محمد حجازي البرديني
الحوار المتمدن-العدد: 8507 - 2025 / 10 / 26 - 01:51
المحور:
الادب والفن
شعر: محمد حجازي البرديني.
على هذه الأرضِ ينهضُ الأبطالُ من الرماد،
كأنّ هوميروسَ يروي من جديدٍ ملحمةَ النكبة.
هنا يولدُ أوديسيوسَ آخرُ،
يبحرُ في الذاكرةِ بحثًا عن عكّا والناصرة.
على هذه الأرضِ تتفتحُ الأرواحُ كزهورِ اللوتس،
ويذوبُ الحزنُ في نهرِ الغانج.
يا وطني، أنتَ الحلمُ الذي لا يزول،
وأنتَ الضوءُ في صلواتِ الفقراء.
على هذه الأرضِ...
تسيرُ الريحُ كأنها نايُ المنفى،
وتغفو العصافيرُ على جدارِ الذاكرة.
يا وطنَ الصدى، يا مرآةَ الروحِ،
كم من دمٍ يحتاجُ الضوءُ ليشرقَ؟
على هذه الأرضِ
تُولدُ الكلماتُ من رمادِ الحلم،
ويستيقظُ النشيدُ في صدورِ الصمت،
هنا نكتبُ بالدمِ معنى الحياة،
ونزرعُ في الحجارةِ قمحَ الغد.
على هذه الأرضِ قبلةُ العاشقين،
وفي كلِّ ترابِها بيتُ صلاة.
نُقبّلُ جراحَها كأنّها وردٌ في الفجر،
ونصعدُ فيها إلى اللهِ مع كلِّ شهيد.
حجرٌ في الندى،
شجرةٌ تفتحُ قلبها للشمس،
هذا الوطنُ
يتنفسُ بين أوراقِ الغيم.
على هذه الأرضِ
يتأملُ الإنسانُ وجهَ الجبل،
ويرى في النهرِ تاريخَ أجداده.
الوطنُ ليسَ سيفًا،
بل نايٌ من طينٍ يوقظُ الحنين.
هذه الأرضُ كالعطر،
يختبئُ في جيبِ الليل،
ويفوحُ حين يمرُّ الأمل.
يا وطني،
كم مرةً متّ فيكَ لأحيا؟
على هذه الأرضِ نزرعُ حُلمَنا
ونحمي الندى من ظلالِ الأسى
على هذه الأرض،
يولد الصباحُ من رمادِ الحرب،
ويكتبُ الطفلُ حلمَه على جدارِ الشمس.
على الأرض ندى
يهمس الزيتون صبرًا
والشمسُ وعدُنا.
في ترابكِ يا أرضُ
أرى وجهَ اللهِ
وأشمُّ رائحةَ الخلود.
كتبت القصيدة بتاريخ الجمعة 3 / 10 / 2025م.
#محمد_حجازي_البرديني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟