أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - اصرار واشنطن على وقف اطلاق النار وحدود المغايرة في الاستراتيجيةالأمريكية















المزيد.....

اصرار واشنطن على وقف اطلاق النار وحدود المغايرة في الاستراتيجيةالأمريكية


هاني الروسان
(Hani Alroussen)


الحوار المتمدن-العدد: 7967 - 2024 / 5 / 4 - 18:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على غير كل ما تعكسه التصريحات العلنية والمواقف الرسمية الأمريكية من تأييد ودعم مطلقين لاسرائيل للاستمرار في حربها على قطاع غزة، الا ان الحقيقة لا تبدو كذلك خاصة وان واشنطن من خلال سعيها المحموم للتعجيل بصفقة لوقف اطلاق النار لم تكن جادة مثل ما هي عليه هذة المرة على المغايرة والتمييز بين إسرائيل الدولة والمشروع وبين حكومتها التي تفارق اليوم بمصالح رموزها الذاتية، عن مصالح الدولة الوظيفية التي يرتهن بقاؤها ببقاء وظيفتها في إطار إستراتيجية مشغليها من قوى النظام الدولي، ولكن ما هي حدود هذه المغايرة الامريكية.
لقد قلنا في أكثر من مقال سابق ان الهدف الوظيفي للحرب على غزة قد وصل نهاياته، وأن استمرار الولايات المتحدة في السير بركب نتنياهو وزعران اليمين المتطرف في حكومته سيؤدي إلى هزيمة استراتيجية لامريكا تبدأ بالشرق الأوسط ولا تنتهي الا بمغادرتها لمقعد التفرد بقيادة النظام الدولي وفقدانها السيطرة على اتجاهات القرار الاوروبي الذي سيجد مساحة واسعة للتمرد على الرضا الأمريكي، تذكر بتلك التي شهدتها العلاقات بين الجانبين أثناء الحشد الثلاثيني لما سمي بحرب تحرير الكويت، بل وربما هذه المرة بشكل اعمق، واشد خطرا.
وذكرنا ايضا ان المفاجئة الاستراتيجية لهجوم السابع من أكتوبر على المستويين الاستخباراتي والاستعداد القتالي من جانب الفصائل الفلسطينية وما قد يترتب عليه من تغيير في قواعد التفكير بوسائل الاشتباك حتى الدبلوماسي، قد يدفع بالولايات المتحدة لتغيير استراتيجتها الشرق اوسطية والانتقال بها من الإهمال وإدارة ما ينبثق عنها من أزمات محلية الطابع إلى إستراتيجية الاهتمام والبحث عن حلول بعيدة المدى توفر مستوى من الرضا يتمخض عن معدلات استقرار اكبر، ولكن هل حدث شيء من هذا؟؟.
اليوم صارت تعرف واشنطن جيدا ان الشرق الأوسط قد يصل إلى حافة اللاعودة، وأن اي تسويف في توقيت التقاط لحظة "الانتصار" الذي حققته ليس فقط بتحييد المنطقة عن مجريات ذبح الفلسطينيين، بل وفي اعادة احتوائها وتهيئتها لنظام أمني اقليمي يعيد لإسرائيل مكانتها وهيبة الردع التي فقدتها خلال هذه الحرب ويعوض امريكا استراتيجيا عن حالة الوهن الاسرائيلية التي بدت اصغر بكثير من حجمها المفترض، كل هذا من جهة، اما من الجهة الثانية فانها ايضا قد نجحت في الاعداد لاحتواء محاولات التمدد الصيني والروسي من خلال ارساء مشروع الممر الاقتصادي الذي يربط بين الهند والشرق الأوسط واوروبا، الذي قد يؤدي إلى عرقلة مخططات موسكو وبيكن الجيوسياسية في المنطقة، إلى جانب نجاحها في الاقتراب من لحظة اتمام صفقة التطبيع الكبرى بين إسرائيل والسعودية، قلنا اي تسويف في توقيت لحظة الإمساك بهذا الانتصار، سيؤدي إلى دفع المنطقة للانزلاق في مواجهات اوسع نطاقا قد تخرج منها واشنطن كأكبر المهزومين.
ويبدو أن الضغط الأمريكي لانجاح صفقة وقف إطلاق النار إلى جانب تحذير جون هوفمان من خلال ما ذهب اليه مؤخرا في الفورين بوليسي من تفسير لعبارة الرئيس بايدن من ان الوضع في المنطقة لن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب، إنما كان يقصد بذلك الاشارة إلى ان طبيعة العلاقات الامريكية الاسرائيلية التي سادت إلى ما قبل الحرب على غزة، لن تبق كما كانت، هذا التحذير يندرج في سياق التخوف من الانسياق وراء اسرائيل التي أورد انها تلقت من الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية اكثر من 300 مليار دولار، وانها تتلقى الان سنويا نحو 3.8 مليار دولار وان اسرائيل تحولت الى عبء استرايجيي على امريكا، خاصة وانها ظهرت في هذه الحرب عاجزة عن حماية نفسها، ولسد جزء من هذه الثغرة فإن واشنطن شرعت في بناء قاعدة عسكرية ضخمة بمحاذاة قاعدة حتسريم الجوية في صحراء النقب، حيث سيتم توسيع مطارها لكي يستوعب الطائرات الأميركية، وتكون قادرة على استيعاب نحو 23 الف جندي والقيام بأداء مهام لوجستية وانه يتم حالياً نقل الأسلحة والذخيرة الأميركية إلىها لتزويد المقاتلات الإسرائيلية بذخائر متنوعة لم تُستخدم سابقاً في الحروب التي خاضتها تل أبيب.
أن كان كل ما ذكرناه من بعض ملامح ما قد أصبح يمايز بين مصالح الولايات المتحدة وحكومة اسرائيل الحالية ويمهد لامكانية تغيرات ستشهدها طبيعة العلاقة بين الجانبين، الا ان ذلك لا يحجب حجم الضباب الذي ما زال يلف الرؤية الأمريكية ويحول دون تغيير جذري في استراتيجيتها الشرق اوسطية، ويبقيها تدور في فلك واختيارات ورهانات دولة اليمين في تل ابيب رغم خلافاتها مع نتنياهو، كما ان عمى عنجية وغطرسة القوة لا زالت تشكل اساس رهانها في بناء استراتيجيتها الشرق اوسطية الجديدة، إذ ما زالت تواصل لعب عدم الانصياع لحقائق الواقع الفلسطيني الذي بقي ثابتا ومستمرا وتخلط بينه وبين واقع بعض اصدقائها من الذين تنقصهم الحكمة السياسية في تحديد مصادر الخطر المستقبلي، ولا يعون أن القضاء على تمظهراته الراهنة لا يعني اجتثاثه نهائيا، وانه سيبقى مرشحا للعودة باشكال مختلفة وربما اكثر عنفا مما هو عليه الان.
وان كانت الولايات المتحدة لم تدرك بعد ان الاكتفاء باطاحة نتنياهو واجتراح بعض الحلول الشكلية وان ما تعتقد انه نصر قد حققته في معادلة المنطقة الراهنة، سيكون مبعث انبثاق لاخطار أشد فتكا ان لم تغير استراتيجتها الحالية، فإن على اصدقائها الذين جربوا كل المقاربات الأمنية وفشلوا في تحقيق الأمن المزعوم، ان يلفتوا انتباهها لذلك وان لا يقبلوا ان تسلب منهم لحظة تاريخية من خلالها يمكن لهم ان يبنوا مستقبلا هادئا للمنطقة وقابل للاستمرار.
وربما بصورة اكثر وضوحا، فان كان عمى القوة عند الولايات المتحدة يفاقم من استمرار رهاناتها على المستحيل كما إشارت لذلك الجاردينال البريطانية واكده بليكن امام المنتدى الاقتصادي بالرياض ويحول دون رؤية واقعية للمنطقة بعد السابع من اكتوبر، فإن على اصدقائها ان لا يسايروها هذا العمى وان يتشددوا كما هو عليه الموقف السعودي الان كما يرشح من بعض التسريبات في شروط بناء المنظومة ألامنية الاقليمية التي تسعى لها واشنطن، والتي اقلها توفير البيئة الملائمة لاستمرارها، من خلال البدء الفوري بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وعدم مقايضة هذا التحالف الأمني فقط بعدم اجتياح مدينة رفح ووعود بإقامة الدولة كما قيل في وقت سابق عن انه استعداد سعودي للقبول به مقابل الذهاب بصفقة التطبيع وبادخال بعض المساعدات الإنسانية وغيرها من شروط الاذعان لسطوة ارهاب الدولة الاسرائيلية، اذ بدون ذلك فإن على واشنطن واصدقائها الاستعداد لجولة جديدة من العنف والصراع ستكون اشدة قسوة وعنفا.

هاني الروسان/ استاذ الاعلام في جامعة منوبة



#هاني_الروسان (هاشتاغ)       Hani_Alroussen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرد الايراني ولو بالذهاب الى حافة الهاوية
- وقف اطلاق النار وترتيب المنهزمين
- ما لا يمكن لواشنطن استدراكه بعد قرار وقف إطلاق النار
- هل توقف واشنطن الحرب قسرا؟؟
- لتجاوز الحرد السياسي إلى المراجعة العميقة
- كامالا هاريس تخاطب نتنياهو كما لو كان جونغ اون!!!
- تساوي الفرص
- جراحات امريكية تجميلية لترحيل الازمة
- ماذا وراء التلويح باجتياح رفح؟
- انقاذ الدور الاسرائيلي على حسب الدور السعودي
- البعد السياسي في قرارت لاهاي
- هل تعني السعودية ما تقول؟
- إسرائيل أصغر حجما من دورها
- ايران والحرب على غزة: الدولة بين واقعها وخيال حكامها
- حتى لا نبدد فرصة اكتوبر
- ليس تحليلا للخطاب ولكن: ماذا قال الشيخ نصر الله ؟؟
- هل يدفع اختراق اكتوبر واشنطن لمراجعة استراتيجتها الشرق اوسطي ...
- الامتحان الأصعب وربما المصيري
- لن تفرط السعودية بقيادة النظام العربي من اجل التطبيع
- قمة الجزائر: قمة التغيير


المزيد.....




- هاجمه بمطرقه وحاول دهسه.. كاميرا مراقبة تلتقط حادثة مرعبة عل ...
- فيضانات وإجلاء المئات من الأشخاص في جنوب غرب ألمانيا
- -القسام-: استهدفنا منزلا شرقي رفح تحصن فيه عدد كبير من الجنو ...
- -هيبة وحشمة-.. تسليم سفيرة السعوديه أوراق اعتمادها لملك إسبا ...
-  لأول مرة في العالم.. روسيا تطور مادة لترميم كلي للعظام
- إصابات خلال احتجاجات ضد الأجانب في قرغيزستان والسلطات تنشر ف ...
- تقرير عبري: قطر طلبت بالفعل من قادة حماس المغادرة الشهر الما ...
- فاجعة على أسوار فيينا.. تسرّعَ الصدر الأعظم وخانَ الخان فانه ...
- تستهدف من -يتباهون بثرائهم-.. حملة لحذف منشورات -تمجيد المال ...
- 13 جريحاً في تصادم قطارين بالعاصمة الصربية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - اصرار واشنطن على وقف اطلاق النار وحدود المغايرة في الاستراتيجيةالأمريكية