ويصا البنا
مقدم برامج _ اعلامى _كاتب - مشير اسرى -قانوني
(Wisa Elbana)
الحوار المتمدن-العدد: 8506 - 2025 / 10 / 25 - 00:10
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كلما اشتعلت فتنة أو وقعت جريمة تهز ضمير المجتمع، يخرج علينا من يرفع شعار «نريد الصلح» ويقترح «جلسة عرفية» وكأنها الحل السحري لكل أزمة.
لكن الحقيقة أن الجلسات العرفية في مصر تحولت من وسيلة لتهدئة النفوس إلى أداة لقتل القانون وإهدار العدالة.
تحت لافتة “الصلح خير”، تضيع الحقوق، ويُغلق ملف الجريمة بلا حساب، ويخرج الجناة مبتسمين كأن شيئًا لم يكن.
يتحوّل الضحية إلى متهم، ويُطلب منه التنازل باسم “السلم الأهلي”، بينما يعرف الجميع أن السلم الحقيقي لا يقوم على الظلم ولا على دفن العدالة.
في قرى كثيرة، آخرها قرية الجلف بمركز بني مزار، يتكرر المشهد نفسه:
اعتداءات، تخريب، خوف، ثم “جلسة عرفية” تجمع من أشعلوا النار ومن احترقوا بها، ليُقال بعدها إن الأمور “اتحلت”.
لكن ما الذي حُلّ فعلًا؟
هل عاد الحق إلى صاحبه؟
هل نال المعتدي عقابه؟
أم أننا فقط أزحنا التراب فوق جرحٍ مفتوح ونظن أنه اندمل؟
الجلسات العرفية ليست مصالحة، بل صفقة صمت تُبرم على حساب الضعفاء.
هي قنبلة مؤقتة تُبقي النار تحت الرماد حتى تنفجر من جديد عند أول احتكاك.
والأخطر أنها تُرسّخ في العقول أن القانون بلا قيمة، وأن من يملك الصوت الأعلى هو الذي ينتصر في النهاية.
إن دولة القانون لا تُبنى بالترضيات، بل بالعدالة
ولا تُصان وحدة الوطن بالمجاملات، بل بتطبيق القانون على الجميع دون استثناء.
الصلح لا يكون بديلاً عن العقاب، والمسامحة لا تعني الإفلات من المساءلة.
من يعتدي يجب أن يُحاسَب، ومن يُخطئ يجب أن يُعاقَب، لأن العدالة هي التي تحفظ السلام... لا الجلسات العرفية.
#ويصا_البنا (هاشتاغ)
Wisa_Elbana#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟