أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - هل توقف واشنطن الحرب قسرا؟؟














المزيد.....

هل توقف واشنطن الحرب قسرا؟؟


هاني الروسان
(Hani Alroussen)


الحوار المتمدن-العدد: 7926 - 2024 / 3 / 24 - 00:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ه
على الرغم من اتفاق معظم الأطراف التي تقف وراء حرب الابادة الجماعية التي يتعرض لها قطاع غزة على اطالة عمرها والتمدد بها الى الاقصى، الا أنها تختلف فيما بينها على مستويي التأثير والأهداف المرجو تحقيقها، وأن هذا الاختلاف في الأهداف هو ما قد يعجل بوضع حد لهذه المأساة وربما حتى على نحو مفاجئ وسريع.
وقبل الوقوف على هذا التباين في الاهداف ومن هي الاطراف التي تقف وراء كل هدف لا بد من الاشارة الى ان المتفحص لشبكة تفاعلات المؤثرين في الحرب على غزة، يخرج بنتيجتين اولاهما ان الأطراف التي تلعب بمسارات الحرب اكثر من ان ُتعد باعتبار انها تتجاوز الحدود الجغرافية لميدان القتال كما تتجاوز حدوده الإقليمية لتصل إلى العالم باسره، وثانيهما ان قرار وقفها هو قرار أمريكي الى حد بعيد.
غير ان هذا التداخل في شبكة الفاعلين لا يخفي حقيقة ان هناك نحو ثلاثة أطراف اساسية شكل عدم تحقيق اي منها لأهدافه بيئة مناسبة لاطالة أمد هذه الحرب وتدمير المزيد مما تبقى من بنية القطاع وقتل اكبر عدد من الأطفال والنساء واعدام مقومات آخر فرص للوجود الاجتماعي، وان تحقيق اي طرف لاهدافه يمكن ان يطيح بتحالف اطراف الحرب ويضع حدا لها.
وفي هذا السياق فقد اظهرت مجريات هذه الحرب التدميرية ان رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو هو الطرف او اللاعب الرئيسي الاول الذي لا يرى باستمرار هذه الحرب والتصعيد بها بحثا عن انتصار يسوقه للاسرائيليينن سوى انها طوق النجاة الاخير الذي من شأنه ان يعيده لسدة الحكم في انتخابات مبكرة ستكون مؤكدة بعد انتهاء الحرب والهروب من مصيدة القضاء الذي تشير كل التوقعات بانه سيدينه بعدة تهم تجعله نزيل سجن طوال ما تبقى له من عمر.
اما الاعب الثاني فهو المؤسسة الأمنية الاسرائيلية بمختلف أفرعها وعلى رأسها الجيش الذي تنتظره لجان تحقيق للوقوف على أسباب الاخفاق الأمني الذي أدى إلى هجوم السابع من اكتوبر، وهو في هذا السياق يعد- اي الجيش- احد اكثر الأطراف حرصا على تحقيق انتصار حاسم يرمم به ما تبقى له من هيبة ويخفف من أعباء نتائج تحقيقات لجان التحقيق اللاحقة والادانات التي ستلحق عددا من قادته، وان كان هناك ما يشير الى نوع من الغطاء الأمريكي له من شأنه تخفيف حدة الانتقادات التى تنتظره وذلك لتحفيزه على المساهمة بخلق مسار للخروج من الحرب بثمن اسمه رأس نتنياهو بدلًا من رأس إسرائيل.
وأما الاعب الثالث والأهم فهو الولايات المتحدة التي بقدر ما جاء هجوم السابع من أكتوبر مفاجئا لها، بقدر ما دفعها لتحويله الى فرصة لإحياء الدور الوظيفي للشرق الاوسط في إطار رؤية جيوسياسية متكاملة، لاحتواء التوجهات الروسية الصينية وافراغ مبادرة الحزام والطريق من فاعليتها والالتفاف عليها من جهة ولربط الإتحاد الاوروبي طاقويا وعلى نحو نهائي بالشرق الأوسط واحتواء كل محاولات بوتين لأحداث اختراق على الجبهة الاوروبية من جهة ثانية.
والحقيقة ان إدارة بايدن ومنذ وصولها للبيت الابيض كانت تحمل تصورا مبكرا لهذه الرؤية تمثلت في سحب واشنطن دعمها لمشروع خط الغاز الإسرائيلي "إيست ميد" لنقل الغاز من حيفا إلى أوروبا عبر البحر المتوسط الذي لا تتوفر له شبكة امان كافية، واستبدلت ذلك بانشاء منتدى غاز شرق المتوسط الذي من شأنه ان يوفر شبكة الأمان تلك التي يفتقدها المشروع الاسرائيلي من خلال تنويع وتوسيع عضويته التي شملت إلى جانبها كلًا من إسرائيل ومصر والأردن والسلطة الفلسطينية واليونان وقبرص والإمارات العربية المتحدة.
وحسب عديد المصادر فان واشنطن لم تكن على يقين تام في قدرة شبكة الأمان هذه على القيام بحماية هذا المشروع دون انهاء حالة الاستثناء التي كانت تمثله غزة ومحاولة تصفية القضية الفلسطينية خاصة وأن كما كبيرا من غاز هذا المشروع هو غاز فلسطيني، يوفر ولاية قانونية للفلسطينين للاعتراض او الرفض .
وقد لوحظ خلال الأشهر الماضية التدرج الأمريكي بالإعلان عن النوايا الحقيقية من وراء استمرار الحرب وتدمير غزة تكللت مؤخرا بالاعلان عن عزمها اقامة ميناء بحري قبالة سواحل غزّة، وعن ممر بحري من قبرص إلى الكيان الصهيوني، ظاهره دوافع إنسانية اما حقيقته فهي أحياء مشروع منتدى غاز شرق المتوسط ورديفه التحالف الإقليمي للدفاع الجوي لبناء الناتو العربي وربطه كنظام أمني اقليمي بالاتحاد الاوروبي لتطويق واحتواء محاولات تمدد الصين وروسيا داخل الاقليم وربطه بآسيا وتحديدًا الهند عبر الممر الهندي الأوروبي لمواجهة الصين بشكل خاص.
والحقيقة ان الواقع يشي ببعض مؤشرات النجاح الأمريكي على هذا الصعيد حيث لوحظ في الآونة الاخيرة نجاح واشنطن بالدفع بالمصالحة التركية المصرية الى مستوى القمة بين اردوغان والسيسي - اللذان قالا ببعضهما مالم يقله مالك بالخمر- التي من شأنها ان تمهد لبناء شراكة بحرية طاقوية اسرائيلية تركية مصرية، وغير بعيد عن ذلك جاء التوقيع المفاجئ لوثيقة الشراكة الاستراتيجية بين مصر والاتحاد الاوروبي والتي تشمل التعاون في العلاقات السياسية، واستقرار الاقتصاد الكلي، والاستثمار المستدام والتجارة، والطاقة والمياه والأمن الغذائي، وتغير المناخ والهجرة.
هذه التطورات المتلاحقة التي أعلنت وغيرها من تلك التي لم تعلن بعد على جبهة الأهداف الأمريكية الاستراتيجية من شأن تثبيتها وتحولها لامكانية واقعية ان تدفع واشنطن لوضع حد للحرب على غزة ولو على نحو قسري ومفاجئ للاستثمار بدورها الانساني في وقف الحرب واغاثة سكان غزة لما يوفره لها ذلك من أجواء من الهدوء الايجابي لاستكمال بناء مشروعها الأمني في الاقليم الذي يعني نجاحه احتواء الشرق الأوسط وحماية أوروبا او منعها من اي تطلعات محتملة لاعادة أحياء شراكاتها مع روسيا، كما يشكل اضافة إستراتيجية لمقاربة احتواء النفوذ الصيني التي بدأت فعليا مع اتفاقية اوكوس للتحالف الثلاثي الأمريكي البريطاني الأسترالي لحصار المحيطين الهندي والهادي وتضييق سبل الحركة الصينية فيهما.
هاني الروسان/ استاذ الاعلام في جامعة منوبة



#هاني_الروسان (هاشتاغ)       Hani_Alroussen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لتجاوز الحرد السياسي إلى المراجعة العميقة
- كامالا هاريس تخاطب نتنياهو كما لو كان جونغ اون!!!
- تساوي الفرص
- جراحات امريكية تجميلية لترحيل الازمة
- ماذا وراء التلويح باجتياح رفح؟
- انقاذ الدور الاسرائيلي على حسب الدور السعودي
- البعد السياسي في قرارت لاهاي
- هل تعني السعودية ما تقول؟
- إسرائيل أصغر حجما من دورها
- ايران والحرب على غزة: الدولة بين واقعها وخيال حكامها
- حتى لا نبدد فرصة اكتوبر
- ليس تحليلا للخطاب ولكن: ماذا قال الشيخ نصر الله ؟؟
- هل يدفع اختراق اكتوبر واشنطن لمراجعة استراتيجتها الشرق اوسطي ...
- الامتحان الأصعب وربما المصيري
- لن تفرط السعودية بقيادة النظام العربي من اجل التطبيع
- قمة الجزائر: قمة التغيير
- الفخ الاوكراني وحسابات الحقل والبيدر
- الاستعداد الفلسطيني لاحتمالات تحريك عملية السلام
- دولة للحمقى والمجانين
- العرب يفكون ارتباطهم بفلسطين


المزيد.....




- بعد قضية -طفل شبرا-.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك ويب- من بداي ...
- الجيش الروسي يتقدم على طول خط الجبهة
- أوربان: من يدعم حرب أوكرانيا هو المستفيد
- -جامعاتنا مفتوحة لكم-.. الحوثيون يعرضون استضافة الطلبة المفص ...
- حدث في إيطاليا: رضيع يبلغ من العمر 4 أشهر يدخل في غيبوبة كحو ...
- أكسيوس: بايدن يشارك شخصيا في جهود مكثفة للتوصل إلى صفقة وتوق ...
- الحوثيون يعلنون عن بدء تنفيذ المرحلة الرابعة من التصعيد
- أردوغان: أوقفنا التجارة مع إسرائيل لإجبار نتنياهو على وقف ال ...
- بوريل: تأخر المساعدات الأمريكية لكييف قد يصبح سببا لهزيمتها ...
- نائب رئيس الهيئة الإعلامية لحكومة صنعاء لـ RT: واشنطن ولندن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - هل توقف واشنطن الحرب قسرا؟؟