أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - هل سيفهمون الدرس ؟؟؟.














المزيد.....

هل سيفهمون الدرس ؟؟؟.


هاني الروسان
(Hani Alroussen)


الحوار المتمدن-العدد: 8240 - 2025 / 2 / 1 - 22:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صار مؤكدا ان معضلة الامريكي ومشكلة المشاكل لديه انه لا يفهم او لا يستطيع ان يفهم، وانه ينظر الى البشر من فوهة مسدسه، وتلك حالة طبيعة لانسان منظومة الانتاج المادي التي تلخص الوجود بمجموعة من الاحتياجات الملموسة ولا تتجاوز الى ما وراء ذلك او انها على الاقل لا تستطيع ان تساوي بين انواع الاحتياجات، ناهيك هن عجزها التام عن تصور تغليب الاحتياجات الاخرى مثل الحاجة الى الكرامة والى الوطن خارج القدرة على العيش به او الرغبة على العيش به ولو بلا طعام او شراب وفي العراء تحت سمائه على غيرها من حاجات العيش بلا ارض وبلا كرامة.
وهذه ايضا معضلة الصهيوني ابن نفس المنظومة الذي بنى مشروعة لبناء كيان له على نوازع النفس في حب السيطرة والتملك والعيش الرغيد، وعجز وما زال عن بناء رابطة اخرى توحد وجودهم في الارض الفلسطينية رغم تكاثر المدارس والاحزاب الدينية التي تحاول ان تبني رابطا ما وراء المادي، غير انها فشلت بسبب فقدان تلك المحاولات لاساس حقيقي لروايتهم تلك التي جاءت مجموعة من الاساطير والتصورات الخيالية التي تفتقر الى متانة المنطق السياقي لبناء النص الذي مهما علت متانة صياغته الكلامية واللغوية الا انه يبقى متهافا ان افتقد لحقيقة وجود ذلك المنطق السياقي الذي يجد جذوره في واقع الوجود لا في التخيلات عنه.
وهذا جزء مما قد يفسر الدلالات الرمزية لمشهدية الحماسة في عودة مواطني شمال قطاع غزة بكل هذا الجموح والفرح الى عالم من المجهول والدمار وانعدام ادنى مقومات الحياة باستثناء انها عودة للارض التي ولدوا فيها، عودة لوطن له معنى ما وراء المادي الذي راهن نتنياهو وبايدن والان ترامب انهم بتدميره يمكن لهم ان يتخلصوا من جريمة التهجير القسري واستبداله بالهجرة الطوعية وان كانت قسرية في جوهرها ان تمت. وفي هذا لا لومة عليهم في اعتقادهم هذا الذي بناه نتنياهو ورهطه من زمر اليمين الديني العبثي على مشهدية الهروب والفرار من قبل مستوطنيهم نحو امريكا واوروبا وغيرها من بلدان العيش الامن بمعناه الواسع، ليس لمجرد وقوع ادنى تهديد بل حتى لتراجع اي من مقومات العيش الباذخ، فتساوت لديهم تفسيرات معنى الوجود والحياة، وغاب عنهم معنى الوجود الروحي للانسان الفلسطيني الذي يستمد وجوده من سياقات التلاحم بين حلقات تاريخ وجوده في نفس الارض التي صارت الجزء الاهم والاكبر في تكوين الوجود على عكس المهاجر المرتزق الذي يحدد وجوده بنوعية مكتساباته المادية فقط.
ولذلك نحن نصدق ونفهم الفوضى النفسية والاحباط الذي نقله الاعلام العبري عن الحالة التي المت بتنياهو وزمرة اليمين الديني والمجتمع الاسرائيلي ككل، الناجمة عن سيل العائدين باعاقاتهم وجروحهم وجوعهم بمثل هذا الاصرار وهم يؤكدون انهم يعودون الى ركام بيوتهم الذي لازال يحتضن رفاة بعض احبتهم ويعودون الى العراء والجوع والمرض والعوز ، ولكن مسلحين بعشق الارض وان كانت يبابا، وبعزم البناة الذي يعيدون الحياة لها.
هذا المعنى لم يفهمه الامريكي يوما، فهل سيفهمه تاجر صفقات تقوم الحياة عنده على مبدأ المقايضة؟؟. رغم صعوبة الجزم بامكانية الفهم الا ان ترامب سيجلس طويلا ليفهم كيف يمكن لانسان بشر ان يرفض عرضا للعيش في مكان اكثر امنا وفقا لتصوره طبعا، ويختار البقاء تحت خطر الموت والجوع والتشرد، وانه سيراجع تكتيكاته التفاوضية، وانه بدل ان يدخل في مفاوضات عبثية مع الرئيس السيسي او الملك عبد الله الثاني او الامير بن سلمان او محمد بن زايد وتميم بن حمد لاستقبال مواطني قطاع غزة، عليه قبل كل ذلك ان يسأل الفلسطيني فيما اذا كان يرغب بالرحيل عن وطنه ام لا؟؟.
كذلك فانه لم يعد للاسرائيلي مزيدا من الوقت للتفكير بخطط اضافية للابادة الجماعية وتشريد الناس من اوطانهم، بعد ان فشل تدمير ما يساوي اربع قنابل نووية على امتداد عام ونصف تقريبا من الحرب ضد شعب اعزل في تهجير نحو مليون مواطن، فما بالك بتهجير وتشريد اكثر من 8 ملايين فلسطيني، ايضا فانه لم يعد من استطالة اكثر في قامات دول الاعتدال العربي لاعتدال اكثر، وانه حان وقت الجد وشد الحيل من الشيخ حتى الولد على رأي محمد عساف.
هي ليست لحظة عاطفية بل انها حقيقة يجسدها هذا الاصرار الفلسطيني على البقاء رغم كل الاهوال، ودرس يقدمه لاشقائه قبل اعدائه بانه لن يقبل بديلا عن حقه في وطن كامل السيادة، وانه قد صار وقت ان يتعلم الامريكي قبل الاسرائيلي ان للوجود معنى غير المعنى الوهمي الذي يسطرون وجودهم ووجود غيرهم على اساسه، وجود الحقيقة وليس الوهم.
هاني الروسان/ استاذ الاعلام في جامعة منوبة



#هاني_الروسان (هاشتاغ)       Hani_Alroussen#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل بدأ العد العكسي لاقامة الدولة الفلسطينية في سيناء؟؟
- اي رجل سلام سيكون ترمب؟ وهل سيجعل من غزة نواة الحل؟
- هل سيكون الشرق الاوسط الجديد تركيا ام اسرائيليا ام للسعودية ...
- هل سيكون الاسلام التركي بديلا امريكيا عن الاسلام الشيعي؟
- سقط الاسد عندما اسقط شرط الاستمرار في مواجهة اسرائيل
- هل اقتربت امريكا من اتخاذ قرار الهجوم على ايران ؟
- ما يحدث في سوريا قد يكون خطيرا وجدير بالمتابعة
- هل سيكون الاستثمار التركي في لجظة سوريا الراهنة مجديا ؟؟.
- بعد التردد في المواجهة: سيكون سقوط النظام السوري خطوة ما قبل ...
- لحماية حزب الله فاننا نختلف مع نعيم قاسم
- احتمالات انتهاء الحرب وولادة اسرائيل الثالثة
- لماذا تعمد الشيخ نعيم قاسم عدم الربط الصريح بين لبنان وفلسطي ...
- لن يكون ترمب فلسطينيا او عربيا او ايرانيا.
- ترامب-الجديد-: استراتيجية بيع القوة وتغيراسس التحالفات الدول ...
- التسريبات الامنية: بناء اسرائيل الجديدة والسيطرة على الاقليم ...
- السياقات الترجيحية لرد اسرائيلي حاسم
- المواجهة الايرانية مع اسرلئيل والولايات المتحدة بين خطابين
- اسرائيل في الاستراتيجية الامريكية: من قيادة تحالف امني اقليم ...
- هل ما زالت امام ايران فرصة ؟؟؟
- دول الاعتدال العربي ووهم الاهمية: التوقيع على فصل الجبهة الش ...


المزيد.....




- شاهد دبابات ومدرعات قتالية تجوب شوارع واشنطن احتفالا بالذكرى ...
- لواء سابق بالجيش المصري: القصف الذي تعرضت له تل أبيب لم يحدث ...
- الجيش الإسرائيلي: تدمير منصات صاروخية ومنصات إطلاق صواريخ أر ...
- +++ إيران تشدد على -حقها في الدفاع عن النفس- وإسرائيل تتوقع ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي لنظيره الألماني: عمليتنا في إيران م ...
- فيتسو يصر على حل مشكلة توريد الغاز الروسي إلى الاتحاد الأورو ...
- ليبيا.. عدسة (RT) ترصد قافلة الصمود في بويرات الحسون بعد مغا ...
- جدل في منصات التواصل حول نشر البنتاغون لبوست مع العلم الروسي ...
- بوتين: أخضع لفحص طبي شامل سنويا
- الجيش الإسرائيلي يؤكد مهاجمة منشأة غاز جنوب إيران


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - هل سيفهمون الدرس ؟؟؟.