أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبدالله عطية شناوة - صدمتي المهولة في (( مجتمعي )) الجديد!














المزيد.....

صدمتي المهولة في (( مجتمعي )) الجديد!


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 8314 - 2025 / 4 / 16 - 04:53
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


عند وصولي إلى السويد مطلع تسعينات القرن الماضي، أذهلتني ما كنت أعتبرها مآثر للمجتمع المدني، حيث يتطوع المئات للمشاركة في عمليات بحث عن إنسان، طفل أو أمرأة أو مسن، أو حتى شاب قوي البنية فُقد أثره أو أثرها، في الجوار والمحيط، سواء كان غابة أو ضفاف بحيرة أو نهر. تلك المآثر جسدت في ذهني الأنسانية في أجلى معانيها في "مجتمعي" الجديد.

ولهذا وبعد أكثر من ثلاثين عاماً كانت صدمتي مهولة، حين شهدت تبلدا في مشاعر من اعتبرتهم تجسيدا للأنسانية في أجلى معانيها، أمام مجازر الصهاينة في فلسطين، هذا التبلد الذي جاوز اليوم عاما ونصف العام قتل خلاله عشرات آلاف الأطفال، بمن فيهم الرضع، وجوعوا وعطشوا وقطعت أطرافهم، في مستشفيات تتعرض للقصف، وشردوا وحرموا من الحضانة والمدرسة، وكل هذا بتواطئ رسمي سويدي، أعتبر المطالبة بوقف قتل الأطفال، انخراط في الأرهاب ومعاداة السامية.

نعم تشهد شوارع ستوكهولم ومدن سويدية أخرى تظاهرات سخط أسبوعية على جرائم الإبادة الجماعية في غزة، ينظمها ناشطون تعود أصولهم إلى البلدان العربية، ويشارك فيها أعداد من السويديين والسويديات، الذين كانوا، وربما مازالوا على صلة باليسار السويدي الحقيقي وليس الزائف، لكن المشاركة السويدية تبقى أدنى كثيرا من أن ترتقي إلى الصورة التي توهمتها عن أنسانية "مجتمعي" الجديد الذي أصبح قديما، بفعل العقود الثلاثة التي عشتها فيه.

ويؤسفني كثيرا الأستنتاج الذي أرجحه لهذا التبلد في المشاعر السويدية إزاء مجازر الصهاينة في فلسطين، وهو نوع من الأمية السياسية والميل النفسي إلى الأنقياد خلف الطروحات السياسية والأعلامية التي يتقبلها الفرد العادي في السويد إذا ما جرى ترديدها مرارا وتكرارا. والتي يقف خلفها ويروجها مسؤولون ينتمون إلى اليمين واليمين المتطرف ذو الجذور النازية. فبالإضافة إلى زلة لسان رئيس الوزراء بشأن تأييد السويد والأتحاد الأوربي لحق إسرائيل في الإبادة الجماعية، التي تنبه لها سريعاً وقال انه يعني حقها في الدفاع عن النفس، عممت مديرة الإذاعة السويدية على العاملين في المؤسسة الممولة من دافعي الضرائب، بيانا دعتهم فيه إلى تجنب ذكر فلسطين، وقصر الحديث في تقاريرهم الإخبارية عن الفلسطينيين، لعدم وجود شيء اسمه فلسطين حسب جهلها أو تجاهلها، ذلك أن السويد قد اعترفت رسميا بدولة فلسطين منذ عام 2014.

ورغم الكشف عن هذا التعميم الفضائحي، لم يتعرف السويدي العادي إلى ما يحمله من انحياز واضح إلى جانب المجازر التي يتعرض لها الفلسطينيون، لأنه لم يعتد على التدقيق في التفاصيل، ولأنه يثق بالإعلام الممول من الضرائب التي يدفعها، ولأنه يؤمن، دونما حاجة إلى المراجعة، بانه يتمتع بمنظومة سياسية ديمقراطية يعتبرها الأرقى، والأقدر على تزويده بالمعلومات الصحيحة والحقائق.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يحول العراقيون اختلافهم الى رحمة؟
- جواد ثانية
- على هامش حياة معاوية وذويه
- العلويون ليسو شيعة!
- عن الثورة التي ضلت طريقها
- الإسلام السياسي السني يتخلى عن أقنعته
- موازين قوة جديدة
- مخاطر عقلية -التفوق الأبيض-!
- اثنان وستون عاما على الواقعة
- ما هي خلفيات مجزرة أوربرو؟
- من يقف وراء جريمة أوربرو؟
- أدران لا تستدعي الإبتئاس
- نتائج باهرة لمعركة مجيدة!
- أعترافات الشيخوخة
- معضلة النفاق الثقافي
- الدونباس مقابل دمشق
- سجن صيدنايا في اسطنبول
- بين صدام حسين وآل الأسد
- أي مستقبل ينتظر السويد؟؟؟
- التوحش الأوربي وكوارث الشرق الأوسط


المزيد.....




- ترامب يكشف سبب توقيع اتفاقية المعادن النادرة مع أوكرانيا
- تقرير: مجلس إدارة تسلا يبدأ إجراءات استبدال إيلون ماسك كرئيس ...
- مصادر لـCNN: إدارة ترامب تدرس إرسال مهاجرين إلى دولة عربية و ...
- تحليل لـCNN: إيران تغازل ترامب بفرصة الـ-تريليون دولار-.. لك ...
- وزير الدفاع الأمريكي يهدد إيران بسبب الحوثيين
- الكركمين.. -حارس أمين- للكبد و-مهندس ماهر- للقلب
- ZTE تطلق هاتفها المتطور لهواة التصوير
- -ظاهرة علمية فريدة-.. أشجار تتنبأ بكسوف الشمس قبل حدوثه!
- اكتشاف مصدر جديد للذهب في الكون المبكر!
- الاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط يضاعفان الإنفاق على التسلّح


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبدالله عطية شناوة - صدمتي المهولة في (( مجتمعي )) الجديد!