أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - وقف اطلاق النار وترتيب المنهزمين














المزيد.....

وقف اطلاق النار وترتيب المنهزمين


هاني الروسان
(Hani Alroussen)


الحوار المتمدن-العدد: 7948 - 2024 / 4 / 15 - 16:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو أن الشروط التي على أساسها سيكون هناك وقف لاطلاق النار وتبادل للاسرى هي التي ستحدد الطرف المنتصر او الاكثر استفادة من هذه الحرب التي اندلعت قبل سبعة اشهر في غزة وتضع حدا لطموحات البعض، وتنهي ادوار البعض الآخر.، كما يبدو أن الفهم المشترك بين حماس وإسرائيل لذلك هو ما يدعوهما للتشدد كل في شروطه وعدم تقديم تنازلات قد تعني نهاية الطرف الذي سيقدم عليها.
وحيث في التفاصيل الدقيقة تكمن عقدة الحل وإمكانية نجاح جولة وليم بيرنز وإخراج هذه الصفقة إلى حيز الوجود، بعد ان لم يعد خافيا ان مصالح نتنياهو الشخصية ليست فقط انها ما عادت تتطابق ومصالح إسرائيل الكيان، بل انها صارت خطرا عليه، رغم انه إلى هذه اللحظات يعتبر اللاعب الرئيسي في هذه الحرب مدعوما بشلة من أقصى اليمين الديني المتطرف، وأن من شأن هذا الطلاق بين الدولة ورئيس حكومتها ان يساهم في حلحلة عقدة الخلاف مع حماس، وفقا لشروط ليست من تلك التي يرددها نتنياهو لان مصلحة إسرائيل العليا ليست في هذه الشروط بقدر ما هي في المحافظة على دورها الوظيفي اقليميا في اطار الاستراتيجية الامريكية على الصعيد الدولي.
وما قد يعزز هذا الاعتقاد أن النزعة ذات الطابع اليميني التي تصبغ المجتمع الإسرائيلي بكل اطيافه السياسية لا زالت تعارض بشدة قيام دولة فلسطينية مستقلة، وأن ادراك الولايات المتحدة لهذه الحقيقة من ناحية وعدم نضوج قناعتها بحل اقامة هذه الدولة من ناحية ثانية والغياب التام للموقف العربي الفاعل في هذا الاتجاه من ناحية ثالثة تجعل من استدامة الانقسام الفلسطيني بتجاوز هدف القضاء التام على حماس حجة حيوية للنزول بسقف شروط الحكومة الاسرائيلية لإنجاح صفقة لوقف اطلاق النار تحول دون طرح هدف اقامة الدولة الفلسطينية والبحث عن بدائل تكون أكثر انسجاما وطبيعة مخططات يمين الدولة في إسرائيل ولاتحول دون دينامية دورها المرتقب اقليميا، خاصة وان كل الدعم اللامحدود عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا الذي قدمته واشنطن للجيش الاسرائيلي قد فشل في تحطيم الصمود الفلسطيني بعد أن ارتكب ولا يزال ابشع انواع المجازر والتدمير الممنهج للحياة في غزة والتي سيكون لها ما بعدها على وجود إسرائيل وسمعتها وفضح كل سردياتها الكاذبة.
هذا الافتراق بين أهداف نتنياهو الشخصية ومصالح إسرائيل سيسهل على بايدن - الذي تشير كافة استطلاعات الرأي الى تدهور شعبيته - تجاوز اشتراطات رئيس الحكومة الاسرائيلية والضغط باتجاه إخراج صفقة لوقف إطلاق النار، تنقذ اولا هيبة الجيش الإسرائيلي التي تدهورت اكثر مما تدهورته في السابع من اكتوبر بعد ان حصد الفشل تلو الفشل منذ ما سماها بمناورته البرية ولم يحقق اي من اهدافه سوى قتل المدنيين العزل، وتتيح ثانيا للولايات المتحدة الوقت الكافي للالتفات لتنفيذ استراتيجيتها باحتواء النفوذين الروسي والصيني وتقليم اضافر اذرعهما في الاقليم ومحيطه، واعادة رسم الحدود الجغرافية للنفوذ فيه، والإسراع بتنفيذ صفقة التطبيع الكبرى مع السعودية، هذه الاخيرة التي باتت تخطط لإيقاف او تأجيل مشروع نيوم بعد أن بات مؤكدا تقلص الطموحات السعودية من ورائه.
صحيح ان الجيش الإسرائيلي أعلن يوم الأحد الماضي أنه استكمل "مرحلة أخرى" في إطار ما وصفها باستعداداته "للحرب" عند الحدود الشمالية مع لبنان حيث يستمر القصف المتبادل مع حزب الله، بينما قال وزير الدفاع غالانت إن سحب كامل قواته من جنوبي قطاع غزة يأتي في إطار الاستعداد للهجوم على رفح، غير ان حقيقة الأمر تشير الى ان هذا الانسحاب من جنوب القطاع جاء بضغط امريكي لاستباق اي اتفاق محتمل حتى لا يحسب على أنه انصياع لشروط المقاومة لإنجاز صفقة التبادل.
فالولايات المتحدة التي قطعت مع اللين والتسامح المفرطين في التعامل مع نتنياهو ومهدت لذلك منذ عدة أسابيع، نجدها من جانب لم يعد فيها الرئيس بايدين والحزب الديمقراطي مستعدان لخسارة المعركة الانتخابية من اجل نتنياهو ومن الجانب الاخر فأن مصالحها العليا تقتضي منها التعامل مع الواقع وحقائقه بأقل الخسائر، وأن القضاء على حماس بالصورة التي تتحدث عنها اوساط الحكومة الاسرائيلية لم يكن مطروحا في اروقة صنع القرار الأمريكي، وقد كان ذلك واضحا منذ بداية الحرب وجاء على لسان اكثر من مسؤول أمريكي من أمثال وزير الخارجية ووزير الدفاع وغيرهما، مما يشير بكثير من الواقعية إلى استفاذ هذه الحرب لمبررات استمرارها، لاسيما وأن حماس اليوم لم تعد حماس الأمس، كما أن حجم الدمار الذي لحق بقطاع غزة من شأنه ان يشكل عابئا عليها لاعادة الاوضاع لما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر.
كذلك فانه وفي الوقت الذي لن يكن بوسع احد إنكار أن إسرائيل هي الحليف الأكثر تميزا بالنسبة للولايات المتحدة، فإنه لن يكون بوسع احد اخر الاعتقاد بان نتنياهو وشلة اليمين المتطرف حوله اليمين يحظى بنفس المكانة التي لإسرائيل الدولة، وبالتالي فان إنقاذ هذه الاخيرة من ميولات هذا اليمين الصبيانية تصبح مصلحة أمريكية تقتضي ترتيب الأطراف المنتصرة والاخرى المنهزمة والتي يقف على رأسها نتنياهو يليه اليمين المتطرف ومن ثمة حماس، لكي تتربع واشنطن على قمة هرم المنتصرين ثم إسرائيل الأداة والمشروع، وهو ما يعيه المفاوض الفلسطيني ويضغط باتجاه اعادة تريب الشروط وفقا للواقع الفعلي الذي يراها وينظر اليه بغير العين الامريكية، وحسابات تختلف كليا عن حسابات الزمن الامريكي الذي يضيق يوما بعد يوم، والأكثر حساسية والابهض ثمنا مقارنة ببقية الأطراف، وربما بمعطيات خارج حسابات واشنطن .
هاني الروسان/ استاذ الاعلام في جامعة منوبة



#هاني_الروسان (هاشتاغ)       Hani_Alroussen#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما لا يمكن لواشنطن استدراكه بعد قرار وقف إطلاق النار
- هل توقف واشنطن الحرب قسرا؟؟
- لتجاوز الحرد السياسي إلى المراجعة العميقة
- كامالا هاريس تخاطب نتنياهو كما لو كان جونغ اون!!!
- تساوي الفرص
- جراحات امريكية تجميلية لترحيل الازمة
- ماذا وراء التلويح باجتياح رفح؟
- انقاذ الدور الاسرائيلي على حسب الدور السعودي
- البعد السياسي في قرارت لاهاي
- هل تعني السعودية ما تقول؟
- إسرائيل أصغر حجما من دورها
- ايران والحرب على غزة: الدولة بين واقعها وخيال حكامها
- حتى لا نبدد فرصة اكتوبر
- ليس تحليلا للخطاب ولكن: ماذا قال الشيخ نصر الله ؟؟
- هل يدفع اختراق اكتوبر واشنطن لمراجعة استراتيجتها الشرق اوسطي ...
- الامتحان الأصعب وربما المصيري
- لن تفرط السعودية بقيادة النظام العربي من اجل التطبيع
- قمة الجزائر: قمة التغيير
- الفخ الاوكراني وحسابات الحقل والبيدر
- الاستعداد الفلسطيني لاحتمالات تحريك عملية السلام


المزيد.....




- -قبل وبعد.. نحبك-.. أولاد الأمير ويليام يهنؤونه بعيد الأب
- حقيقة الفيديو المنسوب إلى تساقط صواريخ إيرانية على إسرائيل
- مسؤول أمريكي لـCNN: ترامب رفض خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد ا ...
- صراع إيران وإسرائيل.. شاهد فوضى وأعمدة دخان بمناطق مكتظة بال ...
- نتنياهو يعلن تصفية رئيس الاستخبارات الإيرانية ونائبه
- إسرائيل وإيران: هل تتحول المواجهة بينهما إلى حرب مفتوحة؟
- أقارب مقاتلي -داعش- الألمان يطالبون بإعادتهم من سوريا
- أردوغان لترامب: هناك حاجة إلى تحرك عاجل لوقف التصعيد بين إير ...
- إسقاط مسيّرتين إسرائيليتين في سماء محافظة زنجان الإيرانية (ص ...
- وزير الخارجية المصري يبحث مع ويتكوف الحد من التصعيد بين إسرا ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - وقف اطلاق النار وترتيب المنهزمين