أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - هل تعني السعودية ما تقول؟














المزيد.....

هل تعني السعودية ما تقول؟


هاني الروسان
(Hani Alroussen)


الحوار المتمدن-العدد: 7867 - 2024 / 1 / 25 - 18:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في بعض التصريحات المنقولة على لسان وزير الخارجية السعودي، والتي أكد جانب منها بلينكن أثناء وبعد زيارته الأخيرة للمنطقة وكذلك قالته الوول ستريت جورنال بان السعودية تتمسك بشرط حل الدولتين للقبول بالتطبيع مع اسرائيل الذي ترى به واشنطن مدخلا لبلورة تشكيل الناتو العربي. فهل صحيح ان السعودية تعني ما تقول؟؟؟.
وباكثر صراحة هل ما تعنيه السعودية بحل الدولتين هو اقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من جوان 1967 وعاصمتها القدس الشرقية؟؟ ام دولة يُحدد مضمونها لاحقا كما يفعل الامريكيون عادة حيث يكثرون من الحديث عن هذه الدولة دون معرفة ما يعنون بذلك، ودون وضع آليات اقامتها؟.
ان الإجابة على ذلك تبثق فقط من تمثلات صانع القرار السعودي لدوره الإقليمي وزاوية تموضعه في المحيط الدولي من ناحية ومدى إيمانه بقدرته على لعب هذا الدور وفق شروطه في واقع الدولة من ناحية ثانية، مع العمل على توسيع هامش المناورة الذي ينجو به من الوقوع في الانعطافات العمياء.
وللحقيقة والتاريخ أيضا فان سياق تطور الاحداث منذ عام 1990 قد مهد الطريق أمام الرياض للعب هذا الدور - الذي شاكست من اجل الوصول اليه طيلة الخمسين سنة التي سبقت هذا التاريخ - دون مناكفات من عواصم الصراع على زعامة المنطقة في القاهرة وبغداد ودمشق، ولكن أيضا مع تعاظم أدوار الجوار في طهران وانقرة وتل ابيب التي لا تجد دعما مطلقا من واشنطن، بل تفويضا كاملا للقيام به.
واليوم تبرز أمامنا حقيقتان لا يمكن لأي عاقل انكارهما وتتبلور الصورة بشأنهما بادق تفاصيلها وهي ان القوة العربية تعاني فراغا خطيرا تسبب في ترك الاقليم لتتنازعه القوتان الايرانية والاسرائيلية اللتان تخوضان الان حربا ضروسا، يدفع ثمنها الفلسطيني .
وحتى لا يذهب في ظن البعض اننا نقصد بان الحرب الان في غزة هي حرب إيرانية بالوكالة، فإننا نؤكد عكس ذلك ونكرر ان فراغ القوة العربية وتتابع مسلسل التطبيع المجاني والتلطي خلف بيانات جوفاء امام تصاعد الغطرسة الاسرائيلية ضد الفلسطينيين هو الذي تسبب بهذه الحرب من جهة واتاح لايران ملء هذا الفراغ من جهة اخرى، وأن الظن العربي بان حل عقدة الخوف من إيران يكون بمواصلة الارتماء في الحضن الاسرائيلي سيكون المسمار الاخير في نعش النظام العربي، وأن الجهة ان لم تكن الوحيدة فانها الاكثر قدرة على منع كل ذلك هي السعودية التي تمتلك من عناصر القوة ما يمكنها من ذلك.
وما قد يشير الى اهمية وزن هذه العناصر التي تدركها واشنطن، وناتجة في بعضها عن الضغط السعودي هو ما صار يردده بلينكن عن ضرورة اقامة دولة فلسطينية كشرط سعودي للانخراط في التصور الأمريكي لمرحلة ما بعد الحرب وما نقلته اندريا ميتشيل في تقرير لها على شبكة NBC عن مسؤولين امريكيين إن بلينكن هدف من بدء رحلته الاخيرة إلى المنطقة بزيارة الدول العربية هو أن يحمل معه لنتنايو رؤيتهم لليوم التالي للحرب، والتي اختزلها وفقا للتقرير بمقترح الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مقابل التطبيع مع السعودية، غير انه رفض ذلك، وقال بأنه غير مستعد لعقد صفقة تسمح بإقامة هذه الدولة.
وتقول ميتشيل انه في سياق تجاوز هذا الرفض – الذي يستجيب للموقف السعودي - والإعداد لمرحلة ما بعد نتنياهو - التي يتطلع بايدن لرؤيتها عاجلا- فان بلينكن التقى بشكل منفصل مع أعضاء حكومته وزعماء إسرائيليين آخرين، بما فيهم زعيم المعارضة يائير لابيد، لتمهيد الأرضية المناسبة لاتفاق فلسطيني سعودي مع قادة إسرائيليين آخرين قبل تشكيل حكومة ما بعد نتنياهو -الذي تحول إلى بيرني مادوف إسرائيل على حد وصف عاموس هارئيل - التي ستقبل باقامة الدولة الفلسطينية.
ورغم اهمية ذلك، فإن ما يجب أن لا يغيب عن الذهن إن كل هذا الحراك لم يتجاوز بعد محاولة العودة إلى المربع الاول _حيث يُلاحظ ذلك بوضوح في مشروع الاتحاد الاوروبي للحل- خاصة وان اسرائيل كانت قد اقرت ضمنيا باقامة الدولة في اتفاقيات اوسلوا عندما قبلت باقتصار اعتراف منظمة التحرير بها فقط على المساحة التي لا تشمل اراضي الضفة الغربية وأن قمة بيروت 2002 بلورت ذلك بما صار يعرف بحل الدولتين مقابل التطبيع، وانه صار المطلوب اليوم ليس التأكيد على ما تم الاتفاق عليه بالأمس، بل وضع خطة صارمة لتنفيذه.
ان السعودية التي تدرك حجم الخوف الأمريكي من انزياح سياساتها نحو اي محور آخر، واهمية دورها في الترتيبات الأمريكية لامن الإقليمي مستقبلا، وتمتلك في الوقت نفسه الزمن الإقليمي بقوة، قادرة على استكمال ذلك- ان كانت تعني ما تقوله بحل الدولتين- بالضغط على واشنطن لاجبار إسرائيل على الانصياع لقبول اقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من جوان لانهاء هذا الصراع، كون ذلك الممر الاضطراري لتحقيق الأهداف السعودية اقليميا والانتقال بعلاقاتها مع إيران من واقعها الصراعي إلى علاقات تنافسية ستكون محكومة بعدد من الشروط التاريخية التي ستلعب لمصلحتها اكثر منها لمصلحة ايران، إلى جانب انهاء مصادر الاستقطابات داخل الاقليم كما انتبه لذلك جيك سوليفان في دافوس مؤخرا. وأما دون ذلك فانه سيعني تسييد إسرائيل على المنطقة وتجديد معارك الاستقطابات فيها وتمهيدها لحروب واضطرابات جديدة ستحول دون تحقيق اي رؤية تنموية مستقبلية او مشاريع اقتصادية كبرى من تلك التي اشارت اليها السفيرة السعودية لدى واشنطن من دافوس، وستؤدي في النهاية إلى ولادة دول تنافس على قيادة النظام العربي الذي لن يستمر بداخله فراغ القوة لفترة طويلة.

هاني الروسان/ استاذ الاعلام في جامعة منوبة



#هاني_الروسان (هاشتاغ)       Hani_Alroussen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل أصغر حجما من دورها
- ايران والحرب على غزة: الدولة بين واقعها وخيال حكامها
- حتى لا نبدد فرصة اكتوبر
- ليس تحليلا للخطاب ولكن: ماذا قال الشيخ نصر الله ؟؟
- هل يدفع اختراق اكتوبر واشنطن لمراجعة استراتيجتها الشرق اوسطي ...
- الامتحان الأصعب وربما المصيري
- لن تفرط السعودية بقيادة النظام العربي من اجل التطبيع
- قمة الجزائر: قمة التغيير
- الفخ الاوكراني وحسابات الحقل والبيدر
- الاستعداد الفلسطيني لاحتمالات تحريك عملية السلام
- دولة للحمقى والمجانين
- العرب يفكون ارتباطهم بفلسطين
- هل هو تمهيد فلسطيني للخروج من المقاربة الاخلاقية؟
- هل ينهار مشروع الامارات لتسييد اسرائيل
- التطبيع الاماراتي: تحالف ضرورات البقاء
- لكي لا تواصل اسرائيل تجاهل الممكن والبحث عن المستحيل
- بناء شراكة استراتيجية فلسطينية اردنية لمواجة الضم
- التطبيع الاماراتي مع اسرائيل مقدمة للاطاحة بالحق الفلسطيني
- للمحافظة على زخم معركة إسقاط صفقة القرن
- أيُعدّ ظهور العتيبة على صفحات يديعوت احرونوت دحلان لدور قادم ...


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية في مصر وسط مفاوضات -مكثفة- لإطلاق ...
- الأولى عربيا وأفريقيّا.. كيف قفزت موريتانيا على سلّم حرية ال ...
- عقوبتها تصل لنحو عقد.. جدل بعد الحكم على السعودية مناهل العت ...
- جعجع: دخول حزب الله الحرب إلى جانب حماس أضر بلبنان ولم يساعد ...
- بينهم 5 أطفال.. مقتل سبعة أشخاص في غارة على رفح وفزع أممي من ...
- اليوم العالمي لحرية الصحافة: غزة المكان الأكثر دموية وخطورة ...
- المئات من أسود البحر تستمتع بالشمس على أرصفة سان فرانسيسكو و ...
- باكستان تسلم نرويجيا مسلما لأوسلو لتحديد دوره بقتل مثليين
- بعد وعود طنانة... مسؤول أمريكي يعلن عجز واشنطن عن إرسال جميع ...
- -حماس- تكشف أهداف نتنياهو غير المعلنة من تهديداته المتكررة ب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - هل تعني السعودية ما تقول؟