاغ)       Hani_Alroussen#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفعة ترامب على خد بيبي وانفتاح المستقبل على كل الاحتمالات
- ترامب الذي يصعد مع حلفائه كيف سيكون مع خصومه؟؟
- على ضوء تصور معهد دراسات الامن القومي الاسرائيلي لنموذج الدو ...
- اسرائيل مطلقة اليدين ..... تنفذ مخططاتها دون اعتبار لاي طرف ...
- تنفيذ خطة اعمار غزة بين رؤية ترامب للعالم الجديد وبين الشروط ...
- نجاح قمة القاهرة مرهون بوعي القدرة على التأثير، وعدم اضعاف ا ...
- هل سيؤدي البديل الالماني والحرب في اوكرانيا وعقيدة ترامب الى ...
- لكي لا يكون التطبيع السعودي مع وهم اقامة الدولة الفلسطينية
- بأي اذن ستسمع العرب تصريحات ترامب؟؟
- دولة سيناء ومدى الواقعية في الرفضين المصري والاردني
- هل سيفهمون الدرس ؟؟؟.
- هل بدأ العد العكسي لاقامة الدولة الفلسطينية في سيناء؟؟
- اي رجل سلام سيكون ترمب؟ وهل سيجعل من غزة نواة الحل؟
- هل سيكون الشرق الاوسط الجديد تركيا ام اسرائيليا ام للسعودية ...
- هل سيكون الاسلام التركي بديلا امريكيا عن الاسلام الشيعي؟
- سقط الاسد عندما اسقط شرط الاستمرار في مواجهة اسرائيل
- هل اقتربت امريكا من اتخاذ قرار الهجوم على ايران ؟
- ما يحدث في سوريا قد يكون خطيرا وجدير بالمتابعة
- هل سيكون الاستثمار التركي في لجظة سوريا الراهنة مجديا ؟؟.
- بعد التردد في المواجهة: سيكون سقوط النظام السوري خطوة ما قبل ...


المزيد.....




- شاهد دبابات ومدرعات قتالية تجوب شوارع واشنطن احتفالا بالذكرى ...
- لواء سابق بالجيش المصري: القصف الذي تعرضت له تل أبيب لم يحدث ...
- الجيش الإسرائيلي: تدمير منصات صاروخية ومنصات إطلاق صواريخ أر ...
- +++ إيران تشدد على -حقها في الدفاع عن النفس- وإسرائيل تتوقع ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي لنظيره الألماني: عمليتنا في إيران م ...
- فيتسو يصر على حل مشكلة توريد الغاز الروسي إلى الاتحاد الأورو ...
- ليبيا.. عدسة (RT) ترصد قافلة الصمود في بويرات الحسون بعد مغا ...
- جدل في منصات التواصل حول نشر البنتاغون لبوست مع العلم الروسي ...
- بوتين: أخضع لفحص طبي شامل سنويا
- الجيش الإسرائيلي يؤكد مهاجمة منشأة غاز جنوب إيران


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - ماذا وراء الاصرار الامريكي على منع ايران من امتلاك سلاح نووي لا تسعى له طهران؟