أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - هل ينهار مشروع الامارات لتسييد اسرائيل














المزيد.....

هل ينهار مشروع الامارات لتسييد اسرائيل


هاني الروسان
استاذ جامعي مختص بالجيوبوليتيك والاعلم في جامعة منوبة ودبلوماسي

(Hani Alroussen)


الحوار المتمدن-العدد: 6665 - 2020 / 9 / 2 - 10:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا مجال للاختلاف حول تباين اهمية موقع اليمن بالنسبة للمملكة العربية السعودية مقارنة باهميته بالنسبة لدولة الامارات، اذ هو بالنسبة للرياض منطقة امن قومي، فيما هو بالنسبة لابو ظبي لا يتعدى كونه نطاقا استراتيجيا لنفوذ جديد تقتضيه قوة الدولة.
من هنا تبرز اهمية التساؤل عن اسباب قبول السعودية او سماحها لدولة الامارات ليس فقط باثارة الفوضى في منطقة امنها القومي بل والتورط معها بحرب طويلة دون امكانية لحسمها حيث تتقاطع في الموقع اليمني مصالح عدة قوى فاعلة في النظام الدولي.
ولصعوبة تبني تفسير ما لسبب قبول السعودية بهذا التورط سواء تعلق بايران والحد من نفوذها الاقليمي الذي قد وجد له فرصة بعد رحيل نظام علي عبدالله صالح ام تعلق بنوع من الصراع الخفي بينهما اقتضى ان يأخذ اطارا تحالفيا، فان الاهم من ذلك التفسير هو التساؤل عن الاسباب الاماراتية في الذهاب الى اليمن تحت نفس الذريعة الايرانية وهل هذا هو السبب الحقيقي؟
وهنا لا ينفصل النظر في الاسباب الاماراتية بالذهاب الى اليمن عن اسبابها في محاولات التوغل ومد النفوذ والسيطرة في عدد كبير من الدول الافريقية وخاصة منها ذات الشواطئ والموانئ الاستراتيجية والتي قد لا تُفهم بدقة خارج سياق تسلسلها الزمني خاصة عندما يرتبط هذا التسلسل باحداث نوعية.
فبعد فراغ القوة على مستوى قيادة النظام الاقليمي الذي احدثه الغزو الامريكي لبغداد ولاستكمال انتقال هذه القيادة الى منطقة الخليج عبر محاولة جر سوريا الى مواجهة غير مباشرة مع اسرائيل في لبنان عام 2006 والتي ترافقت مع تصريحات وزيرة الخارجية الامريكية انذاك كونداليزا رايس حول ما اسمته بالشرق اوسط الجديد بدأت بواكير التحرك الاماراتي في تلك المناطق تظهر للعيان ابتداء من عام 2002 عبر اشكال متنوعة ابكرها كان السياسي واحيانا الانساني ثم الاقتصادي فالعسكري الذي تصاعد مؤخرا.
واللافت خلال نفس الفترة انه بدأت تتسرب الى وسائل الاعلام بعض المعطيات عن علاقات اسرائيلية اماراتية تعود في جذورها حسب جاكي خوجي محرر الشؤون العربية في إذاعة الجيش الإسرائيلي الى تسعينيات القرن الماضي، كما اكد ذلك في مقال له بصحيفة "معاريف"، حيث اشار الى انه في عقد التسعينات، ولسنوات عديدة، تم افتتاح ممثلية تجارية إسرائيلية رفيعة المستوى في إمارة دبي.
وعلى هذا الصعيد يُشار الى ان علاقات التطبيع الاقتصادية الفعلية بين الجانبين بدأت مع تأسيس إمارة دبي بورصة للماس عام 2004، للدخول في نشاط تجاري يخضع لهيمنة التجار اليهود، ما يعني قبول الإمارات بشكل ما من العلاقات مع إسرائيل.
وفي فترات لاحقة تزايد الحديث عن اشكال متنوعة من العلاقات العسكرية والاستخباراتية وخاصة في مجال الامن السيبراني وسعت الامارات الى الاستفادة القصوى من خبرات ضباط الامن الاسرائيليين المتقاعدين وتم تطوير عدة برامج تجسس مشتركة، وتمكنت عديد الشركات الاماراتية من تطوير آليات عملها.
وكانت "يديعوت أحرونوت" قد كشفت نهاية العام الماضي أن شركة "دارك ماتر" كانت تبحث عن خريجين من وحدة الاستخبارات التابعة للجيش الإسرائيلي، لتجذبهم بمرتبات ضخمة تبلغ 100 ألف دولار، ومكافآت إضافية، ومنازل فاخرة في قبرص. للعمل كمصميمي برامج لمكاتبها في قبرص وكندا. ووفقا لنيويورك تايمز فان مبرمجين إسرائيليين يديرون أيضًا مكتب الشركة في سنغافورة. وتعاقدت الإمارات عام 2014 مع شركة "إن إس أو" الإسرائيلية، لاستخدام برنامجها "بيجاسوس" لاختراق أجهزة "الأيفون" لعد من الزعماء السياسيين.
هذا السياق الزمني لتطور وطبيعة العلاقات الاماراتية الاسرائيلية يشير بقدر كبير من الوضوح الى ان هذه العلاقات تتجاوز مفهوم وواقع العلاقات التطبيعية بينهما الى شكل من اشكال التحالف الاستراتيجي، وان الاعلان عن علاقات تطبيع رسمية يأتي في اطار استكمال بنية هذا التحالف.
كذلك فان السياسات الاماراتية الاقليمية السابقة لهذا الاعلان لا يمكن تفسيرها الا بنفس الاطار اي اطار التحالف الاستراتيجيي مع اسرائيل وتقاسم الدور الوظيفي فيه بينهما بطبيعة الحال ضمن الرؤية الامريكية لمحاولة الابقاء على الانفراد الامريكي بقيادة النظام الدولي.
من هنا فقد يكون مقبولا فهم اسباب الذهاب الاماراتي لليمن مثلا مصحوبا بالسعودية على انها سعي لتحقيق هدفين على الاقل متكاملين اولهما اضعاف المملكة العربية السعودية من خلال العبث ببنية امنها القومي التي تتصف بحساسية بالغة وبالتالي تفرد الامارات بموقع قيادة النظام العربي خاصة في ظل تحقيق الهدف الثاني المتمثل في زيادة نفوذ وتحكم ابو ظبي في سلسلة الموانئ الاستراتيجية والمنافذ البحرية بمد سيطرتها على أرخبيل سقطرى في الساحل الجنوبي للجزيرة العربية ونقطة التقاء المحيط الهندي ببحر العرب بهدف احكام السيطرة على الضفة الشرقية من مضيق باب المندب وبحر اليمن.
اذا صح هذا الميل وهو الاكثر واقعية حيث لا وجود لاية اسباب جيواستراتيجية تدعو الامارات لهذا التهافت على العلاقة مع اسرائيل باستثناء طموح ساذج لتسويق نفسها كوكيل اقليمي لقيادة النظام العربي بحماية اسرائيلية امريكية، فانه سيكون لهذا الاتفاق اثرا بالغ الخطورة على الامن القومي العربي عامة والامن القومي السعودي خاصة بقدر لا يقل عن الخطر الذي يتهدد الحقوق الوطنية الفلسطينية حيث ستكون اسرائيل هي السيد والقوة الفعلية بهذا التحالف.
ويبقى ان نسأل فيما اذا كان هذا الوعي السعودي المتأخر بمخاطر تسييد الامارات لاسرائيل هو السبب في تراجع بعض العرب عن القيام بخطوات مماثلة رغم التفاؤل والضغط الامريكيين، وهل سيكون ذلك بداية تفكك عرى تحالف بدأ منذ عام 2012 وانهيار لمشروع العصر الاسرائيلي؟ الاسابيع القليلة القادمة قد تكشف عن ذلك.



#هاني_الروسان (هاشتاغ)       Hani_Alroussen#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطبيع الاماراتي: تحالف ضرورات البقاء
- لكي لا تواصل اسرائيل تجاهل الممكن والبحث عن المستحيل
- بناء شراكة استراتيجية فلسطينية اردنية لمواجة الضم
- التطبيع الاماراتي مع اسرائيل مقدمة للاطاحة بالحق الفلسطيني
- للمحافظة على زخم معركة إسقاط صفقة القرن
- أيُعدّ ظهور العتيبة على صفحات يديعوت احرونوت دحلان لدور قادم ...
- لافشال قرار الضم الاسرائيلي
- أبو مازن” الذي رافق عملية السلام إلى حدود الهاوية يلقي اليوم ...
- مسلسل النهاية الذي عرى مفهوم السلام المشوه
- ملاحظات على هامش ادارة ازمة كورون.......هل تتغير آليات تفكير ...
- التطبيع مساحة الخلاف التي يحبذها البعض
- تدهور المكانة التفاعلية للنظام العربي طريق اسرائيل للاطاحة ب ...
- هل ستكون سوريا ضحية ايران الجديدة ؟؟
- تدويل الازمة السورية واحتمالات الحرب
- في الذكرى الاولى للثورة المصرية الصراع على تصحيح العلاقة بين ...
- الإستراتيجية الأميركية الجديدة: إعادة تكييف قوة الهيمنة على ...
- برهان غليون يستعجل الغزو الاجنبي لسوريا !!!.
- البوابة العراقية: لتفعيل الفوضى الخلاقة واسقاط سوريا والنمطق ...
- الدعوة السعودية لوحدة الخليج محاولة للاختباء خلف جدار العاصف ...
- التصادم بين الرغبوي والموضوعي


المزيد.....




- رئيس لبنان يعلق بعد تصريحات المبعوث الأمريكي لسوريا عن -تهدي ...
- ماذا يحدث في محافظة السويداء جنوبي سوريا؟
- بدعم من مصر وإيران.. هل تناور الصين لإسقاط النفوذ الأميركي ...
- فخامة السيد محمود عباس رئيس دولة فلسطين يعزي في وفاة المناضل ...
- الصحافة في عصر الذكاء الاصطناعي.. فرص ذهبية وتحديات أخلاقية ...
- إسرائيل -تستهدف دبابات- بالسويداء فيما تتقدم قوات حكومية بات ...
- المُمول السخي لليمين المتطرف الفرنسي: من هو الملياردير بيار- ...
- السويداء تشتعل مجددًا وإسرائيل تدخل على الخط: ما مصير الجنوب ...
- برشلونة يعلن تعاقده مع الشاب سوري الأصل بردغجي قادما من كوبن ...
- شاهد.. سرايا القدس تستهدف مواقع قيادة إسرائيلية بحي الشجاعية ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - هل ينهار مشروع الامارات لتسييد اسرائيل