رسالة عاجلة إلى جمهور الرياضة العراقي

عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي

الحوار المتمدن-العدد: 8365 - 2025 / 6 / 6 - 03:14
المحور: عالم الرياضة
    

أصدقائي وأبناء وطني الأحباء
اتفهم حاجتكم إلى تفريغ شحنة الغضب التي تسببت بها الخسارة المهينة بلا شك لمنتخبنا الوطني بكرة القدم أمام منتخب كوريا الجنوبية. وبلوغه دائرة فقدان فرص التأهل إلى نهائيات كأس العام المقبلة. ولكني أود أن الفت انتباهكم، إلى أن وقع الخسارة في التصفيات المؤهلة، ربما يكون أهون من التأهل بفريق لم يحالفه النجاح في التصفيات من التأهل الضعيف، ومشاهدته يتعرض للهزيمة بعد الهزيمة في نهائيات كأس العالم.
كما أريد أن أذكركم بأن المنافسات الرياضية، ومنها منافسات كرة القدم،حتى غير الودية منها، هي تبار غرضه الأول والأخير المتعة والتشارك الوجداني للفرد مع الجماعة في المتعة حيناً وفي الحسرة حيناً آخر ، لكنها أولا وأخيراً لا تشكل أكثر من فوز معنوي للفريق الفائز وجمهوره، وخسارة معنوية كذلك للفريق الخاسر وجمهور، وفي كلتا الحالتين لاتمثلان نصراً أو هزيمة حقيقية لأي من الطرفين، فميدان النصر والهزيمة ليس المستطيل الأخضر في مضمار لكرة القدم، بين أناس ليس بينهم أسباب للكراهية والبغضاء، ولا يريدون إلحاق الأذى ببعضهم، وكل هدفهم أثبات الجدارة في حلبة تنافس سلمي.
وإذا كان لابد لنا أن ننفس شحنات الغضب التي تعتمل في نفوسنا، فلننفسها في ما يستحق الغضب حقاً، فيما يهدر كرامة الأنسان، ويغتال العدل، ويشوه الضمائر. غضب وجهته المستحقة هم الأفاقون والخونة واللصوص، الذين ينتحلون صفة سياسيين، يمثلون كيانات لصوصية تتستر بالدين والطائفة والقومية، وتدمر حاضر الوطن ومستقبله ومستقبل أجياله.
أغضبوا لخيانة حكام بدلاً من أن يكرّسوا أنفسهم لخدمة شعوبهم تطوعوا لخدمة أعداء شعوبهم وأداء الأنسانية، يهربون ثروات الشعوب إلى قوى شريرة في دول غاشمة أسست على الأغتصاب والنهب وأستعباد البشر، ويحولون عبر ذلك ثروات شعوبهم المنهوبة إلى حمم قتل ودمار لأشقاء لنا.
أغضبوا لأجل دماء وأرواح وكرامة أشقائنا التي تنتهك في فلسطين، ولما يتعرضون له من إبادة جماعية وتطهير إثني، إغضبوا لما يستحق الغضب فعلا. من أجل أطفال تمزق أجسادهم الغضة إلى أشلاء، لأجل نساء تنتهك كراماتهن وأعراضهن، أغضبوا لأجل الحق والعدل والرحمة، لأجل الأنسانية!

#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل