عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي
الحوار المتمدن-العدد: 8498 - 2025 / 10 / 17 - 02:52
المحور:
القضية الفلسطينية
تزايد بعد بدء الهدنة في معركة غزة حجم النشر من بعض الأوساط لآراء ليست جديدة في الواقع، تفيد ان إسرائيل غير قابلة للخسارة، وان مقاومة احتلالها ضرب من الحماقة، يتعين على الفلسطينيين والعرب الشفاء منه، وقبول أبدية الأحتلال والتوسع الإسرائيلي بنفس راضية مرضية. إدخال هذه القناعة في وعي، أو لا وعي الفلسطينيين والعرب أهم بالنسبة لإسرائيل حتى من ذبح الأطفال والسيطرة العاجلة على غزة، وضم الضفة الغربية لاحقا، لأن النجاح في إقناع الفلسطينيين بذلك، سيسهل كثيرا من تحقيق الهدفين المشار إليهما.
كما أن النجاح في ذلك يغطي على حقيقة عزلة إسرائيل عن العالم، التي عبر عنها ترامب بقولة للنتن ياهو المطلوب للعدالة الدولية: " إسرائيل لا تستطيع محاربة العالم ".
ولعل ابرز الناشطين في الترويج لفكرة "ان إسرائيل عصية على الخسارة"، ينتمون إلى أوساط هي في الأساس على غير وفاق، وحتى عداء مع المقاومتين الفلسطينية واللبنانية على خلفية المرجعية الدينية الإسلامية " السنية - الشيعية " لأقوى فصائلها، عند بدء معركة غزة: حماس والجهاد السنيتين وحزب الله الشيعي.
بعض المعادين للمقاومة الفلسطينية واللبنانية ينطلق من الموقف المسبق من الإسلام السياسي ومشروعه الظلامي، الذي يشكل ولا شك عائقا عميقا أمام تطوير المجتمعات في بلدانهم على أساس المواطنة والمساواة، وهم محقون في مناوئة هذه التوجهات، لكنهم يهملون حقيقة أن المقاومة الفلسطينية هي قضية تحرر وطني من استعمار استيطاني يعتمد الإبادة والتطهير العرقي لطرد شعب كامل من وطنه، وان مقاومة الاستعمار الإحتلالي ليست قضية دينية، بل قضية وطنية عامة، وواجب ينادي الجميع بغض النظر عن معتقداتهم الدينية والسياسية والفلسفية.
وبين المروجين لنشر الفكرة الزاعمة بحماقة المقاومة، من ينطلق من منطلقات دينية مضادة، أي مواجهة تنمر الفكر الإسلامي السلفي، بفكر وتنمر مسيحي مضاد على قاعدة رد الفعل يعادل قوة الفعل، أو حماقته، ويعاكسه بالإتجاه، والأنخراط في مسار كراهية وبغضاء لا حدود لها بين مكونات مجتمعاتنا، واعتبار النشاط في هذا الميدان أهم من كل ميادين النشاط المتعلقة بحل المهام والمشاكل التي تواجه المجتمع. وفي هذا خطر لا يقل عظمة عن خطر التأسلم السياسي والسلفية الإسلامية.
#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟