أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالله عطية شناوة - أنماط التفكير السائدة في العراق .. نظرة مكثفة














المزيد.....

أنماط التفكير السائدة في العراق .. نظرة مكثفة


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 8505 - 2025 / 10 / 24 - 02:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ثمة ثمة أنماط تفكير مختلفة يتأسس على أي منها وعي الأفراد والجماعات ونشاطهم الإجتماعي، اقدمها بلا شك نمط التفكير القبلي العشائري وهو دائم الأنتشار في المجتمع العراقي على مدى قرون عديدة،، بفترة انقطاع قصيرة لأقل من عقدين من الزمان، من أواخر خمسينات اقرن الماضي حتى أواخر سبعيناته.
وهناك نمط التفكير القومي، الذي زاحم نمط التفكير العشائري في الفترة المذكورة آنفا، ومع انه اكثر حيوية وانفتاحا من نمط التفكيري العشائري، إلا انه ولطروف ذاتية وموضوعية محلية وإقليمية ودولية، فشل في الصمود، بسبب فشل تجربة القوى والأحزاب التي رفعت رايته، حتى انتهى الأمر بصدام حسين الذي قدم نفسه كممل لنمط التفكير القومي إلى إحياء العشائرية على يديه، مرتكبا تحت رايتها "صولة الفرسان" أبشع الجرائم، بحق والدي أحفاده وعائلتهما بذريعة غسل عار الخيانة.
نمط التفكير الثالث هو نمط التفكير الديني، الذي يتعالى على نمطي التفكير السابقين المرتبطين بالقبيلة والقومية، ويعتمد على رابطة أخرى هي رابطة المعتقد الديني وينصب جهده على "الدعوة"، " التيشير" بعقيدة معينة همها منافسة العقائد الأخرى والتغلب عليها وتوحيد المجتمع تحت رايتها كرها أو طوعا، وواضح ان مثل هذا التفكير لا يدعم وحدة المجتمع، ويحوله إلى جماعات متنافسة أو متناحرة، وهذا ما نعيشه بالفعل منذ الأحتلال الأمريكي للعراق حتى الآن.
نمط التفكير الرابع الذي وصل الى العراق منذ ما يقرب من التسعين عاما هو نمط التفكير الأممي، الذي حوصر بالتكفير الديني والقمع السلطوي الدموي، وبلغ أوج نشاطة ونفوذه في فترة الأنقطاع المذكورة في هيمنة نمط التفكر العشائري،. عانى بعدها من تراجع كبير ، خاصة بعد انهيار التجربة الأممية التي استند إليها وقدمها كنموذج للمجتمع الإنساني الذي يقوم على مبدأ: "من كل حسب قدرته ولكل حسب حاجته" وعلى القيمة الواحدة للأنسان بغض النظر عن جنسه - رجل أو إمرأة - أو عرقه أو عشيرته أو قوميته.
نمط التفكير القبلي - العشائري يحاصر حامله في حدود العشيرة، لا تشغل اهتمامه سوى همومها ومنعتها وتوافقها أو عدائها مع القبائل الأخرى، ينصرها ظالمة أو مظلومة وشعاره: أنا وأخوي على ابن عمي، أي ضد ابن عمي وأنا وابن عمي ع الغريب، والمصود بالغريب هنا ليس الأجنبي الأمريكي أو البريطاني، بل مواطنه، الذي ينتمي إلى عشيرة أخرى أو إثنية أخرى أو دين أو طائفة أخرى.
نمط التفكير القومي يرتقي قليلا عن انحطاط نمط التفكير العشائري، وترتفع درجة الأرتقاء عند أولئك القوميون الذين لا يربطون القومية بالعرق بل بالثقافة، أي بوحدة المجتمعات التي يجمعها تأريخ مشترك وتطلعات مشتركة نابعة من ثقافة مشتركة. وبانحطاط تجربة البعث في العراق وسوريا وتلاشي الأرث الناصري في مصر ، تلاشى تقريبا نمط التفكير القومي، وكف عن التأثير في مجتمعات البلدان المذكرة، وبلغ هذا الأنحطاط حد تحالف ورثته مع جماعات الأرهاب سواء في الدولة الداعشية المقبورة، أو في سوريا الجولاني.
نمط التفكير الأممي الأكثر رقيا، والذي سبق وأن شرحنا أسسه آنفا كان عليه أن يدخل في تنافس مع أنماط التفكير القبلي والقومي والديني، على وعي العراقيين ويبين لهم انهم بجميع تبايناتهم جزء من وجود إجتماعي إنساني، ىمتد على مختلف انحاء المعمرة، تربطهم به مصالح وتشغلهم هموم وتنشاركهم تطلعات مع نظرائهم في الأنسانية في أفريقيا وآسيا وأوربا وأستراليا والأمريكيتين، كما تتهددهم مخاطر مشتركة مثل الأستغلال الطبقي والقومي والتمييز العرقي أو على أساس الجنس، ويواجهون معهم الخطر الأعظم النابع من العسكرة والحروب التي تهدد بفناء الجنس البشري، على مذبح شهوات رأس المال الأمبريالي الساعي إلى تأييد عبودية مقنعة تشمل العالم بأسره.
وكما ألمحنا آنفا قأن نمط التفكير هذا الذي أرسته وطورته الخلايا الشيوعية الأولى التي أسست الحزب الشيوعي العراقي، قد انحسر على نحو مأساوي بعد أنهيار التجربة الإشتراكية العالمية الأولى مطلع تسعينات القرن الماضي.
حتى صار الشيوعيون العراقيون لا يركزون في تنافسهم الأنتخابي على مبادئهم التي تطرقنا إلى بعضها قدر ما يركزون على نزاهتهم "أياديهم البيضاء" لأنهم يدركون ان تلك المبادئ عصية على الفهم، في مجتمع يسوده نمطا التفكير القبلي والديني.
وليس غريبا في مثل هذا الوضع أن تضيق دائرة الرؤية حتى لدى بعض ورثة نمط التفكير الأممي، فلا يرون أبعد من النقطة التي يقفون فيها من خريطة الصراع العالمي المتشابكة، ويهملون ليس فقط احتدام الصراع وبلوغه خطر التدهور إلى حرب فناء شامل، بل يهملون حتى ما تخطط له الأمبريالية الأمريكية التي تحتل بلدهم، من تحويله إلى منطلق للحرب والعدوان دفاعا عن قاعدتها العسكرية الكبرى المسماة إسرائيل وفرض العبودية المقنعة على بلدهم ، على نحو أسوأ من العبودية المفروضة على محميات شبه الجزيرة العربية.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل غير القابلة للخسارة!
- السابع من أوكتوبر هل كان الأمر يستحق؟
- مقترح مخرج من الحالة المغربية الحرجة
- قواعد جديدة للبلطجة الأمريكية
- عن -بشائر- التغيير في العراق!
- هل ثمة تعال في استخدام اللغة الفصحى؟
- حول تعدد الأحزاب في التيار الفكري الواحد
- إيران أو أمريكا .. أيهما يحتل العراق؟
- من هم صهاينة أمريكا؟
- بين الحشد الشعبي والمقاومة اللبنانية
- الصهاينة يدافعون حقاً عن الحضارة الغربية
- المدرستان الرحبانيتان .. تضاد أم تواصل؟
- أنا وشقيقي زياد
- لا وقت للعتاب!
- مَن يحرر العراق المحتل؟
- العنصرية البيضاء وآلية استبدال العدو
- نظرة إلى الماضي لقراءة الحاضر
- إيران حاربت من أجل غزة أم من أجل نفسها؟
- اليهود أخوتنا في الأنسانية
- ملاحظات متعجلة عن الحرب على إيران


المزيد.....




- كيف تغير موقف ترامب تجاه بوتين من الإعداد لقمة بودابست لمعاق ...
- وسط التوترات مع فنزويلا.. ترامب: أستطيع ضرب -مهربي المخدرات- ...
- إيلون ماسك: أحتاج إلى تريليون دولار لمنع -إرهابيي الشركات- م ...
- واشنطن تحذر إسرائيل من فقدان الدعم إذا ضمت الضفة الغربية
- الولايات المتحدة تحذر إسرائيل من أي -مفاجآت عسكرية- في غزة
- زعيم كوريا الشمالية: العلاقات مع روسيا وصلت إلى ذروة تاريخية ...
- موسكو في مواجهة موجة من الضغوطات الغربية، وتردد أوروبي بشأن ...
- الاتحاد الأوروبي يدرس بحذر تحويل الأصول الروسية المجمدة لدعم ...
- الاتحاد الأوروبي يدرس بحذر تحويل الأصول الروسية المجمدة لدعم ...
- الاتحاد الأوروبي يقر حزمة عقوبات جديدة على موسكو هي التاسعة ...


المزيد.....

- رؤية ليسارٍ معاصر: في سُبل استنهاض اليسار العراقي / رشيد غويلب
- كتاب: الناصرية وكوخ القصب / احمد عبد الستار
- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالله عطية شناوة - أنماط التفكير السائدة في العراق .. نظرة مكثفة