ويصا البنا
مقدم برامج _ اعلامى _كاتب - مشير اسرى -قانوني
(Wisa Elbana)
الحوار المتمدن-العدد: 8363 - 2025 / 6 / 4 - 10:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مع كل موسم انتخابي جديد، تتجدد الأسئلة، وتتكرر المفارقات، ويبقى السؤال الذي لا يُطرح علنًا لكنه يتردد في أذهان كثيرين: لماذا لا يتم اختياري في القائمة؟ وهل معيار الدخول إلى البرلمان عبر نظام القوائم يعتمد حقًا على الكفاءة والخبرة والتاريخ المجتمعي، أم أن هناك اعتبارات أخرى لا يُعلن عنها؟
خضتُ تجربة الانتخابات من قبل، وترشحت لمجلس الشيوخ عن دائرة الجيزة، وحصلت على 16 ألف صوت تقريبا في انتخابات شديدة التنافسية، دون دعم حزبي أو تمويل ضخم. قدّمت برنامجًا سياسيًا على الفضائيات، وشاركت في ملفات حقوقية جريئة، وأسست منابر إعلامية تفتح باب الرأي للجميع. ومع ذلك، لا أزال خارج "القائمة".
ليس هذا المقال تظلمًا، ولا هو رسالة استجداء سياسي. بل هو محاولة لفهم قواعد اللعبة، أو على الأقل مساءلة من يضعون تلك القواعد. فحين يُقصى أصحاب التاريخ، ويُستبعد من لهم وجود شعبي حقيقي، يُطرح التساؤل: من يختار؟ وبأي معيار؟ وهل نريد برلمانًا يعكس إرادة الشارع أم يكرر صدى غرفة مغلقة؟
القائمة الانتخابية في صورتها الحالية ليست مجرد ورقة ترشيحات، بل هي مرآة للمنهج الذي تتبعه الأحزاب في تشكيل الحياة السياسية. فإن خلت من المستقلين، ومن أصحاب الرأي، ومن الذين يمثلون صوتًا مختلفًا، فإنها تتحول من أداة تمثيل إلى أداة إقصاء.
لقد خضت العمل العام مؤمنًا بأن السياسة مسؤولية، لا مكافأة. تربيت في قلب هذا الوطن، ولم أكن يومًا من الباحثين عن موطئ قدم في مقعد سلطة، بل كنت دومًا منحازًا لصوت الناس، ولما يطلبه الشارع من عدالة، وكرامة، وشفافية. رؤيتي السياسية تنبع من خبرة قانونية وإعلامية ، ومن احتكاك مباشر بهموم المواطنين في الجيزة وغيرها، وهي رؤية تضع الإنسان في قلب السياسات، وتحترم العقل قبل الهتاف.
ومع كل هذا، أؤكد أنني لم أكن يومًا خصمًا للدولة، بل كنت وما زلت من المؤمنين بمشروعها الوطني، والداعمين لثوابتها. كنت من أوائل من دعوا لترشيح الرئيس عبد الفتاح السيسي، إيمانًا بأن مصر تحتاج إلى قيادة حاسمة تُعيد للدولة هيبتها، وتحمي مؤسساتها. وانحيازي لم يكن يومًا إلا لهذا الوطن، ولما يحقق له الاستقرار والعدالة والتنمية.
أدرك تمامًا أن الطريق إلى الإصلاح لا يبدأ بمقعد في برلمان، ولكنه يمر عبره. لذلك، فإن سؤالي "لماذا لا يتم اختياري في القائمة؟" ليس سؤالاً شخصيًا بقدر ما هو سؤال عام عن من يُختارون لتمثيلنا، ومن يُقصَون رغم حضورهم ومواقفهم.
إذا أردنا برلمانًا يعبر عن الناس، فلا بد أن يكون باب التمثيل مفتوحًا للجميع، على أساس من النزاهة، والكفاءة، والرؤية... .
#ويصا_البنا (هاشتاغ)
Wisa_Elbana#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟