أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - مسلسل النهاية الذي عرى مفهوم السلام المشوه














المزيد.....

مسلسل النهاية الذي عرى مفهوم السلام المشوه


هاني الروسان
(Hani Alroussen)


الحوار المتمدن-العدد: 6550 - 2020 / 4 / 30 - 22:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مسلسل النهاية الذي عرى مفهوم السلام المشوه

قد لا يسعف الخيال اي منا في ان يرى لوحة اكثر حزنا في التاريخ ومدعاة للسخرية من لوحة ترسم قسمات حزن وشفقة لضحية على جلادها الذي لم يتوقف منذ مائة عام ولو لحظة واحدة عن الهاب ظهرها بسياط ظلمه وقهره وعنجيته وغبائه.
ولكن عندما يتعدى من عمر السلام المشوه اكثر من اربعين عاما بكل ما حملته من محاولات لتزوير التاريخ والارادة وتستفيق بعداها على بيان للخارجية الاسرائيلة تنتقد فيه مسلسلا مصريا يتوقع نهاية دولة الاحتلال الصهيوني، تدرك انك من المحضوضين الذين اسعفهم ذلك الخيال لتبدي حزنا وشفقة على جلاد لم يفهم حتى للقوة من معنى الا انها قوة الرصاص والقتل.
احتلال لم يفهم كما فهمت كل اشكال الاجتماع البشري التي عُرفت منذ فجر الانسانية الاول والى يومنا هذا ان للقوة اشكال كثيرة وانها الاكثر حركة وتغيرا وتنقلا على محور الزمن وانها قبل كل شئ هي حاجة للذات كما هي حاجة الاخر، وان الوصول اليها ان لم يكن عملا واعيا فانه قد يكون فعل لا ارادي تقتضية ضرورات الوجود المتوازن.
والمضحك بل والمثير للشفقة ان قادة اسرائيل لم يدركوا ان الاستخدام الامثل للقوة هو في استعمالها لتكريسها هندسة وجود متكافئ، يخلو من اي نزوع استأصالي، اولا لاستحالة تحويله الى واقع مادي لانه مخالف لنواميس البقاء المتوازن، وثانيا لانه يؤسس لاستئناف صراع اشد قسوة تميل فيه القوة وفقا لقانون حركتها على محور الزمن الى الطرف الاخر، ما يعني ان قادة اسرائيل الحاليين يقامرون بمستقبل الابناء القادمين.
فهل اكتشفت اسرائيل اليوم مع هذا الاقبال الكبير على مسلسل النهاية وبعد كل هذه السنوات من العدوان ان للسلام قوانين وقواعد وان ضمانته الحقيقية هي الشعوب وليست الانظمة، اما انها ستواصل سياسة الاحتجاج الواهي في ظل الامعان على استخدامها لنوع واحد من القوة المجردة من اي بعد اخلاقي او انساني او حتى قانوني⸮
من المؤكد اننا لسنا الان بصدد الاجابة على سؤال من هذا القبيل، ولكنا نورده لكي نقول ان استمرارها في تجاهل قواعد العيش المشترك في المنطقة قد يجعلها ليس بعد اربعين سنة اخرى بل باقرب مما تصور في مواجهة ليس مسلسلا او مسرحية بل امام موجة قاسية من استئناف الصراع.
وان لم تدرك اسرائيل هذه الحقيقة او لا ترغب في ادراكها - وهو الارجح - في المدى المنظورفعلى اصدقائها ان يدفعوها والا فان القوى المعنية بالمحافظة على الامن الدولي عليها ان تحمل مسؤوليتها في هذا الشأن لانه لم يعد مبررا الاستمرار في النهج المشوه للسلام، الذي عبر الشعب المصري العظيم اليوم عن رفضه له من خلال هذا الاقبال الكبير على متابعة مسلسل النهاية ، ليبدد بذلك وهما اسرائيليا مثيرا للشفقة حول امكانية فرض سلام لا يستجيب لشروط السلام القائم على العدل والانصاف، ويعري فهما متهافا لقانون القوة يجبر شعبا على القبول بسلام لا يعيد للشعب الفلسطيني حقه في بناء دولته المستقلة كما بقية شعوب الارض.



#هاني_الروسان (هاشتاغ)       Hani_Alroussen#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات على هامش ادارة ازمة كورون.......هل تتغير آليات تفكير ...
- التطبيع مساحة الخلاف التي يحبذها البعض
- تدهور المكانة التفاعلية للنظام العربي طريق اسرائيل للاطاحة ب ...
- هل ستكون سوريا ضحية ايران الجديدة ؟؟
- تدويل الازمة السورية واحتمالات الحرب
- في الذكرى الاولى للثورة المصرية الصراع على تصحيح العلاقة بين ...
- الإستراتيجية الأميركية الجديدة: إعادة تكييف قوة الهيمنة على ...
- برهان غليون يستعجل الغزو الاجنبي لسوريا !!!.
- البوابة العراقية: لتفعيل الفوضى الخلاقة واسقاط سوريا والنمطق ...
- الدعوة السعودية لوحدة الخليج محاولة للاختباء خلف جدار العاصف ...
- التصادم بين الرغبوي والموضوعي
- السياق ألسببي لصعود الإسلام السياسي
- الصراع لاجل سوريا لا عليها
- التردد في التغيير: من الفوضى في التفكيرالى الفوضى في السلوك
- العوبة اجهاض نضوج عوامل القابلية الثورية
- ماذا وراء تصاعد حدة التهديدات الاسرئيلية بمهاجمة ايران ؟؟
- الردع السوري زمن الاحادية القطبية
- عندما يحلل هيكل...!!!
- اميركا تدفع ايران للتجول على شفير الهاوية
- الثورات العربية في السياسة الامريكية: استراتيجية التشكيك من ...


المزيد.....




- ضابط روسي: تحرير -أوليانوفكا- ساهم بانهيار خط دفاع أوكراني ب ...
- تصريح غريب ومريب لماكرون عن سبب عدم فرنسا من مشاركة إسرائيل ...
- طهران للوسطاء: لا تهدئة قبل استكمال الرد الإيراني على إسرائي ...
- فيديو.. الأمن الإيراني يطارد -شاحنة تابعة للموساد-
- إسرائيل تقلص قواتها في غزة لأقل من النصف.. ما علاقة إيران؟
- إسرائيل.. ارتفاع عدد القتلى بعد انتشال جثتين من تحت الأنقاض ...
- -منتدى الأعضاء السبعة-.. متى وكيف قررت إسرائيل ضرب إيران؟
- فيديو.. قتلى ومصابون في هجوم إيراني جديد على إسرائيل
- فيديو.. صاروخان إيرانيان يشعلان النار بمحطة طاقة في حيفا
- تقرير -مخيف- عن الدول التسع المسلحة نوويا.. ماذا يحدث؟


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - مسلسل النهاية الذي عرى مفهوم السلام المشوه