أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - الامتحان الأصعب وربما المصيري














المزيد.....

الامتحان الأصعب وربما المصيري


هاني الروسان
(Hani Alroussen)


الحوار المتمدن-العدد: 7766 - 2023 / 10 / 16 - 12:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما قامت به قوى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وبكل المقاييس وفي سياقه القاسي عملا يحاكي الخيال، إذ انه لم يشكل فقط نجاحا عسكريا يصعب على دول ذات قوة وتاريخ عسكري واستراتيجي ان تقوم به، بل إنه شكل مفاجأة استخاراتية صاعقة في مواجهة قوة عسكرية مدججة ليس فقط بأحدث الأسلحة بل بارفع تكنولوجيات الاتصال والتجسس والتنصت وجيش من الجواسيس هذا باستثناء التنسيق الأمني والمعلوماتي مع عديد الدول الإقليمية والعالمية، وفوق هذا كله امتلاكها للسيطرة على الأرض وما تحتها وما فوقها.
والجديد ايضا في هذا العمل العسكري الفلسطيني في مواجهة اسرائيل، هو انتقال عنصر المبادئة من اليد الاسرائيلية إلى اليد الفلسطينية، ما يعني ان حسابات الفعل وردود الفعل عليه اسرائيليا ودوليا قد وضعت في الاعتبار وانها خضعت لتدقيق شامل من حيث النوع والمدى الزمني، لأن الاعتقاد البديهي وربما اليقين الطبيعي ان عملا بهذا الحجم والنوع لن يكون فرقعة اعلامية او لحسابات تحقيق مكاسب سياسية هنا وهناك على حساب هذا الطرف او ذاك، بل هو عمل ينطوي على مضمون سياسي وأهداف بعيدة المدى.
وفصائل المقاومة تدرك جيدا ان السلاح هو في نهاية المطاف وسيلة لتحقيق أهداف محددة وانه ليس هدفا بحد ذاته، ولذا فان السؤال هنا يتعلق بدقة الحسابات التي اخذتها فصائل المقاومة بعين الاعتبارات قبل أن تنطلق بهذا العمل العسكري الضخم الذي ولا شك انه سيترتب على نتائجه الكثير من الانعكاسات العميقة.
وعلى هذا المستوى تشي كافة المؤشرات والتصريحات التي سمعناها من قادة الفصائل بان هذه الخطوة كان قد أُعد لها منذ زمن ليس بالقريب وقد اُتخذت كل الاستعدادات لمواجهة تداعياتها، بل وهناك ما يشي بما هو ابعد من ذلك على مستوى التخطيط للتدحرج بهذه المعركة لمديات زمنية طويلة ووضع النتائج والغايات المتوخاة من ورائها والاطراف التي يمكن ان تكون جزاء منها.
ان المجريات الراهنة لمراحل سيرهذه الحرب في يومها الثالث وعلى النحو الذي تجري به تؤكد انه سيكون لها ما بعدها وان قواعد الاشتباك كما قواعد اللعبة السياسية لن تعود كما كانت عليه، وأن على كافة الأطراف ان تستعد جيدا لتقديم التنازلات الموجعة وربما المصيرية التي ستحدد شكل البقاء ونوعية التعايش.
وهنا السؤال يدور عن الطرف الذي سيكون مدعوا اكثر من الطرف الآخر للانصياع لنتائج هذه الحرب، التي تلوح بذورها في الافقين الإقليمي والدولي، هذا علاوة على أسبابها في تصاعد العدوانية والوحشية التي تترجمها وتجسدها حكومة يمين ديني متطرف ومتغطرس مدعوم من حركة استيطانية عنصرية وارهابية متوحشة دنست المقاسات وحرقت ودمرت الممتلكات وقتلت الأطفال والآمنين من الكبار والنساء وخلقت البيئة المناسبة لحكومة اليمين المتطرف لسد كل أفق سياسي، كما ذهبت لحصار السلطة الفلسطينية الشريك المفترض لها في عملية السلام وعرقلة عملها لاضعافها ووضعها موضع الشريك غير المؤهل في اي عملية سياسية.
وفي هذا لابد من الاشارة إلى الموقف الرسمي الفلسطيني وموقف الرئاسة الفلسطينية الذي يمكن قراءته من جهة على انه وفر غطاء سياسيا غير مباشر لهذه العملية العسكرية عندما أكد البيان الصادر عن الرئيس ابو مازن ان من حق شعبنا الدفاع عن نفسه، ووضع العملية في خانة رد الفعل على الأفعال الاجرامية للاحتلال الصهيوني، كما تحركت الدبلوماسية الفلسطينية بهذا الاتجاه، وفعلت نشاطها نحو توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني واجبار إسرائيل على الانصياع لاستحقاق عملية السلام التي قتلتها إسرائيل ووقف العدوان المباشر على الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده، ومن جهة ثانية على انه مؤشر واستعداد لمحاولة رأب الصدع وتوحيد الصف الفلسطيني الذي بات يتطلب من الأطراف الأخرى ان تتقدم بعض الخطوات.
ان هذه المعركة النوعية والتي ضربت في العمق واسقطت نظرية الامن الاسرائيلي الزائفة ودقة الحسابات التي بنيت عليها والإجراءات الواهية التي رافقتها وخاصة منها مصادرة الأراضي وشق الطرق الالتفافية وإقامة الحواجز والجدرانها ستكون اختبارا صعبة وربما مصيريا، ليس فقط لامكانيات التجاوز الفلسطيني-الفلسطيني بل لارساء قواعد لعبة قد تمتد لسنوات طويلة تحدد معها مصير الأرض والانسان


هاني الروسان/ استاذ الاعلام في جامعة منوبة



#هاني_الروسان (هاشتاغ)       Hani_Alroussen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن تفرط السعودية بقيادة النظام العربي من اجل التطبيع
- قمة الجزائر: قمة التغيير
- الفخ الاوكراني وحسابات الحقل والبيدر
- الاستعداد الفلسطيني لاحتمالات تحريك عملية السلام
- دولة للحمقى والمجانين
- العرب يفكون ارتباطهم بفلسطين
- هل هو تمهيد فلسطيني للخروج من المقاربة الاخلاقية؟
- هل ينهار مشروع الامارات لتسييد اسرائيل
- التطبيع الاماراتي: تحالف ضرورات البقاء
- لكي لا تواصل اسرائيل تجاهل الممكن والبحث عن المستحيل
- بناء شراكة استراتيجية فلسطينية اردنية لمواجة الضم
- التطبيع الاماراتي مع اسرائيل مقدمة للاطاحة بالحق الفلسطيني
- للمحافظة على زخم معركة إسقاط صفقة القرن
- أيُعدّ ظهور العتيبة على صفحات يديعوت احرونوت دحلان لدور قادم ...
- لافشال قرار الضم الاسرائيلي
- أبو مازن” الذي رافق عملية السلام إلى حدود الهاوية يلقي اليوم ...
- مسلسل النهاية الذي عرى مفهوم السلام المشوه
- ملاحظات على هامش ادارة ازمة كورون.......هل تتغير آليات تفكير ...
- التطبيع مساحة الخلاف التي يحبذها البعض
- تدهور المكانة التفاعلية للنظام العربي طريق اسرائيل للاطاحة ب ...


المزيد.....




- رئيس الحكومة السورية: وضعنا الحالي صعب بسبب التركة الإدارية ...
- جنود إسرائيليون في هضبة الجولان خارج المنطقة العازلة - بي بي ...
- الخارجية الروسية: هناك خطر من أن يعاود تنظيم داعش نشاطه في س ...
- خامنئي: الولايات المتحدة وإسرائيل وراء ما حدث في سوريا
- في ظل تعذر إقرار ميزانية 2025.. فرنسا تلجأ إلى -قانون خاص-
- ماذا الذي استهدفته أكبر عملية في تاريخ سلاح الجو الإسرائيلي ...
- زيارة بايدن إلى أفريقيا.. السياقات والمؤشرات
- هآرتس: محاكمة نتنياهو أظهرت تقلب وجوهه ووهم الديمقراطية
- دراسة: 43% من نزلاء الفنادق يحتفظون بعبوات الشامبو.. ما سر ه ...
- حرق ضريح حافظ الأسد في مسقط رأسه باللاذقية


المزيد.....

- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - الامتحان الأصعب وربما المصيري