أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - ويصا البنا - -انتهاك مزدوج للدستور وقانون الطفل: طالبة تُعاقب على حريتها الشخصية-














المزيد.....

-انتهاك مزدوج للدستور وقانون الطفل: طالبة تُعاقب على حريتها الشخصية-


ويصا البنا
مقدم برامج _ اعلامى _كاتب - مشير اسرى -قانوني

(Wisa Elbana)


الحوار المتمدن-العدد: 8297 - 2025 / 3 / 30 - 03:06
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


في زمن يُفترض فيه أن المدرسة مكان للتربية قبل التعليم، تُفاجئنا إحدى المعلمات، لا نعلم إن كانت تحمل شهادة في التدريس أم في التعصب، بواقعة مخزية لا تليق إلا بعصور التفتيش الديني. في أثناء "وقفة للطالبات "، حيث يفترض أن نحتوى الطالبات، قررت المعلمة أن تُمارس سلطتها على طالبة اختارت أن تترك شعرها يتنفس... فشدّتها من شعرها، وطرحتها أرضًا، فقط لأنها "غير محجبة".
نحن لا نتحدث هنا عن خطأ تربوي يمكن إصلاحه بتوبيخ أو اعتذار، بل عن اعتداء صريح، جسدي ونفسي، تصح عليه كل صفات "البلطجة التربوية" والتعصب الممنهج. فلو كانت الطالبة قد ارتكبت جرمًا أخلاقيًا – وهو لم يحدث – فإن الرد لا يكون بالضرب والسحل، وإلا أصبحنا نعيش في غابة لا مدرسة.

جريمة وفقًا للقانون المصري

ما قامت به المعلمة لا يدخل تحت "التربية"، بل تحت قائمة الجرائم، بحسب قانون العقوبات المصري:

المادة 242: "كل من أحدث عمدًا ضربًا أو جرحًا بشخص آخر، أو أعطاه مواد ضارة ولم يبلغ الضرب أو الجرح درجة الجسامة، يُعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة أو بغرامة لا تقل عن عشرة جنيهات ولا تزيد على مائتي جنيه."


أما إذا نتج عن الضرب أذى نفسي دائم أو تأثير على الدراسة، فترتفع العقوبة حسب مواد الإيذاء والاعتداء على القُصّر.

المادة 166 مكرر من قانون الطفل: "يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وغرامة لا تقل عن ألفي جنيه، كل من عرض طفلاً لإحدى حالات الإيذاء أو العنف أو الإساءة البدنية أو النفسية أو الجنسية."


وإذا ثبت أن السبب الوحيد للاعتداء هو تمييز ديني أو مظهري، فالأمر لا يقل عن كونه جريمة كراهية تستوجب تدخل النيابة العامة ووزارة التربية والتعليم، بل والمجلس القومي لحقوق الإنسان.

المدرسة ليست ديرًا ولا جامعًا

منذ متى أصبح الزي الديني مقياسًا للأخلاق؟ وهل تحوّلت المدارس إلى أدوات لفرض نمط ديني معين؟ ثم من أعطى هذه المعلمة حق التفتيش في العقيدة؟ في دولة تُقر الدستور فيها بحرية العقيدة، ولا يُفرض الحجاب فيها قانونًا، كيف يجرؤ موظف في الدولة أن يفرضه عنوة على الأطفال؟

وإن كنا بصدد الحديث عن الأخلاق، فأي أخلاق في جرّ طفلة من شعرها أمام زميلاتها؟

دعوة للمحاسبة... لا للسكوت

الصمت على هذه الجريمة هو مشاركة فيها. وإذا كانت وزارة التعليم تهتم فعليًا بـ"التطوير"، فعليها أن تبدأ من تطهير المدارس من المتطرفين، لا تغيير مناهج الرياضيات. ونطالب بـ:

1. التحقيق الفوري مع المعلمة وفصلها احتياطيًا.


2. إحالة الواقعة إلى النيابة العامة.


3. فتح خط مباشر مع أولياء الأمور لتلقي شكاوى مماثلة.


4. تفعيل دور الأخصائي النفسي والاجتماعي في المدارس.



لا نريد بيانات تنديد، ولا "إحنا آسفين يا فندم"، نريد محاسبة واضحة ورادعة.

في الختام...

هذه ليست قضية فتاة بدون حجاب، بل قضية حق الإنسان في ألا يُهان بسبب قناعاته أو مظهره. والفتاة التي طُرحت أرضًا اليوم، إن لم ننصفها، ستكبر وهي تكره المدرسة والدين والمجتمع.

فمن المسؤول الحقيقي؟ المعلمة فقط؟ أم من جعلها تعتقد أنها فوق القانون والدستور والإنسانية؟



#ويصا_البنا (هاشتاغ)       Wisa_Elbana#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الرأي العام مرآة للحقيقة؟
- التسول وتأثيره السلبي على السياحة وسبل مكافحته وفقًا للقانون
- تركيا على مفترق طرق: احتجاجات تعصف بالشارع ونظام أردوغان يتر ...
- آن أوان الخلاص… أردوغان راعي الإرهاب وعدو الداخل والخارج
- إلى أمي الحبيبة في السماء،
- عالمنا الجميل: بين الفوضى والضحك-
- الشعب يريد… بس مين سامع؟
- حكاية قلوب منهكة وأرواح تبحث عن السكينة
- إعلان قانوني بشأن الجرائم التي يرتكبها أحمد الجولاني وجماعته ...
- -المجازر المنسية في سوريا: قتل ممنهج وصمت عالمي مخزٍ-
- اخى المواطن انتبه من اللصوص
- هى ماشية ازاى ؟
- سوق العقار المصرى
- ماذا لو كنت البابا لاقباط مصر
- - مَا أَشْبَهَ اللَّيْلَةَ بِالبَارِحَةِ - .
- كيف يتم خطف نساء الاقباط
- جبل الطير والداخلية
- كشف حساب حكومة محلب (1- 5)
- انتبه!! العالم يرجع الى الخلف
- الدم القبطى رخيص


المزيد.....




- قتلى قرب مواقع توزيع مساعدات في غزة، والأمم المتحدة تدعو إلى ...
- -اليونيسف-: يدخل غزة من القنابل والصواريخ أكثر بكثير من المو ...
- بوتين: العلاقات المثلية ليست محظورة في روسيا بل فقط الترويج ...
- إيران تعلن اعتقال عنصرين تابعين للموساد
- أُصارع العجز والألم بيد واحدة
- ردود جديدة بشأن أماكن احتجاز 203 معتقلين من غزة في سجون الاح ...
- الاستخبارات الإيرانية تعلن اعتقال شخصين يعملان لصالح الموساد ...
- الأمن الداخلي الإيراني يعلن اعتقال عنصرين -تابعين للموساد-
- وصول دفعة جديدة من الأسرى العسكريين الروس إلى مقاطعة موسكو
- سلطات الاحتلال تؤجل محاكمات الأسرى الفلسطينيين إلى الأربعاء ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - ويصا البنا - -انتهاك مزدوج للدستور وقانون الطفل: طالبة تُعاقب على حريتها الشخصية-