أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - بعد موافقة حماس هل سترغم واشنطن اسرائيل على وقف الحرب؟؟















المزيد.....

بعد موافقة حماس هل سترغم واشنطن اسرائيل على وقف الحرب؟؟


هاني الروسان
(Hani Alroussen)


الحوار المتمدن-العدد: 7972 - 2024 / 5 / 9 - 18:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الان وبعد ان وافقت حماس على مقترح وقف إطلاق النار فانه لم يعد امام نتنياهو الذي فقد كل الخيارات ولم يبق له من اوراق يناور بها إلا أن يدفع بالحرب-الازمة لفتحها على كل الاحتمالات دون ان يمتلك اي ضمانة لاحتمال نجاح اي منها، بما فيها اجتياح رفح وارتكاب مجزرة إنسانية قد تكون الابشع، لكنها قد تنهي حقبة صعود اليمن الصهيوني التي بدأت منذ 1967.
وهنا لن نمل من تكرار القول ان السياقات التي حفت بهجوم السابع من أكتوبر قد حولت غزة من جبهة مواجهة محلية، إلى إحدى اخطر جبهات المواجهة بين قوى نظام دولي تفكك مكونه الأول بانهيار الإتحاد السوفييتي، فيما الثاني دخل مرحلة تفكك منذ نفس التاريخ، رغم زهو الصعود الذي رافق مرحلة عولمة الاقتصاد وما بدى عليه من صور صمود فضحته اكثر من واقعة ربما كانت آخرها انتهاء مرحلة الانتقال السلس للسلطة في امريكا التي تجلت وحشية مظاهرها في واقعة الكونغرس، وما سبقها خلال فترة حكم ترامب من خروج غير مألوف عن تقاليد السياسة الخارجية الأمريكية وانسحاب بريطانيا من الإتحاد الاوروبي ومحاولات استبدال النيتو باوكوس تمهيدا لبناء ما بات يعرف بنظام اقليم الاندو المفتوح والذي سيحول الشرق الأوسط، الى الغرب الأقصى للإقليم الهندي الباسيفيكي الصاعد في مواجهة الصين ولاحتواء مختلف قوى النظام الدولي الجديد الاخذ في التشكل.
ولذا فإنه لا يصح النظر الى جبهة المواجهة في غزة بنفس المعايير التقليدية لمفهومي الانتصار والهزيمة المتعارف عليهما في الحروب بين جانبي صراع، حيث أن المعيار الوحيد الذي يجب الاخذ به هو فقط اتجاه الحاصل الذي سيأخذه شكل اي اتفاق يمكن التوصل اليه فيما اذا كان سيكون في صالح قوى النظام الدولي الراحل ام لا.
واليوم ما بتنا نلحظة ولو بقدر ملتبس الوضوح من تخارج بين أهداف اليمين إلاسرائيلي وبين مصالح الولايات المتحدة، الذي اتضحت بعض ملامحه بعد اعراب واشنطن عن استعدادها لفصل مسار علاقاتها مع السعودية عن مسار تطبيع هذه الاخيرة مع اسرائيل وقبولها الشروط السعودية التي كانت لاسابيع ماضية مستحيل القبول بها، هذا الاختلاف يعكس نوع من تخوفات الدولة الامريكية العميقة من ان يؤدي ضيق أفق هذا اليمين الى إلحاق هزيمة استراتيجية بها في الاقليم من ناحية، ويؤكد من ناحية اخرى على اهمية احتواء السعودية، إذ من خلال ذلك يمكنها أحكام قبضتها على اوروبا احد اهم عناصر مبدأ مونرو لاستمرار سيطرتها على العالم واحتواء محاولات اختراقها روسيا بعزلها عنها من خلال الامساك باسواق ومصادر الطاقة في اسيا وافريقيا وربطها بها، كما انه لن يكون بمقدورها مجابهة الصعود الاقتصادي الصيني الضخم لو انهارت اتفاقية البترودولار.
كذلك فان واشنطن صارت اكثر اقتناعا بأن السعودية قد لا تقبل بالتطبيع مع اسرائيل والذهاب بعيدا في المقامرة بدورها القيادي للنظام العربي في ظل تنامي حجم أدوار منافسيها على هذا الصعيد، بدون اتفاق لحل القضية الفلسطينية يوفر قدرا من القبول الفلسطيني، تعلم إدارة بايدن يقينا ان التجربة المرة للسلطة الفلسطينية مع اسرائيل ستحول دون ذهابها هي الاخرى بعيدا في المقامرة لتوفير غطاء سياسي لأي طرف عربي آخر قد يطبع مع اسرائيل متجاوزا قرارات قمة ببروت.
وزيادة على ذلك فان النجاعة والفعالية التي باتت عليها الإستراتيجية الايرانية داخل الاقليم والانتشار البؤري في جغرافيته الذي يتسق ومعايير ما يسمى بالحروب غير المتناظرة، قد وفر لها ولأول مرة إمكانية ان تضع نفسها موضع إحدى دول المواجهة المباشرة مع اسرائيل، للإطاحة بجدوى كل اتفاقيات التطبيع في بناء نظام امني للاقليم، وجعلها اللاعب الأساسي في مفاصله الاستراتيجية والتوسع بها، كما لاح في تهديدات المتحدث باسم قوات الحوثي الذي أعلن الانتقال بالتصعيد إلى مرحلته الرابعة ما يعني استهداف السفن في البحر الأبيض المتوسط المتجهة إلى اسرائيل وفرض حصار عليها، ومضاعفة الاعباء الملقاة على عاتق الولايات المتحدة لتأمين الملاحة في المنطقة بعد فشلها في تفعيل ما اسمته بتحالف "حارس الازدهار" وزعزعة نفوذها التقليدى في المتوسط، إلى جانب مضاعفة حدة المخاطر الأمنية للثروة الغازية والنفطية فيه.
هذه المعطيات وغيرها فاقم من حدة التخارج بين أهداف نتنياهو للافلات من السجن، واليمين الديني للعودة إلى سياسات التهجير والاستيطان، من وراء استمرار الحرب وتوسيع نطاقها، وبين أهداف الولايات المتحدة بعدم الرغبة في التنازل عن بقاءها القوة الوحيدة المهيمنة على النظام الدولي، مع ما تتطلبه شروط ما قبل الذهاب إلى الحرب المباشرة دفاعا عن هذا البقاء كاحتواء خصومها، والذي على ما يبدو انه ما خلصت اليها واشنطن من استنتاجات بعد ان فشلت تجاربها السابقة في الوصول إلى نفس الأهداف عن طريق الصدام المباشر واللجوء الى ما يسمى بإعادة هندسة البيئة الاجتماعية لخصومها كما حاولت ذلك في كل من أفغانستان والعراق، وأن السبيل الافضل للوصول لذلك هو الحلول الوسط التي تمنحها الوقت الكافي لاعادة ترتيب أوراقها، لانهاك الخصم ثم تفتيت قوته.
وعليه فمن غير المنتظر ان تنجر واشنطن وراء نتنياهو بالذهاب لاجتياح رفح، الا اذا توفرت لها معلومات استخباراتية موثوقة تؤكد إمكانية تحقيق بعض أهداف الحرب، اذ بدون ذلك سيعني تبديد نتنياهو لآخر أوراقه والوقوف أمام حائط مسدود، وهنا تشير بعض الاوساط الدبلوماسية في تحليلها لما رشح من بعض التسريبات عن أجواء فحوى اخر اتصال هاتفي بينه وبين بايدن إلى إمكانية ان تلجأ واشنطن من خلال ما تبديه من عدم ممانعة صارمة وعن سبق اصرار إلى عملية خداع مزدوج، لدفعه لعملية ستكتب نهايته كأفضل سيناريو للتخلص منه في حال الفشل، وإذا ما حدث العكس وهو ما تستبعده عديد المستويات العسكرية فان البيت البيض سيسجل حضوره في مثل هذا الانتصار ويوظفه.
وعلى ضوء ما تقدم فهل يعني أن موافقة حماس على مقترح وقف إطلاق النار ستؤدي لوقف آلي للحرب، ام انها قبل ذلك ستعمق من شقة الخلاف بين إسرائيل والولايات المتحدة، التي ستجد نفسها في وضع حرج قد يضاعف من ضغطها على إسرائيل؟، الحقيقة ان استثنينا الاحتمال الأضعف لتوريط نتنياهو في رفح للتخلص منه، فالارجح ان واشنطن ستستغل الرفض الاسرائيلي لفترة وجيزة لحمل حماس على تقديم مزيد من التنازلات التي من شأنها توفير غطاء لاسرائيل لتعديل موقفها، ولكنها لن تذهب بعيدا في التلاعب بالسقف الزمني الذي قد يؤدي الى انهيار المفاوضات، إذ قبل الوصول إلى نقطة اللاعودة فان واشنطن ستكون معنية بارغام اسرائيل على القبول بإنهاء الحرب، لان بديل ذلك هو الذهاب إلى مجهول لن يكون في مصلحتها.
هاني الروسان/ استاذ الاعلام في جامعة منوبة



#هاني_الروسان (هاشتاغ)       Hani_Alroussen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اصرار واشنطن على وقف اطلاق النار وحدود المغايرة في الاستراتي ...
- الرد الايراني ولو بالذهاب الى حافة الهاوية
- وقف اطلاق النار وترتيب المنهزمين
- ما لا يمكن لواشنطن استدراكه بعد قرار وقف إطلاق النار
- هل توقف واشنطن الحرب قسرا؟؟
- لتجاوز الحرد السياسي إلى المراجعة العميقة
- كامالا هاريس تخاطب نتنياهو كما لو كان جونغ اون!!!
- تساوي الفرص
- جراحات امريكية تجميلية لترحيل الازمة
- ماذا وراء التلويح باجتياح رفح؟
- انقاذ الدور الاسرائيلي على حسب الدور السعودي
- البعد السياسي في قرارت لاهاي
- هل تعني السعودية ما تقول؟
- إسرائيل أصغر حجما من دورها
- ايران والحرب على غزة: الدولة بين واقعها وخيال حكامها
- حتى لا نبدد فرصة اكتوبر
- ليس تحليلا للخطاب ولكن: ماذا قال الشيخ نصر الله ؟؟
- هل يدفع اختراق اكتوبر واشنطن لمراجعة استراتيجتها الشرق اوسطي ...
- الامتحان الأصعب وربما المصيري
- لن تفرط السعودية بقيادة النظام العربي من اجل التطبيع


المزيد.....




- تحقيق لـCNN يكشف هوية أشخاص هاجموا مخيما داعما للفلسطينيين ف ...
- واحدة من أفضل الوجهات الصديقة للمسلمين.. هكذا جذبت كازاخستان ...
- الجيش الروسي يحرر بلدة جديدة في لوغانسك
- من هو الرئيس المؤقت لإيران محمد مخبر؟
- مظاهرة في إيطاليا تضامناً مع مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج
- تأكيد تنبؤات مثيرة لأينشتاين حول الثقوب السوداء
- مدفيديف: زيلينسكي اغتصب السلطة في أوكرانيا
- رئيس قرغيزستان يؤكد حتمية معاقبة الذين هاجموا السكن الجماعي ...
- -واينت-: مقتل 3 أشخاص بغارات إسرائيلية على الناقورة جنوب لبن ...
- الطيارون الأوكرانيون يتدربون على قيادة مقاتلات Dassault Alph ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - بعد موافقة حماس هل سترغم واشنطن اسرائيل على وقف الحرب؟؟