أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - سنان سامي الجادر - رسالة من رجل دين مندائي إلى الأحزاب العراقيّة














المزيد.....

رسالة من رجل دين مندائي إلى الأحزاب العراقيّة


سنان سامي الجادر
(Sinan Al Jader)


الحوار المتمدن-العدد: 8506 - 2025 / 10 / 25 - 19:13
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


لقد قررت القوى السياسية في العراق تخصيص مقعد كوتا للصابئة المندائيين في البرلمان، وهو قرار يبدو في ظاهره إنصافاً لكنه في جوهره زاد الغربة والألم. إن وجود هذا المقعد المنعزل دليل واضح على أن بقية العراقيين، سواء اختلفت دياناتهم أو قومياتهم، ما عادوا يهتمون بمطالب إخوانهم من أبناء الصابئة، أقدم مكونات هذا الشعب. وأصبح الصابئي بحاجة إلى مقعد وحيد من أصل 329 كي يُعنى بقضايا طائفته، في مشهد يختصر شعور الانعزال والخذلان.

ومما يزيد الأسى أن شاغلي مقعد الصابئة البرلماني وغيره من مقاعد المحاصصة في المؤسسات الأخرى، سواء في الماضي أو المستقبل، فأن جلّ أهتمامهم ينصب على منافعهم الشخصيّة والرواتب العالية والامتيازات -وأجزم بأن نفس هذا الوضع ينطبق على باقي المرشحين وطوائفهم. فهم لا يخدمون شعبهم ولا حتى طائفتهم وإنما يخدمون أنفسهم ومجموعاتهم الصغيرة. بينما يذهب البعض الآخر أبعد من ذلك؛ فيخون الوطن وهو يتكلم بلسان عراقي لكنه يخدم بعض دول الجوار التي دعمته أو هو يتحيّن الفرص لإقامة مملكته على أنقاض العراق بدعم صهيوني. وهذا الخلل في الدولة العراقيّة مقصود وليس مصادفة؛ لأن الجهات الخارجيّة التي وضعت نظام المحاصصة المقيتة وهذا الدستور المهلهل لاتريد خيراً للعراق ولا تريد وجود كوادر من الأكفّاء والمخلصين ليبنوا بلدهم وإنما يريدون إضعافه عبر تقسيم الشعب وضرب وحدته لكي يمهّدوا لاقتسام ثرواته وربما حتى احتلاله.

المأساة تتعمق بعد أن هُجّر 95% من أبناء الصابئة منذ عام 2003، فتشتتوا في بقاع العالم، وبات حتى ذلك المقعد اليتيم يتم أختيار مرشحه من قبل الأحزاب العراقية الأخرى، وليس من أبناء الطائفة نفسها. كل ذلك يجري مقابل الموافقة المسبقة من قبل النائب "الفزاعة" على كل قرارات الجهة التي رشحته بأصواتها. ودون اعتبارات حقيقية لمعاناة الصابئة ودورهم التاريخي.

طُردنا من ديارنا ولم نعد نسكن العراق وإن كان العراق يسكن فينا. لكننا في المهجر ما زلنا نعاني من تجاهل قضايا الصابئة، فبيوت أجدادنا ما تزال مستولى عليها ومهدّمة بعد احتلالها، وأصحاب المعاملات والأوراق الرسمية لا يجدون من يساعدهم طلباً للعدل والفرج.

أيها الأحزاب العراقية، أستحلفكم بمقدساتكم وأيمانكم أن تختاروا للصابئة شخصاً شريفاً تلقّى تعليماً حقيقياً، يحمل الوطنية في قلبه، يحب العراق وأهله جميعهم بصدق. فإن وجدتم هذه المواصفات حتى في مرشح غير صابئي، فسيكون خير من يمثّل الصابئة وينجز واجبه بأمانة وكفاءة.

أمّا إذا كان أختياركم هذه المرّة لمرشح من نفس العيّنة ومثل سابقاتها، بشخص شبه متعلّم يجسد مصالحه الخاصّة ومصالحكم الضيّقة, فسوف نقاتلكم بأسلحة إيماننا وهي بالدعاء عليكم وعلى أحزابكم.



#سنان_سامي_الجادر (هاشتاغ)       Sinan_Al_Jader#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتاب الذي يعيد رسم خريطة التوحيد في الشرق القديم
- تعدد الزوجات لدى المندائيين
- الملالي المندائيين والمعرفة الزائفة
- الديانات التبشيريّة وإلغاء القوميّة
- الكشف عن التشابه بين ترنيمة نجع حمادي (الرعد: العقل المثالي) ...
- اللّفظ المندائي بالعراقي والإيراني
- اللُّغة المندائيّة العربيّة القديمة
- درجات السلك الديني المندائي
- فيدراليّة هولندا المندائيّة ومَرَدَة الظلام!
- السومريون هم نفسهم الأكديون
- الأسماء المندائيّة وسلسلة الأجداد
- الفلسفة المندائيّة واحترام الطبيعة
- الذئاب المتربّصة لتدمير العوائل
- سجود الملائكة والتوحيد المندائي
- اليهوطايي وهدف تدمير المندائيّة
- السحر والعِرافة والنبوّة والجهل
- كنيانة سُماقا وأصلها إكوما
- الغُفران من صفات الحيّ العَظيم
- مُعلمنا يهانا وليس يوحنا
- المُسكِّرات والمخدِّرات أعداء المانا


المزيد.....




- ترامب يكشف ما ناقشه مع أمير قطر.. ويرد على سؤال حول موعد انت ...
- ترامب يقول إن قوة تحقيق السلام ستنشر في غزة قريبا وإسرائيل ت ...
- إسرائيل تستهدف ناشطا من الجهاد وسط قطاع غزة
- أحمد داش.. تجربة تمثيلية تنضج في صمت
- البوتوكس والأمومة.. هل يُفقد الأم قدرتها على التواصل مع طفله ...
- الجيش السوداني يعلن صد هجوم واسع للدعم السريع على الفاشر
- السيسي يدعو المدارس والجامعات إلى زيارة سيناء 
- ترامب يلتقي أمير قطر على طائرته الرئاسية خلال تزودها بالوقود ...
- الجزائر تحدد موعد استئناف محاكمة الصحافي كريستوف غليز و-مراس ...
- ترامب يجري محادثات مع الشيخ تميم في الدوحة بشأن اتفاق غزة


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - سنان سامي الجادر - رسالة من رجل دين مندائي إلى الأحزاب العراقيّة