أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالله عطية شناوة - نظرة إلى الماضي لقراءة الحاضر














المزيد.....

نظرة إلى الماضي لقراءة الحاضر


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 8391 - 2025 / 7 / 2 - 17:28
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اظن أن الحال في العالم العربي، ما كانت لتكون على ما هي عليه الآن، لولا موقف العداء غير المبرر الذي وقفه التيار القومي العربي إزاء التيار الماركسي، في خمسينات وستينات القرن الماضي، والذي اتخذ طابعا دموياً، لجأ فيه القوميون إلى الإستعانة بأعداء الشيوعية، من كل الإتجاهات، مما انهك الطرفين، وفسح المجال للتيارات المعادية لهما معا ً للنمو، وحرف اتجاهات الوعي في المجتمعات العربية إلى مسارات معيقة لحركة تطورها. ووقعت في هذا الخطأ الجسيم الأنظمة التي قادها التيار القومي، سواء في مصر أو سوريا أو العراق.
وحتى حين تنبه عبدالناصر إلى عبثية الصراع مع الشيوعيين في النصف الثاني من الستينات، فانه لم يتجه إلى التحالف معهم، وانما حاول فقط الإستفادة من مفكريهم ومثقفيهم في اجهزته الإعلامية بما يخدم تكريسه زعيماً أوحدا، وضيق أمامهم مسارات العمل الجماهيري، بما يدعم التوجه الإشتراكيي الذي كان يكثر الحديث عنه، وابقى زمام اجهزة الدولة في أيدي أعداء هذا التوجه، الأمر الذي أدى إلى نجاحهم في الانقلاب عليه، وعلى مجمل التجربة الناصرية.
وتكرر السلوك ذاته في تجربتي جناحي حزب البعث في سوريا والعراق، الذين تعاملا مع الشيوعيين تعاملا نفعياً، لا غرض له سوى تكريس سلطة الحزب الواحد، حيث نجح بعثيو سوريا في تدجين الحزب الشيوعي الذي يقوده خالد بكداش وعائلته، واستخدموا أشد أنواع القسوة والبطش ضد التنظيمات الشيوعية التي رفضت التدجين.
وكان بعثيو العراق أكثر دموية من أخوتهم الأعداء في سوريا، وفي مصر الناصرية، سواء في تجربتهم الأولى الفاشلة عام 1963، أو تجربتهم الثانية منتصف عام 1968 حتى 2003.
وإذا كان العنف الهمجي ضد الشيوعيين فقط، هو الذي طبع التجربة الأولى، فأن التجربة الثانية كانت أكثر مهارة ومزجت بين المناورة والتخطيط الممنهج، لإحباط كل ما يهدد سلطة البعث كحزب قائد ووحيد، بما في ذلك التحالف الشكلي الهادف إلى تحويل الشيوعيين إلى خدم للنظام عبر "جبهة وطنية" لا تمثل أكثر من ديكور زائف، هدفه في النهاية تبعيث الشيوعيين أو إبادتهم.
هذا المسار الذي تورط به التيار القومي في معاداة الشيوعية، وكل تيار آخر ديمقراطي، أفضى في النهاية إلى تهرؤ التجربتين السورية والعراقية وتهرؤ شطري الحزب في بغداد ودمشق، وتحول الحزبين من حزبين سياسيين إلى زمر من المخبرين والجواسيس والجلادين، في نظامين دكتاتوريين، يدير كلا منهما دكتاتور دموي يحكم بمساعدة عائلته ومقربيه.
ولعل هذا المآل كان تطوراً موضوعيا، بشكل ما، كون العراق وسوريا كانا ومازالا، يفتقران إلى مستوى من الأرث السياسي الناضج، الذي يفهم السياسية والعمل السياسي كتبارٍ في خدمة المجتمع، أمر أفضى إلى عجز المتصدين للعمل السياسي عن التحرر من الوعي العشائري، الذي ينظر إلى السلطة كغنيمة، يتعين انتزاعها من الآخرين، والحفاظ عليها بأي سلوك أو ثمن.
وأفضى عجز السياسيين عن التحرر من نمط الوعي العشائري بدوره إلى ترسخ ذلك الوعي، وما يرتبط به من سلوكيات، وتحوله إلى ثقافة جمعية، يقبلها ويمارسها الجميع، باستثناءات بالغة الضآلة لا تدحض القاعدة.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران حاربت من أجل غزة أم من أجل نفسها؟
- اليهود أخوتنا في الأنسانية
- ملاحظات متعجلة عن الحرب على إيران
- حكومات السويد، فرنسا وألمانيا تخون رعاياها
- رسالة عاجلة إلى جمهور الرياضة العراقي
- -الأمة العربية- موت نهائي أم وفاة سريرية؟
- القتل كهواية أو التمتع بالقتل
- خففوا عن أنفسكم يرحمكم الله
- ألا بِئس المُهان وبِس المُهين!
- مالذي يحدث على الساحة الدولية؟
- طهارة الشبيبة وقذارة السياسيين
- أوربا هي الأصل
- حضروا الأغلال لأعناقكم!
- قائد أنبل مسيرة أنسانية في التأريخ
- صدمتي المهولة في (( مجتمعي )) الجديد!
- متى يحول العراقيون اختلافهم الى رحمة؟
- جواد ثانية
- على هامش حياة معاوية وذويه
- العلويون ليسو شيعة!
- عن الثورة التي ضلت طريقها


المزيد.....




- رئاسة سوريا تصدر بيانا حول السويداء والدرزية وقبائل البدو
- تعويض ب10 مليارات.. ترامب يصعّد ضد صحيفة وول ستريت جورنال لز ...
- بريطانيا تنضم إلى أحدث حزمة عقوبات أوروبية ضد روسيا
- لماذا تهدد روسيا بحظر تطبيق واتساب؟
- القضاء البرازيلي يفرض قيودا مشددة على بولسونارو وواشنطن تهدد ...
- ترامب يقاضي قطب الإعلام روبرت مردوخ وصحيفة وول ستريت جورنال ...
- ما دلالات تحذيرات أنقرة لقوات قسد؟ وكيف تترجمها تركيا عمليا؟ ...
- هل نحتاج إلى مساحيق البروتين لبناء عضلات أقوى وجسم سليم؟
- ألمانيا ـ نسبة تلاميذ المدارس بخلفيات مهاجرة تثير زوبعة سياس ...
- إسرائيل وسوريا يتفقان على وقف إطلاق النار والاشتباكات مستمرة ...


المزيد.....

- كتاب: الناصرية وكوخ القصب / احمد عبد الستار
- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالله عطية شناوة - نظرة إلى الماضي لقراءة الحاضر