أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حجازي البرديني - الشعر الإماراتي: دراسة نقدية بنيوية-تفكيكية لقصيدة -نسب الحروف- للشاعر كريم معتوق. الناقد: محمد حجازي البرديني.















المزيد.....

الشعر الإماراتي: دراسة نقدية بنيوية-تفكيكية لقصيدة -نسب الحروف- للشاعر كريم معتوق. الناقد: محمد حجازي البرديني.


محمد حجازي البرديني

الحوار المتمدن-العدد: 8493 - 2025 / 10 / 12 - 10:21
المحور: الادب والفن
    


الشعر الإماراتي: دراسة نقدية بنيوية-تفكيكية لقصيدة "نسب الحروف" للشاعر كريم معتوق.
الناقد: محمد حجازي البرديني.

المقدمة.
قصيدة "نسب الحروف" للشاعر الإماراتي كريم معتوق من ديوان "أعصاب السكر" تمثل قمة التجريب الشعري الإماراتي الحديث، حيث تمتزج فيها الرؤية الإنسانية العميقة بالرمزية اللغوية والفكرية. القصيدة تُظهر وعي الشاعر بقضايا الأمة، والبحث عن السلام الداخلي والخارجي، وتطرح مفاهيم التسامح والحب والفراق الطوعي كوسيلة للحفاظ على القيم العليا.
سنعتمد في هذه الدراسة على المنهج البنيوي لتحليل شكل النص وتركيبته اللغوية، وعلى المنهج التفكيكي للكشف عن التوترات الداخلية والتناقضات الدلالية، مستوحين أسلوب الناقد الرافعي في تحليل النصوص الشعرية المعقدة.

أولاً: العنوان ودلالاته.
"نسب الحروف"
العنوان يحمل إشارة فلسفية دقيقة: فالنسب عادةً مرتبط بالدماء والانتماءات الجغرافية والقبلية، بينما الحروف ترمز للغة والكلمة والفكر، أي أن الانتماء الحقيقي يتحدد بالمبادئ والقيم الإنسانية، لا بالنسب البيولوجي.
"نسبُ الحروفِ أعزُّ من نسبِ الدماءِ
إن احترقنَ لأجلِ شيءٍ بيننا"
(معتوق، 2007)
البيت يعكس قيمة اللغة والحروف كحاملة للإنسانية، وتفوقها على الدماء التقليدية في بناء العلاقات الإنسانية.

ثانياً: التحليل البنيوي-التفكيكي لأبيات القصيدة.
المقطع الأول: الفراق الطوعي كوسيلة للسلام
"فلنفترقْ!
من أجلِ أن تختارَنا الدنيا
حمائمَ للسلامْ
ومدينةً خضراءَ تقترفُ التسامحَ
تكتبُ الغفرانَ آياتٍ على كتفِ الحمامْ"
(معتوق، 2007)
التحليل البنيوي:
التكرار في كلمة "فلنفترق" يعطي إيقاعًا شعوريًا متصاعدًا ويؤكد فكرة الفراق الطوعي من أجل الحفاظ على السلام.
الرموز: "حمائم" = السلام، "مدينة خضراء" = الأمل والتجدد، "كتف الحمام" = الغفران والبراءة.
التحليل التفكيكي:
الفراق هنا ليس انفصالًا سلبيًا، بل وسيلة للتجدد، ما يعكس التوتر بين الانفصال والرغبة في الوحدة الروحية والفكرية.

المقطع الثاني: الصراع الداخلي والخارجي للشاعر.
"من أجل ألا تصبحَ الأحقادُ لعنتنا
وألا يرضعَ الأطفالُ غربتنا
وألا تذكرَ الأجيالُ خيبتنا"
(معتوق، 2007)
رمزية الأحقاد: تمثل الماضي المؤلم والعداوات الإنسانية.
الرضاعة بالغربات: تعبير شعري عن انتقال الألم والمعاناة للأجيال الجديدة.
تحليل تفكيكي: البيت يظهر صراع الشاعر الداخلي بين الحب للإنسانية والوعي بالخيبات الاجتماعية والسياسية.

المقطع الثالث: الشعر وسيلة الحياة والفناء.
"ونكونَ آخِرَ من يقومُ، نكونَ أوّلَ من ينامْ
ونكونَ في غدنا طواحينَ العداءِ
يصيرُ ماءُ الشعرِ في دمنا سراباً"
(معتوق، 2007)
التحليل البنيوي: التوازي بين "نكون آخر من يقوم" و"نكون أول من ينام" يخلق إيقاعًا شعريًا متناغمًا.
التحليل التفكيكي: التناقض بين الحياة والموت، النشاط والخمول، يرمز لصراع الشاعر بين الأمل واليأس.
الرمزية: "ماء الشعر سراباً" = الإبداع في مواجهة الواقع القاسي.

المقطع الرابع: الفعل الإنساني والأخلاقي.
"فلنفترقْ..
حباً لنَنْعَم بالسلامْ
وتموتَ في فمنا المطامعْ"
(معتوق، 2007)
التحليل البنيوي: التكرار "فلنفترق" مع السبب "حباً" يضفي على الفراق بعدًا أخلاقيًا وفلسفيًا.
الرمزية: موت المطامع = التخلص من الأنانية والرغبة في السلطة.

المقطع الخامس: دور الشاعر في المجتمع.
"فالشاعرُ الصداحُ في زمنِ الفجائعْ
يعلو ليحضُنَ جرحَ أمتهِ وينزلَ للثرى
ليخطَّ من دمِهِ الروائعْ
ويعيشَ يحرثُ عمرهُ
لبلادهِ، ولشعبهِ، ولطفلةٍ في الصينِ ترضعها المواجعْ"
(معتوق، 2007)
التحليل البنيوي: البناء التصاعدي للأفعال: يعلو، ينزل، يخط، يعيش → يعكس ديمومة الفعل الشعري وتأثيره الاجتماعي.
التحليل التفكيكي: الشاعر يربط بين القضايا المحلية والعالمية، مؤكدًا على بعد الإنسانية الشامل.
الرمزية: الطفلة في الصين = المعاناة الإنسانية العابرة للحدود.

المقطع السادس: الحرية والتواضع.
"والشاعرُ الحرُّ الأبيُّ أراه يقتلهُ التواضعْ
صدري ملاذُ العاشقين محبةً
وقصيدةٌ حبلى بقافيةِ الغمامْ"
(معتوق، 2007)
تحليل تفكيكي: التناقض بين الحرية والتواضع يُظهر صراع الشاعر مع المجتمع ومع ذاته.
الرمزية: "قافية الغمام" = الأمل والحلم والسمو الإبداعي.

المقطع السابع: مقاومة الألم والماضي.
"ما كنتُ آخِرَ من يقولُ مهابةً
للشعر في زمنٍ تزينَ بالحطامْ
ما كنتُ، لكني أحاولُ أن أشدَّ الأمسَ
متّشحاً بقدرةِ عاشقٍ قهرتْهُ كوكبةُ اللئامْ"
(معتوق، 2007)
التحليل البنيوي: التكرار "ما كنتُ" يخلق إيقاعًا شعوريًا يعكس الإصرار على مقاومة الفساد والظلم.
التفسير التفكيكي: الشاعر يواجه التاريخ واللئام بالقوة الشعرية، معتبرًا الشعر أداة للانتفاضة الروحية.

المقطع الثامن: دعوة للتجدد والمحبة.
"فلنفترقْ
من أجل أن تلدَ السماءُ طيورَ حبٍ غيرنا
ونبددَ الأحزانَ والوجعَ الجميلْ"
(معتوق، 2007)
التحليل البنيوي: صيغة الفعل "تلد السماء" = لغة تصويرية، تخلق رمزية للأمل الجديد والولادة الروحية.
الرمزية: "طيور الحب" = الأمل والصفاء بعد الفراق.

المقطع التاسع: التجربة الإنسانية والمجتمعية.
"فلنفترقْ..
كي لا نرى سحبَ الوشايةِ حين تمطرُ
فوق مسرحنا النبيلْ
ولكي نرى شمسَ المحبةِ تنجبَ الأفراحَ"
(معتوق، 2007)
التحليل التفكيكي: النص يعكس صراعًا بين الغش والخيانة مقابل المحبة الحقيقية، باستخدام الرموز الطبيعية (سحب، شمس) لتمثيل القيم الإنسانية.

المقطع العاشر: الفراق الطوعي كاستراتيجية أخلاقية
"فلنفترقْ يا أصدقاءُ لنفترقْ يا أصدقاءْ
كي لا يفرقنا اللقاءْ"
(معتوق، 2007)
التحليل التفكيكي: التكرار المكثف هنا يعكس التوتر النفسي، حيث الفراق وسيلة للحفاظ على المحبة وعدم تشويه العلاقات.

سابعاً: الخاتمة.
قصيدة "نسب الحروف" نموذج متفرد للشعر الإماراتي الحديث، إذ تمزج بين:
البنية البنيوية المحكمة: من تكرار، وتوازي، وإيقاع موسيقي.
اللغة الرمزية المكثفة: الحمام، النخيل، الغمام، طواحين العداء.
الرؤية الإنسانية العميقة: الفراق الطوعي، الحب، التسامح، الحروف كرمز للهوية.
التوتر التفكيكي الداخلي: بين الفراق والوحدة، بين الأمل واليأس، بين الفرد والمجتمع.
يمكن القول إن كريم معتوق قدم من خلال هذه القصيدة دراسة شعرية فلسفية وعاطفية في آن واحد، توظف الفكرة والرمز والموسيقى الداخلية للنص لخلق أثر شعوري وفكري بالغ العمق.

قائمة المصادر والمراجع (MLA):
- معتوق، كريم. نسب الحروف. ديوان كريم معتوق، 2007. https://www.aldiwan.net/cat-poet-karim-matouk
- عبد الرحمن، كمال. "بنية المفارقة في قصيدة نسب الحروف ." مجلة الدراسات الأدبية، 2020.
- كتكت، رنا جمال إسماعيل. "تجليات الشعرية في شعر كريم معتوق." جامعة الإسراء الخاصة، 2022. https://search.mandumah.com/Record/1401349
- المحمودي، عبده. "الرمز في ديوان الشاعر الإماراتي كريم معتوق." مجلة دراسات نقدية.

تم استكمال الدراسة النقدية بتاريخ:
الأربعاء 1 / 10 / 2025 م.



#محمد_حجازي_البرديني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور الرواية العربية في إعادة تشكيل الواقع بطريقةٍ إصلاحيةٍ أ ...
- صورة المعلم في الرواية العربية: دراسة نقدية منهجية تطبيقية ت ...
- العمل التطوعي الإنساني في الرواية العربية. دراسة نقدية: نفسي ...
- الأشخاص ذوو الإعاقة يتصدرون مشهد البطولة في الرواية العربية
- عودة ترامب؛ هل سينقذ أم يغرق الإمبريالية العالمية أحادية الق ...
- العرب والنظام العالمي الجديد - الحرب العالمية الثالثة
- يسعى الأردن إلى تقديم نموذج للدولة المدنية - دولة المواطنة ( ...
- الأردن - فلسطين وجهان لعملة واحدة روحا وقلبا وعقلا ودماءً.
- جند بيت المقدس في غزة سيدحرون جيش صهيوماسون وسيلحقون به شرّ ...
- اذهب أنت وربك فقاتلا ... غزوة طوفان الأقصى ومعركة الخندق وحر ...
- ما بين المنهجية والهمجية... حرب أوكرانيا ومعركة طوفان الأقصى ...
- الاغتيال والنفي لكل الشرفاء الأحرار ممن يناصرون ويدافعون عن ...
- يا للخزي ويا للعار! وصمة عار ستلاحق أصنام كراسي أنظمة الحكم ...
- بروباغندا خطاب التضليل الجمعي ( اللاوعي ) والبرمجة العصبية ل ...
- السياسة براجماتية كافرة - عدو، صديق ( نسبي )؛ المقاومة الفلس ...
- آية الله المرشد الأعلى الحاخام الإمام الشريف محمد حجازي البر ...
- النظام الإيراني وتصدير الإيديولوجيا الصفوية الفارسية بقناع ش ...
- شراء ألقاب؛ شريف، معالي، جنرال ... ريعه يحول إلى دولة إسرائي ...
- ثورة داود بن غزة فلسطين ضدّ المحتل جالوت بن صهيوماسون.
- القدس عاصمة حضارة أمتنا سياسيا.


المزيد.....




- حربٌ هزمت المجتمعَين وأسقطت كذبة وحدة اللغة والتاريخ المشترك ...
- ظهرت في أكثر من 60 فيلما.. وفاة الممثلة ديان كيتون عن 79 عام ...
- بيت المدى يستذكر الأديب الباحث الدكتور علي عباس علوان
- -كتاب الرياض- يناقش صناعة المحتوى الثقافي
- -الممثل غير المحترف-.. جديد محمد عبد الرحمن في معرض الرياض ل ...
- دان براون يعود ليسأل: ماذا بعد الموت؟ قراءة في -سر الأسرار- ...
- -الحافلة الضائعة-.. فيلم يعيد الفتى الذهبي ماثيو ماكونهي إلى ...
- -منتدى أصيلة- يسلم الإيفوارية تانيلا بوني جائزة -تشيكايا اوت ...
- هل يمكن فصل -التاريخ- كما جرى عن -التأريخ- كما يُكتب؟ الطيب ...
- لازلو كراسناهوركاي.. الكاتب الذي عبر من الأدب إلى السينما وص ...


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حجازي البرديني - الشعر الإماراتي: دراسة نقدية بنيوية-تفكيكية لقصيدة -نسب الحروف- للشاعر كريم معتوق. الناقد: محمد حجازي البرديني.