أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - احتمالات انتهاء الحرب وولادة اسرائيل الثالثة















المزيد.....

احتمالات انتهاء الحرب وولادة اسرائيل الثالثة


هاني الروسان
(Hani Alroussen)


الحوار المتمدن-العدد: 8175 - 2024 / 11 / 28 - 18:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سوف لن نحتاج الى كثير من الوقت قبل ان تعلن هذه الجولة من الحرب المرة عن نهايتها، وفي اعقاب ذلك ستشتد خلافاتنا حول توصيف نهاياتها هذه فيما اذا كانت خطوة الى الامام ام انها كانت الى الوراء؟ وكعادتنا سننشغل بالماضي، ليس بالقدر الذي تتطلبه ضرورات استخلاص الدروس والعبر، بل بالقدر الذي يفرضه علينا عجزنا في مواجهة تحديات المستقبل، التي لن تتوفر لنا القدرة عليها دون فهم الواقع الجديد الذي تمخض عن هذه الحرب الوحشية ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني.
ذلك لان العقل العربي صارم في انضباطه لاليات ومنهجيات انتاج نفس عوامل واسباب الفشل، وعدم القدرة على ملاحظة اثر المتغيرات في انتاج الواقع الجديد، كما انه شديد الاصرار على انكار ذلك والبقاء في ساحات الماضي وميادينه مهما كانت الحاجة ملحة لاهمية النظر في نتائج الواقع الراهن، كما يحدث اليوم امام افرازات هذه الحرب التدميرية، اذ لو لاحت بوادر عكس ذلك لما استمرت دول المنطقة في غيبوتها التي طالت والابقاء على سياساتها كما هي رغم ما يشكله ذلك من مخاطر جادة على وجودها.
صحيح ان هذه الحرب لم تبلور بعد كل نتائجها، غير ان ذلك لا يمنع من ملاحظة السياق الذي تدحرجت في اتونه والنسق التصاعدي لنمو قدرات تأثير بعض عناصرها على البعض الاخر، الى النحو الذي تجوز معه اعتبارها حرب الولادة الثالثة لدولة اسرائيل الآخذة بالانقلاب النهائي على اسرائيل الوسيطة التي كانت هزيمة السادس من حزيران / جوان عام 1867 بداية ارهاصات ولادتها حيث اخذت تدريجيا بخلع ردائها اليساري نسبيا -ان صح التعبير - وارتداء جلباب اليمين الحامل بطياته لاراء وافكار مؤسسه جابونتيسكي الاب الروحي لنتنياهو كما يرى ذلك إرن كابلان رئيس قسم الدراسات الإسرائيلية في جامعة سان فرانسيسكو في بحث له بعنوان "لمحة عن الأيديولوجية التي توجه نتنياهو" ويؤكدها نهجه في ادارة الصراع ليس فقط على المستوى الفلسطيني بل في كل علاقات اسرائيل الدولية.
اسرائيل الوسيطة او بصورة ادق اسرائيل الثانية التي ارسى قواعد وجودها مناحم بيغن اثر الفوز الساحق الذي حققه حزب الليكود في انتخابات عام 1977 وكان نقطة تحول كبرى في التاريخ السياسي للدولة، حيث كانت المرة الأولى التي يخسر فيها اليسار الاسرائيلي السلطة بعد نحو ثلاثين عاما من السيطرة المطلقة، احالت الى بداية سيطرة معسكر مبدأ وحدة الارض على حساب معسكر مبدأ نقاء الدولة العرقي، والانتقال بفلسطين من مكان لدولة لليهود الى دولة يهودية "شرعنها" قانون 18يوليو/ جويلية للعام 2018 حيث أقر الكنيست الإسرائيلي بموافقة 62 عضوا قانون "الدولة القومية" الذي يعتبر"إسرائيل هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي" وأن حق تقرير المصير فيها "يخص الشعب اليهودي فقط، هذه اسرائيل الثانية التي وسعت من نطاق الاستيطان الصهيوني في الاراضي الفلسطينية، ووضعت كل العراقيل التي من شأنها ان تخلق امرا واقعا يقضي على فرص حل الدولتين، وهيأت الواقع الموضوعي لامكانية الدمج بين مبدئي النقاء العرقي لشعب الدولة ووحدة اراضيها وفقا لاساطير التوراة الدينية، تنتقل اليوم للولادة الثالثة التي ستؤسس لاقامة اسرائيل الكبرى ، ولو عبر ولادة عسيرة وربما خطيرة كما يرى اقطاب اسرائيل الثانية لانها ستكون التجاوز الاول لحالة الاجماع التاريخي لمكوناتها في كيفية ادارة المواجهة مع الشعب الفلسطيني، لتتحول الى اول مراجعة جذرية لتركيبتها بكل اجهزتها، نحو اسرائيل اليمين الديني المتطرف الذي يقتضي اعادة النظر في بنية الدولة وفكرها ومؤسساتها وتاليا سياساتها.
وفي سياق النقاش المحتدم اليوم بين ابرز ممثلي دولة اسرلئيل الثانية حول المخاطر الجدية المحدقة بالدولة والناجمة عن رفض نتنياهو وممثلي الولادة الثالثة لاسرائيل من اليمين الديني المتطرف حول ضرورة عدم اضاعة ما يسمونها بلحظة الذروة التكتيكية التي حققها الجيش في كل من قطاع غزة وعلى الجبهة الشمالية للتوصل الى اتفاق لوقف الحرب، يجملَ تامير باردو رئيس الموساد السابق الأزمة الاسرائيلية بقوله للقناة 12 بإن "الجيش ينتصر في كل المعارك الميدانية بينما تخسر دولة اسرائيل الحرب"، ملقيا بكامل المسؤولية عن ذلك على نتنياهو الذي بقي اسير عقيدته القائمة على حماية بقاء حكومته على حد تقديره، ووفقا لباردو، فانه تبعا لذلك غير معني باستعادة الاسرى والمحتجزين ووقف الحرب.
اما يسرائيل حسون نائب رئيس جهاز الامن الداخلي "الشاباك" سابقا فقد اكد في معرض تعليقه على خطاب رئيس الحكومة الاسرائيلية في اعقاب اتساع نطاق الصخب حول تسريب الوثائق المتعلقة بالأسرى، على وجود خطر حقيقي داهم خلال اشهر قليلة ان لم يكن اسابيع على كل طبيعة الحكم في اسرائيل وهو اكثر خطرا من ايران وحزب الله وحماس على حد وصفه، في اشارة لمحاولات نتنياهو وحكومته لتفكيك كل منظومات الدولة القائمة عبر عملية تحريض واسعة ومباشرة ونزع شرعية كل من رئيس الشاباك وقائد الاركان والنيابة العامة واتهامه لقادة المؤسسة الامنية بالخيانة وبأنها تسعى لإقصائه. كما يقدّر حسون وباردو بأن رئيس الحكومة مصمم على تفكيك منظومة الدولة بكاملها لصالح بقائه في الحكم.
وعلى نفس الصعيد واذ ترى اوساط سياسية واعلامية اسرائيلية وعربية ان عودة الصراعات الاسرائيلية الداخلية الى الواجهة من جديد قد لا تعد حدثا بارزا حيث انها لم تغب طوال الحرب، الا انها حاليا تنتقل الى جوهر خطة الحسم السياسي. التي تشمل المساعي الحكومية لإحداث انقلاب كامل في هوية الجيش وقيادته وفي هوية قيادة الشاباك وفي الجهاز القضائي وتغيير بنيوي جوهري للرقابة القضائية على نشاط الحكومة والكنيست، مع امكانية كبيرة لشطب الاحزاب العربية في الداخل ومنعها جميعها او جزء منها من المشاركة في انتخابات الكنيست، لضمان كتلة متسيّدة من أقصى اليمين، استعدادا للانتقال باسرلئيل نحو ولادتها الثالثة، اسرائيل الكبرى التي تراهن على ادارة ترامب القادمة والمتغيرات المتوقعة في السياسة الامريكية لتنفيذ رؤيتها في شرق اوسط جديد، لا تحمل جغرافيته الجديدة اي من ملامح سابقتها اذ ستختفي دول وتتغير احجام وحدود دول اخرى.
هاني الروسان/ استاذ الاعلام والجيوبوليتيك في جامعة منوبة



#هاني_الروسان (هاشتاغ)       Hani_Alroussen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تعمد الشيخ نعيم قاسم عدم الربط الصريح بين لبنان وفلسطي ...
- لن يكون ترمب فلسطينيا او عربيا او ايرانيا.
- ترامب-الجديد-: استراتيجية بيع القوة وتغيراسس التحالفات الدول ...
- التسريبات الامنية: بناء اسرائيل الجديدة والسيطرة على الاقليم ...
- السياقات الترجيحية لرد اسرائيلي حاسم
- المواجهة الايرانية مع اسرلئيل والولايات المتحدة بين خطابين
- اسرائيل في الاستراتيجية الامريكية: من قيادة تحالف امني اقليم ...
- هل ما زالت امام ايران فرصة ؟؟؟
- دول الاعتدال العربي ووهم الاهمية: التوقيع على فصل الجبهة الش ...
- الصاروخ اليمني واعادة طرح الاسئلة
- الرد الايراني بعد البيان الامريكي القطري المصري
- الرد الايراني لن يكترث بمتلازمة الحرب الاقليمية
- هل سيستغل نتنياهو صاروخ مجدل شمس ؟
- هل سينهي تفعيل المجابهة في المتوسط الحرب على غزة؟
- انهيار ثقافة التعالي الصهيوني وراء العنف الوحشي على غزة
- هل يطيح اليمين الاسرائيلي بالدولة؟؟
- بعد موافقة حماس هل سترغم واشنطن اسرائيل على وقف الحرب؟؟
- اصرار واشنطن على وقف اطلاق النار وحدود المغايرة في الاستراتي ...
- الرد الايراني ولو بالذهاب الى حافة الهاوية
- وقف اطلاق النار وترتيب المنهزمين


المزيد.....




- تحرير معتقل أمريكي من سجون الأسد: فمن هو؟
- الأردن يستضيف اجتماعات عربية ودولية لبحث الوضع في سوريا السب ...
- مستشار بايدن: اتفاق بشأن غزة قد يكون وشيكا
- تجميد الدستور.. الحكومة المؤقتة بسوريا تتعهد بإقامة -دولة قا ...
- المغرب.. 5 سنوات حبسا لرئيس جماعة أحفير بتهمة الاتجار الدولي ...
- النرجسية في عالم العمل.. كلمات تكشف شخصية المتقدمين للتوظيف ...
- بيان سعودي بريطاني هام عن سوريا
- وزير خارجية الإمارات يبحث مع نظيره الإيراني التطورات الإقليم ...
- فرنسا: المشهد السياسي الجديد
- تونس تتسلم رئاسة مبادرة 5+5 دفاع لسنة 2025


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - احتمالات انتهاء الحرب وولادة اسرائيل الثالثة