أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - الرد الايراني ولو بالذهاب الى حافة الهاوية














المزيد.....

الرد الايراني ولو بالذهاب الى حافة الهاوية


هاني الروسان
(Hani Alroussen)


الحوار المتمدن-العدد: 7949 - 2024 / 4 / 16 - 22:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الموضوعية قبل تقييم مدى نجاح الرد الايراني اواطلاق الاحكام جزافا له او عليه ان يتم بدقة كبيرة توصيف أهدافه، وتحديد فيما اذا كانت للتدمير والقتل والانتقام، ام انها لحفظ ماء الوجه والمحافظة على الحد الادنى لدور ايران كلاعب اقليمي يبحث عن اعتراف به من هذا الطرف او ذاك، أو أنها لاعادة رسم حدود النفوذ أو غيرها من الأهداف دون الالتفات او التوقف امام اي من تلك الأهداف التي تنسجها خيالات بعض العقول او تصنّعها لأغراض بعيدة كل البعد عن ما تزعمه من ادعاءات واراجيف مختلقة.
وبداية لابد من الاعلان عن الاتفاق التام مع كافة الاراء التي تجمع على ان كلا من إيران والولايات المتحدة ليستا بصدد الذهاب إلى مواجهة شاملة من شأنها ان تؤدي الى حرب اقليمية واسعة النطاق، لارتداداتها - التي قد تصل إلى مدارات دولية - مخاطر تهدد الأمن العالمي. ومن هذه المساحة الضيقة بالذات تُناقش فكرة الرد الايراني وتحديد نوعية اهدافه كما تُناقش جهود الحيلولة دون وقوعه كما حاولت واشنطن ان تقوم به، ان بالضغط المباشر او عبر الوسطاء، حيث اصبح الهدف العاجل للطرفين الأمريكي والايراني هو تحقيق انتصار في حرب لم تندلع بعد، يكرس قواعد جديدة سواء للردع او للاشتباك من خلال إعادة تقييم طبيعة وانتشار القوى الفاعلة في الاقليم.
وفيما حاولت الولايات المتحدة بكل قوة ثني إيران عن القيام بالرد وذلك للايهام باستمرار وبقاء طبيعة القوة في الاقليم وانتشارها على ما هي عليه منذ ما بعد اجتياح بغداد عام 2003 لا بل انها مالت اكثر لمصلحة أمريكا وحلفائها من اجل المحافظة على نفس قواعد الاشتباك، كانت إيران تصر بقوة كبيرة على استغلال الفرصة ولو بالذهاب إلى حافة الهاوية من اجل التأكيد على التغيرات الجوهرية التي طرأت على نوعية هذه القوة في الاقليم، وضرورة الاعتراف بما لها من مجالات تأثير جيوسياسية يجب وضعها موضع الاعتبار في التفاعلات المستقبلية.
والارجح ان هذا ما حققته ايران فورا وبدأ يطفو على السطح مباشرة بعد انتهاء ردها، حيت اخذت الإدارة الأمريكية بمسارين متوازيين لكبح جماح نتنياهو عن الذهاب نحو تصعيد نوعي من شأنه ان يكشف ظهر إسرائيل ويضع أمريكا موضع الدولة الاستعمارية، من خلال الضغط المباشر عليه ومنعه من الاقدام على اية خطوة بدون تنسيق مسبق معها، وفي نفس الوقت خلق انطباع قوي في الشارع السياسي الاسرائيلي باخفاق الهجوم الايراني، الذي لن يعود عليها الا بمزيد من العزلة الدولة حيث تعد الولايات المتحدة لاستبدال الرد العسكري برد دبلوماسي وان اي رد عسكري اسرائيلي سينقذ ايران مما تردت فيه.
طبعا هذه الكياسة الأمريكية المفاجئة مردها هو الإدراك العميق والمتكرر لواشنطن بان حليفتها المدلله صارت اصغر حجما من دورها الذي تأمله منها، وانه يجب منعها من دخول امتحان اخر وهي لم تنه بعد من اوحال غزة التي تطبق عليها رغم كل أشكال الدعم الذي تقدمه لها، كذلك فانه لن يكون من المريح وربما المتاح في ظل تزايد بؤر التوتر في العالم لواشنطن ان تقوم كل عدة أشهر بتحريك قواتها ونقل بوارجها للشرق الاوسط لحمايتها من احتمالات اندلاع حرب في أية لحظة، وانه ايضا لغياب بديل لها، فان حماية دورها من جنون غلاة قادتها يدخل في سياق الجهد الاستراتيجي لحماية المصالح العليا للولايات المتحدة، وهذا ما يفسر اسراعها بتقديم الدعم الفوري لها في كل مرة تكون فيها في وضع خرج، ولكن دون ان يفوق ذلك ارباحها، حيث ترى إدارة بايدن ان من شأن انخراطها في حرب اقليمية واسعة ستكون بلا أفق وان نتائجها لن تكون بأفضل من نتائج حربيها في العراق وافغانستان.
وفي هذا السياق يصبح من المنطقي ان تذهب واشنطن نحو الحلول الوسط، إذ من المرجح انها ستكون بحاجة إلى وقت أطول لاعادة تقييم الدور الاسرائيلي، واعادة تأهيلة بالصورة التي تتفق وقدراته الحقيقية التي لم تعد كما كانت عليه في سبعينيات القرن الماضي، بعد ان لم يعد احتكار مصادر القوة متاحا كما كان عليه الوضع سابقا، لهذا نجدها شديدة الحرس على استكمال صفقة التطبيع مع السعودية التي ستكون تمهيدا لبناء تحالف جماعي من دول المنطقة يكون بديلا عن الدور الاسرائيلي المنفرد والعاجز.
كذلك فان ادراك إيران لهذه الحقائق ولمحاولة إعادة خلط الاوراق، وبناء تحالف مضاد، ولمحاولة الدخول على خط الزمن الامريكي الذي اخذ يضيق اكثر فأكثر مع تزايد عدد بؤر التوتر والتحديات العالمية، جعلها ترفض الانصياع لكل محاولات التهديد الأمريكي بعدم الرد وذهبت للمجازفة والتحدي، لا لشيء الا لكي تبعث برسائل شديدة اللهجة لامريكا ولإسرائيل ولحلفائهما المحتملين في بناء منظومة الدفاع الاقليمي الجماعي، انها هي الاخرى بصدد بناء منظومة مماثلة وأن المعركة الحالية هي معركة رسم حدود النفوذ الجغرافي المستقبلية، وانها الطرف الوحيد الذي يمكن التحدث اليه بشأن الاقليم.
وان كان هنا ليس بوسع احد التأكد مما اذا كان هذا الرد ذو الأهداف الجيوسياسية كاف ليحقق لطهران ما تتطلع اليه الان، فمن المؤكد انه سيكون كافيا لها على مستوى تقاسم الزمن والاستفادة القصوى منه في بناء القوة الذاتية واعادة بناء تحالفاتها على الصعيدين الإقليمي والدولي قبل المعركة الحاسمة التي ستقرر مناطق النفوذ للمائة عام القادمة.
هاني الروسان / استاذ الاعلام في جامعة منوبة



#هاني_الروسان (هاشتاغ)       Hani_Alroussen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقف اطلاق النار وترتيب المنهزمين
- ما لا يمكن لواشنطن استدراكه بعد قرار وقف إطلاق النار
- هل توقف واشنطن الحرب قسرا؟؟
- لتجاوز الحرد السياسي إلى المراجعة العميقة
- كامالا هاريس تخاطب نتنياهو كما لو كان جونغ اون!!!
- تساوي الفرص
- جراحات امريكية تجميلية لترحيل الازمة
- ماذا وراء التلويح باجتياح رفح؟
- انقاذ الدور الاسرائيلي على حسب الدور السعودي
- البعد السياسي في قرارت لاهاي
- هل تعني السعودية ما تقول؟
- إسرائيل أصغر حجما من دورها
- ايران والحرب على غزة: الدولة بين واقعها وخيال حكامها
- حتى لا نبدد فرصة اكتوبر
- ليس تحليلا للخطاب ولكن: ماذا قال الشيخ نصر الله ؟؟
- هل يدفع اختراق اكتوبر واشنطن لمراجعة استراتيجتها الشرق اوسطي ...
- الامتحان الأصعب وربما المصيري
- لن تفرط السعودية بقيادة النظام العربي من اجل التطبيع
- قمة الجزائر: قمة التغيير
- الفخ الاوكراني وحسابات الحقل والبيدر


المزيد.....




- رأي.. فريد زكريا يكتب: كيف ظهرت الفوضى بالجامعات الأمريكية ف ...
- السعودية.. أمطار غزيرة سيول تقطع الشوارع وتجرف المركبات (فيد ...
- الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس يخضع لعملية جراحي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابطين وإصابة اثنين آخرين في كمين ...
- شماتة بحلفاء كييف؟ روسيا تقيم معرضًا لمعدات عسكرية غربية است ...
- مع اشتداد حملة مقاطعة إسرائيل.. كنتاكي تغلق 108 فروع في مالي ...
- الأعاصير في أوكلاهوما تخلف دمارًا واسعًا وقتيلين وتحذيرات من ...
- محتجون ضد حرب غزة يعطلون عمل جامعة في باريس والشرطة تتدخل
- طلاب تونس يساندون دعم طلاب العالم لغزة
- طلاب غزة يتضامنون مع نظرائهم الأمريكيين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - الرد الايراني ولو بالذهاب الى حافة الهاوية