ويصا البنا
مقدم برامج _ اعلامى _كاتب - مشير اسرى -قانوني
(Wisa Elbana)
الحوار المتمدن-العدد: 8406 - 2025 / 7 / 17 - 13:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في كل موسم سياسي، نعيش حالة من الحماسة المصطنعة. لافتات تُرفع، ووعود تُصاغ، وخطب تُلقى وكأننا نبدأ من الصفر. لكن الحقيقة المضحكة – والمبكية – أن السياسة عندنا أشبه ما تكون بـ"ماتش كورة قديم"، نفس اللعيبة، نفس الخطط العقيمة، نفس الأداء الباهت… الفارق الوحيد؟ الجمهور.
نعم، الجمهور وحده هو من يتغير. فبعد كل إخفاق، جزء من الجمهور ينسحب، وجزء آخر ينضم بحسن نية أو سذاجة. الجيل الجديد يدخل المدرجات مؤمنًا بالتغيير، حاملًا على كتفيه آمالًا تتبخر بسرعة في دخان الشعارات.
اللاعبون لا يتغيرون... فقط يُعاد تدويرهم
السياسي عندنا لا يخرج من اللعبة، بل ينتقل من دكة الاحتياط إلى مقعد الوزارة، ومن لجنة فرعية إلى منصب قيادي، دون أن نعرف له إنجازًا سوى حسن البقاء في الصورة. بعضهم لا يُهزم، لأنه لم يشارك أصلًا في أي معركة حقيقية. شعبيته تُفصّل إعلاميًا، وإنجازاته تُقص وتُلزق على حساب جيوبنا.
والخطط؟ مجرد شعارات قديمة بحبر جديد
اسأل أي مرشح، سيحدثك عن "العدالة الاجتماعية"، "تمكين الشباب"، "محاربة الفساد"… إلخ. كلمات لا تسقط بالتقادم لأنها أصلًا لم تُطبّق. ومع ذلك، تُعاد صياغتها كل دورة، وتُقدم إلينا وكأنها كشف حساب جديد.
أما الجمهور… فمشكلته أنه يصدق كل مرة
في بلاد أخرى، الجمهور يحاسب. أما عندنا، فالجمهور يتبدل. جيل ييأس، فينسحب. جيل ينخدع، فيصفق. جيل ثالث يتفرج فقط، ويقول: "سيبها على الله". وهكذا تستمر اللعبة، بلا حكم نزيه، وبلا دوري حقيقي، فقط عرض مسرحي طويل لا أحد يجرؤ على إطفاء أنواره.
في النهاية… نحن لا نطالب بمعجزة، بل بمباراة حقيقية
نريد سياسيين حقيقيين، يتغيرون حين يفشلون، ويصمتون حين يُحاسبون. نريد جمهورًا لا يصفق للفشل، ولا ينسى من خدعه. نريد سياسة ليست "ماتش قديم"، بل ملعبًا مفتوحًا فيه فرص متكافئة، وتنافس شريف، وشعب لا يُستبدل ولا يُستهلك… بل يُحترم.
لكن حتى يتحقق ذلك، سيظل صوت العقل يهمس في أذن كل متفرج:
"ما تشيلوا الكروت المحروقة واللعيبة اللى ماتت وهى بتتنفس يا جماعة… ولاّ هنكمل بنفس التشكيلة؟"
#ويصا_البنا (هاشتاغ)
Wisa_Elbana#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟