أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - انقاذ الدور الاسرائيلي على حسب الدور السعودي














المزيد.....

انقاذ الدور الاسرائيلي على حسب الدور السعودي


هاني الروسان
(Hani Alroussen)


الحوار المتمدن-العدد: 7883 - 2024 / 2 / 10 - 00:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تعد مساحة الشك على قدر من الاتساع الذي يسمح بالتكهن فيما اذا كانت الولايات المتحدة تسعى الان وبصورة محمومة لمحاولة إنقاذ وترميم الدور الإقليمي لإسرائيل، بعدما اطاح بهيبته هجوم السابع من أكتوبر الماضي وكشف مستويات غير معهودة في هشاشته من جانب وادى إلى بروز للدور الايراني كدور مقرر وحاسم في نوعية واتجاهات تفاعلات الاقليم المستقبلية من جانب اخر، وبيّن ان توسع هذا الدور اكثر، يعني وضع اسس جديدة لبناء هوية جديدة للاقليم ستكون مغايرة لما كانت عليه سابقا بقدر سُيلحق اضرارا بالغة في الاستراتيجية الامريكية على مستوى النظام الدولي وانه لابد من تدارك ذلك قبل فوات الأوان.
والواضح حتى هذه اللحظات ان هناك اصرارا امريكيا على ان يكون إنقاذ هذا الدور الاسرائيلي على حساب الدور السعودي الذي أصبح قاب قوسين او ادنى من الانفراد في التموضع على قمة قيادة النظام العربي التي تشترط من بين اشياء اخرى عودة تماهي النظام مع انشغالات الشارع العربي الذي استعاد فلسطين على سلم اولوياته، حيث تسعى واشنطن من خلال الضغط الكبير على مختلف الاطراف لإنجاز ما تسمى بصفقة اقليمية جوهرها الاساس القبول السعودي بالتطبيع مع اسرائيل وظاهرها ليس دولة فلسطينية حتى دون تحديد ماهيتها بل وعد بإقامة هذه الدولة.
فالولايات المتحدة التي لا تستطيع او لا ترغب بالضغط الجاد على إسرائيل للقبول بحل الدولتين تستغل اليوم ما يروج له على انها استنتاجات سعودية خاطئة تعتبر ان ضعف الرئيس بايدن وتدحرج شعبيته ووقوعه تحت ضغط الزمن الانتخابي سيتيح لها فرصة الحصول منه على اتفاقية دفاع مشترك وان تتحول إلى حليف استرايجيي لامريكا إلى جانب حصولها على التكنولوجيا النووية، واخيرا التخلص النهائي من كابوس حماية امنها القومي الذي تشكل طهران مصدر التهديد الرئيسي له، وربما العراق لاحقا وفق بعض القراءات، تستغل واشنطن كل ذلك والتلويح به كامكانية واردة من اجل توريط السعودية بالقبول بالتطبيع مقابل وعد بحل الدولتين.
وعلى هذا المستوى بالذات فانه والحق يقال ان المملكة لا زالت تصر على اقامة الدولة الفلسطينية كشرط للتطبيع، وان رد وزارة الخارجية السعودية على تهويمات جون كيربي بشأن الموقف السعودي جاء خلال اقل من 24 ساعة واكد إن السعودية أبلغت الولايات المتحدة موقفها بأنه لن تكون هناك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتم الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 مع القدس الشرقية، وتوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ولكن أيضا هناك العديد من التسريبات الاعلامية والدبلوماسية التي لا زالت تؤكد أن السعودية ربما تكتفي بمجرد وعد بإقامة الدولة الفلسطينية للتوقيع على اتفاقات التطبيع. وان كان ذلك مستبعدا ولا يغيب عن عقل الدولة السعودة ووعيها، ولا يتسق ومواقفها المعلنة، ولكنه إن وقع وحدث لا قدر الله فان الولايات المتحدة وإسرائيل ستحققان عدة أهداف دفعة واحدة، خاصة وانه لا مقدمات للاطمئنان على ان اسرائيل تنوي القبول بهذه الدولة كما لا مؤشرات على عزم الولايات المتحدة للضغط عليها من اجل ذلك.
وهذا يعني ببساطة الابقاء على كل عوامل التوتير في المنطقة وتفاقم الازمة قائمة، وتصعيد اسباب الاستقطابات المتبادلة، ونقل خطوط المواجهة الايرانية مع اسرائيل - كمنافس وحيد لها في الإشراف على تفاعلات الاقليم، بعد أن يكون قد تم إلحاق الدور السعودي بالدور الاسرائيلي والاتجاه بتركيا مجددا نحو أوروبا - من غزة وجنوب لبنان وسوريا إلى منطقة الخليج حيث حلفاء اسرائيل الجدد والأكثر خطورة على الأمن القومي الايراني الذي لطالما تذرعت به طهران سببا لعدم تخليها عن جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى، بالاضافة الى كل ذلك ستدخل المنطقة في سباق تسلح غير مسبوق سيستنزف مواردها، ورهن امنها وربطه بمتطلبات امن ومصالح الدول الراعية لهذا المشروع، وفي ذات الوقت وحيث ان الطبيعة لا تقبل الفراغ، فان ذلك سيدفع نحو ولادة قوى اخرى قادرة على المنافسة لقيادة النظام العربي، وكل ذلك سوف يسبب مزيدا من الصداع للسعودية واستنزافها لخلق ظروف مناسبة ومريحة لاستمرار السيطرة الاسرائيلية، واخيرا وليس اخرا فان الاستراتيجية الامريكية المعتمدة منذ انهيار الثنائية القطبية - من اجل تسهيل سيطرتها على قيادة النظام الدولي - في خلق توازنات نشطة بين مكونات الاقاليم الفرعية، فإن انحصار التنافس على التأثير في تفاعلات النظام العربي بين إيران واسرائيل سيدعوها الى الاعتراف بالدور الاقليمي لايران ولو بدون اعلان رسمي في مقابل الدور الاسرائيلي، وان الدور السعودي سيلحق كتابع للدور الاسرائيلي.
قد تبدو الصورة بهذا الشكل على قدر كبير من التمثلات الخيالية لصيرورة المستقبل، ولكن هذه هي الحقيقة التي ستكون عليها ديناميات الاحداث المقبلة إن تجاوزت العربية السعودية الثابت الفلسطيني واخطأت في تقدير اهمية المتغيرات المؤقتة، على حساب اهمية هذا الثابت لسببين بديهيين وهما ان اسرائيل لا تسعى لتكون شريكا في حياة المنطقة بسلام بقدر ما تسعى للسيطرة عليها والتحكم بمقدراتها وفقا لمصاح القوى الراعية لاستمرار وجودها، والثانية ان الشعب الفلسطيني لن يقبل بان يبقى الوحيد بين شعوب الأرض بدون دولة، وأن قناعاته بقدراته على تحقيق ذلك قد تضاعف هذه المرة عدة اضعاف
هاني الروسان/ استاذ الاعلام في جامعة منوبة



#هاني_الروسان (هاشتاغ)       Hani_Alroussen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البعد السياسي في قرارت لاهاي
- هل تعني السعودية ما تقول؟
- إسرائيل أصغر حجما من دورها
- ايران والحرب على غزة: الدولة بين واقعها وخيال حكامها
- حتى لا نبدد فرصة اكتوبر
- ليس تحليلا للخطاب ولكن: ماذا قال الشيخ نصر الله ؟؟
- هل يدفع اختراق اكتوبر واشنطن لمراجعة استراتيجتها الشرق اوسطي ...
- الامتحان الأصعب وربما المصيري
- لن تفرط السعودية بقيادة النظام العربي من اجل التطبيع
- قمة الجزائر: قمة التغيير
- الفخ الاوكراني وحسابات الحقل والبيدر
- الاستعداد الفلسطيني لاحتمالات تحريك عملية السلام
- دولة للحمقى والمجانين
- العرب يفكون ارتباطهم بفلسطين
- هل هو تمهيد فلسطيني للخروج من المقاربة الاخلاقية؟
- هل ينهار مشروع الامارات لتسييد اسرائيل
- التطبيع الاماراتي: تحالف ضرورات البقاء
- لكي لا تواصل اسرائيل تجاهل الممكن والبحث عن المستحيل
- بناء شراكة استراتيجية فلسطينية اردنية لمواجة الضم
- التطبيع الاماراتي مع اسرائيل مقدمة للاطاحة بالحق الفلسطيني


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية في مصر وسط مفاوضات -مكثفة- لإطلاق ...
- الأولى عربيا وأفريقيّا.. كيف قفزت موريتانيا على سلّم حرية ال ...
- عقوبتها تصل لنحو عقد.. جدل بعد الحكم على السعودية مناهل العت ...
- جعجع: دخول حزب الله الحرب إلى جانب حماس أضر بلبنان ولم يساعد ...
- بينهم 5 أطفال.. مقتل سبعة أشخاص في غارة على رفح وفزع أممي من ...
- اليوم العالمي لحرية الصحافة: غزة المكان الأكثر دموية وخطورة ...
- المئات من أسود البحر تستمتع بالشمس على أرصفة سان فرانسيسكو و ...
- باكستان تسلم نرويجيا مسلما لأوسلو لتحديد دوره بقتل مثليين
- بعد وعود طنانة... مسؤول أمريكي يعلن عجز واشنطن عن إرسال جميع ...
- -حماس- تكشف أهداف نتنياهو غير المعلنة من تهديداته المتكررة ب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - انقاذ الدور الاسرائيلي على حسب الدور السعودي