ويصا البنا
مقدم برامج _ اعلامى _كاتب - مشير اسرى -قانوني
(Wisa Elbana)
الحوار المتمدن-العدد: 8444 - 2025 / 8 / 24 - 04:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما حدث مؤخرًا أمام السفارة المصرية في واشنطن، وما يتكرر في هولندا من اعتداءات غوغائية على البعثات الدبلوماسية، ليس مجرد أحداث عابرة يمكن تجاوزها، بل هو انتهاك صريح للقانون الدولي وفضيحة دبلوماسية تتحمل مسؤوليتها الدولتان معًا.
فالقانون واضح ولا يحتمل التأويل: اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 تلزم الدولة المضيفة بحماية السفارات والبعثات الأجنبية “من أي اقتحام أو ضرر ومنع أي إخلال بأمنها أو مساس بكرامتها” (المادة 22). ومع ذلك، نجد أن الولايات المتحدة تترك بعض المصريين المقيمين يعتدون على سفارتهم في قلب واشنطن دون تدخل حاسم، بينما تسمح هولندا بمشاهد مشابهة تتكرر أمام السفارات وكأن الأمر نوع من "حرية التعبير"!
لكن أي حرية تلك التي تسمح بالاعتداء على سيادة دولة داخل أراضي دولة أخرى؟ وأي ديمقراطية تلك التي تبرر حصار البعثات الدبلوماسية، بل وتلوم موظفيها إذا دافعوا عن أنفسهم؟
إن ما جرى حين اضطرت السفارة المصرية في واشنطن إلى احتجاز أحد المعتدين بشكل مؤقت لحين تسليمه للشرطة الأمريكية ليس خروجًا عن القانون، بل ممارسة لحق طبيعي ومشروع في الدفاع عن النفس. الجريمة الحقيقية هي أن تُترك البعثة عرضة للخطر دون حماية.
إن تقاعس أمريكا أو هولندا عن القيام بواجباتهما لا يُفهم إلا كرسالة سياسية خاطئة، مفادها أن التزامات القانون الدولي مجرد شعارات. وهذه رسالة خطيرة، لأنها تفتح الباب أمام فوضى دبلوماسية تضرب أسس العلاقات بين الدول.
المطلوب واضح ولا يحتمل المساومة:
1. تحقيق عاجل ومحاسبة المعتدين في واشنطن وأمستردام.
2. ضمان حماية كاملة للبعثات المصرية وكل البعثات الأجنبية مستقبلًا.
3. تعويض مادي ومعنوي عن الأضرار التي لحقت بالسفارات نتيجة هذا التقصير الفاضح
أما أن تُترك السفارات المصرية بلا حماية، ثم تُلام إن دافعت عن نفسها، فذلك منطق مقلوب لن تقبله مصر، ولا أي دولة تحترم سيادتها.
إن القاهرة لن تتردد في تحميل أمريكا وهولندا المسؤولية الكاملة أمام المجتمع الدولي إذا تكررت مثل هذه الاعتداءات. فالسفارات ليست مجرد مبانٍ إدارية، بل هي جزء من الدولة ذاتها، والاعتداء عليها اعتداء مباشر على السيادة الوطنية.
#ويصا_البنا (هاشتاغ)
Wisa_Elbana#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟