أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - هل هو تمهيد فلسطيني للخروج من المقاربة الاخلاقية؟














المزيد.....

هل هو تمهيد فلسطيني للخروج من المقاربة الاخلاقية؟


هاني الروسان
(Hani Alroussen)


الحوار المتمدن-العدد: 6673 - 2020 / 9 / 10 - 09:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يكون من بين اهم ما تضمنه البيان الصادر عن اجتماع قادة الفصائل الفلسطينية الخميس الماضي هو ما وصف بمناقشة قواعد الاشتباك مع الاحتلال، وتفعيل العاملين الإقليمي والدولي الى الحد الذي لا يستوجب معه التوقف امام ما جاء به حول التوافق على وسائل مواجهة الاحتلال بكل الوسائل التي تكفلها المواثيق الدولية لان ذلك سيكون احد مخرجات ما ستتمخض عنه طبيعة مراجعة قواعد الاشتباك في سياق تشخيص دقيق لاتجاهات وآليات تفاعلات هذين العاملين، فهل يمكن ان يتم ذلك في اطار رؤية تمهد للخروج من نطاق المقاربة الاخلاقية؟.
وللتوقف امام ذلك واخذه على محمل الجد لا بد من التحوط عند قراءة المضمون الدلالي لهذا البيان، اذ يذهب المختصون في تحليل الخطاب للقول ان معنى النص خارج سياقه لا معنى له وان مبنىاه يحتل ما يتجاوز بكثير نصفه كمقام يسوّقه لدى العامة من المتلقين لتأخذهم الحماسة والتصفيق له ثم تبنيه.
وان كانت تلك احدى بديهيات محاولات فهم اي نص الى جانب شروط اخرى، فان ما قد يعفينا منها في محاولة الفهم هنا وبدرجة كبيرة من المجازفة الآمنة هو ان في النظرة الى الوراء لا نجد سوى تصلب متواصل ومتصاعد ابداه الرئيس محمود عباس وقادة الفصائل ليس فقط ضد محاولات ترامب تمرير صفقة القرن بل والعمل على الانفكاك من آليات ومرجعيات عملية السلام التي افرزتها اوسلو.
وقد بدا واضحا وتجلى اكثر هذا الصمود والتصعيد في الرفض لتوفير اي غطاء فلسطيني ولو بالصمت لتمرير اية محاولة دولية او اقليمية على غرار ما حاولته دولة الامارات لاستغلال جائحة كورونا للحصول ولو على ذلك الصمت، وتحمل الشعب الفلسطيني جراء ذلك العديد من المصاعب والحصار السياسي والاقتصادي طال قوته اليومي.
وهنا بغض النظر عما اذا كان ما تضمنه بيان قادة الفصائل لجهة مراجعة قواعد الاشتباك وتفعيل العاملين الاقليمي والدولي هو وعي جماعي لاستراتيجية تموقع وتحالف جديدة كان الرئيس عباس قد مهد لها بالتمرد على ادارة ترامب او تطويرا لها، فانه بات من المطلوب ان تترافق هذه الرؤية لكي تتحول الى آلية عمل مع تغييرات عميقة على مستويي الخطاب والاداء بكل ما يتطلبانه من شروط هيكلية وسياسية وفكرية.
فلم يعد خافيا الان ان النظام الدولي يمر بمرحلة انتقال يتصادم فيها القديم بالجديد الى حدود لا تُستبعد فيها بعض المواجهات العسكرية متعددة الاطراف والعابرة للحدود.
فالمختصون في العلوم السياسية والعلاقات الدولية يعرفون انه لا يمكن لاي نظام دولي جديد ان ينبثق من فراغ جغراسياسي او من نفس الترتيب الجيوسياسي القديم وان المنطق يقود للاعتراف باننا ازاء اعادة ترتيب جيوسياسي جديد تتوقف على عمقه طبيعة النظام الدولي القادم وشكل تفاعلات هياكله التي ستتسم في وقت لاحق بدرجة كبيرة من الاستقرار الى حين انقلاب جديد في مستويات واتجاهات القوة فيه.
والجديد في الصراع على قيادة النظام الدولي المتوقع انه لا يُنهي بشكل قاطع تركة نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية ويسقط الاعتبارات الايديولوجية والعقائدية الواهية فقط بل انه يأتي بين مكونات الفلك الاقرب لنواة معسكر نظام ما بعد الثنائية القطبية ليهدده بتفتت تدريجي لن تكون مختلف نتائجه الا في مصالحة القوى الجديدة التي لا معسكر لها اساسا بعد ان انفردت امريكا بقيادة النظام الدولي منذ اختفاء الاتحاد السوفييتي.
وهذا يؤشر الى احتمال توسع الانشغالات الامريكية على مستوى الصراع لقيادة النظام الدولي اذ سيكون الى جانب اهتمامها بالمواجهة المفتوحة مع الصين وروسيا وغيرهما من القوى الصاعدة فانها ستكون امام خيارات صعبة على صعيد انتقاء بعض حلفائها في المنظومة الجديدة والتخلي عن البعض الاخر.
يضاف الى ذلك، الانشغال بطبيعة وحجم المكانة التي ستتبوأها في تلك المنظومة حيث تتوقف في النهاية على حجم القوى الصاعدة وقدرتها على الاستمرار في الصراع لتحسين شروط تموقعها قبل ان يأخذ النظام القادم شكله النهائي.
في المقابل فانه قد تتوفر فرصة نادرة وغير مسبوقة في العلاقات الدولية من الحرية لدول وقوى الاطراف للاصطفاف بين قوى الصراع على قيادة النظام الدولي في النطاق الذي لا يشكل خرقا فادحا لرؤية الجيوبوليتكيين في التقسيم الجغرافي للعالم ما لم يكن محمولا على قوة تغيير قاهرة.
وهذه الفرصة لحرية الاصطفاف ستوفر بدورها قدرا كبيرا من المغايرة للتقاليد الكلاسيكية في بناء التحالفات الدولية قد يضعُف فيها العامل الجغرافي كنقطة ارتكاز او حسم في ظل التطور المتسارع في تكنولوجيات وسائل الاتصال الحديثة التي باتت تسمح بعلاقات عابرة للحدود والقيود.
ونفترض في هذا الاطار ان ما اشار اليه بيان قادة الفصائل الفلسطينية من ضرورة مناقشة قواعد الاشتباك وتفعيل العاملين الاقليمي والدولي يحمل في طياته الكثير من الفهم العميق لخصائص الصراع الراهن على قيادة النظام الدولي وما توفره من مرونة في تشكل هذه التحالفات الجديدة قد يؤسس لبدايات تحالفات من نوع اخر لم تتضح بعد حدودها ونوعيتها.
كذلك فانه من المستبعد ان لا يكون هناك ادراك اعمق لفهم الاستراتيجية الامريكية القائمة على محاولة التمسك بالقديم عبر القوى القديمة الاكثر قربا لطبيعة مشروعها وانها في هذا السياق لن تُخرج من حساباتها امكانيات التنازل عن بعض المفاصل الاخرى.
ان تفعيلا واقعيا ومجديا للبعدين الاقليمي والدولي لإعادة النظر في قواعد الاشتباك مع دولة الاحتلال الصهيوني يتطلب التدقيق في فاعلية الموقع الفلسطيني في شبكة تفاعلات النظام الدولي الراهن ومعرفة امكانيات التموقع في شبكة التفاعلات المنتظرة والاصطفاف الى جانب القوى التي تعتقد بفاعلية هذا التموقع واهميته.
لقد حان الوقت للخروج بالقضية الفلسطينية من نطاقها الاخلاقي حيث بات واضحا مدى التراجع الكبير للمقاربة المثالية في العلاقات الدولية خاصة في الآونة الاخيرة والدخول بها الى نطاق ومقاربات تبادل المصالح المشتركة.

هاني الروسان/ استاذ الاعلام والاتصال في الجامعة التونسية



#هاني_الروسان (هاشتاغ)       Hani_Alroussen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ينهار مشروع الامارات لتسييد اسرائيل
- التطبيع الاماراتي: تحالف ضرورات البقاء
- لكي لا تواصل اسرائيل تجاهل الممكن والبحث عن المستحيل
- بناء شراكة استراتيجية فلسطينية اردنية لمواجة الضم
- التطبيع الاماراتي مع اسرائيل مقدمة للاطاحة بالحق الفلسطيني
- للمحافظة على زخم معركة إسقاط صفقة القرن
- أيُعدّ ظهور العتيبة على صفحات يديعوت احرونوت دحلان لدور قادم ...
- لافشال قرار الضم الاسرائيلي
- أبو مازن” الذي رافق عملية السلام إلى حدود الهاوية يلقي اليوم ...
- مسلسل النهاية الذي عرى مفهوم السلام المشوه
- ملاحظات على هامش ادارة ازمة كورون.......هل تتغير آليات تفكير ...
- التطبيع مساحة الخلاف التي يحبذها البعض
- تدهور المكانة التفاعلية للنظام العربي طريق اسرائيل للاطاحة ب ...
- هل ستكون سوريا ضحية ايران الجديدة ؟؟
- تدويل الازمة السورية واحتمالات الحرب
- في الذكرى الاولى للثورة المصرية الصراع على تصحيح العلاقة بين ...
- الإستراتيجية الأميركية الجديدة: إعادة تكييف قوة الهيمنة على ...
- برهان غليون يستعجل الغزو الاجنبي لسوريا !!!.
- البوابة العراقية: لتفعيل الفوضى الخلاقة واسقاط سوريا والنمطق ...
- الدعوة السعودية لوحدة الخليج محاولة للاختباء خلف جدار العاصف ...


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - هل هو تمهيد فلسطيني للخروج من المقاربة الاخلاقية؟