أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عبدالله عطية شناوة - العنصرية البيضاء وآلية استبدال العدو














المزيد.....

العنصرية البيضاء وآلية استبدال العدو


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 8397 - 2025 / 7 / 8 - 00:39
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


على مدى عقود ثمانية من السنين بذلت مكائن الدعاية الغربية والإسرائيلية كل ما في وسعها لاختزال العنصرية النازية، في ما تطلق عليه أسم "معاداة السامية" واختزلت كل جرائم النازية الهتلرية في ما صار يعرف ب "المحرقة اليهودية". مبعدة عن الأذهان كل جرائم النازيين ضد الشعوب والأعراق الأخرى.
وكان هذا مقصوداً للتعتيم على حقيقة معاداة النازية والعنصرية الأوربية لكل ما هو غير أبيض، وترسيخ وهم انها موجهة فقط ضد اليهود، بهدف حشد الدعم للكيان الصهيوني الذي قام بتخطيط وجهد أوربي على أغتصاب فلسطين. وتخدير شعوب الجنوب وصرفها عن التعرف على حقيقة العنصرية الأوربية التي تقوم على فكرة التفوق العرقي الجيني للرجل الأوربي الأبيض على ما عداه من أعراق، وجدارته بتقرير مصير العالم وقيادته إلى التطور على حساب الشعوب والإثنيات الأخرى الأقل جدارة.
ولهذا فالعنصرية الأوربية ليست محصورة في معاداة عرق معين أو إثنية معينة، وهي يمكن أن تختار العدو وفقاً لحسابات مرحلية وآنية، وتستبدله بعدو آخر حسب تطور الأوضاع في أوربا وفي العالم، وكما شيطنت اليهود وأبادت الملايين منهم، يمكن أن تشيطن غيرهم سواء بأيدي الأوربيين كما فعل النظام الهتلري، أو بأيدي أخرى ربما تكون من ذات الأثنية التي سبق شيطنتها وأخضاعها لعمليات الإبادة والتطهير.
في السويد نشأت في ثمانينات القرن الماضي حركة عنصرية، بأسم "حافظوا على السويد سويدية"، تعثرت في بدايتها بسبب عنصريتها الفاقعة التي لم تكن مهضومة من أوسع الأوساط الشعبية، فاستجابت لمتطلبات الواقع وغيرت خطابها الذي كان معاديا الأغراب عموما بما فيهم اليهود، وتبنت خطابا مرائيا يركز على قضية الهجرة إلى السويد من غير الأوربيين، وقامت في وقت لاحق بتغيير جلدها عبر تأسيس حزب جديد يحمل أسم "ديمقراطيي السويد"، وبمرور السنين وانقراض أجيال سويدية وولادة أجيال أخرى تمكن " ديمقراطيو السويد" من استمالة نحو خمس الناخبين، وصاروا يشكلون الرقم الأصعب في السياسة السويدية.
وبدلا من الإستمرار في نشر الدعاية المناهضة لليهود واليهودية عمد النازيون السويديون الجدد إلى اختيار عدو جديد هو الإسلام والمسلمي9ن، وصارت دعايتهم تركز على ما يصفوه بخطر أسلمة المجتمع السويدي ومحو الثقافة السويدية وجذورها المسيحية، ووصل بدعايتهم حد نشر فكرة أن الإسلام ليس دينا بل هو تنظيم أرهابي دولي يهدد السويد وأوربا الديمقراطية المسيحية.
ومؤخراً خرج رئيس حزب "ديمقراطيي السويد" ييمي أوكسّون ليعتذر عن ماضي حزبه في معاداة اليهودية ويعلن تضامنه التام مع إسرائيل، ويدعوها إلى المضي في حروبها ضد العرب والإيرانيين. في ذات الوقت يستمر حزبه في التحريض ضد العرب والمسلمين في السويد ويقدم للبرلمان السويدي مقترحات تسهل ترحيلهم من السويد ونزع الجنسية عنهم.
والأمر لا يقتصر على السويد إذ توجهت الأوساط العنصرية في عموم أوربا إلى إستبدال العدو القديم "اليهود" بعدو جديد هو "العرب والمسلمون" باعتبارهم ميالون وداعمون للإرهاب، ويشكلون خطرا على أوربا والعالم، مع دعم تام لجرائم الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وعموم شعوب منطقة غرب آسيا.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة إلى الماضي لقراءة الحاضر
- إيران حاربت من أجل غزة أم من أجل نفسها؟
- اليهود أخوتنا في الأنسانية
- ملاحظات متعجلة عن الحرب على إيران
- حكومات السويد، فرنسا وألمانيا تخون رعاياها
- رسالة عاجلة إلى جمهور الرياضة العراقي
- -الأمة العربية- موت نهائي أم وفاة سريرية؟
- القتل كهواية أو التمتع بالقتل
- خففوا عن أنفسكم يرحمكم الله
- ألا بِئس المُهان وبِس المُهين!
- مالذي يحدث على الساحة الدولية؟
- طهارة الشبيبة وقذارة السياسيين
- أوربا هي الأصل
- حضروا الأغلال لأعناقكم!
- قائد أنبل مسيرة أنسانية في التأريخ
- صدمتي المهولة في (( مجتمعي )) الجديد!
- متى يحول العراقيون اختلافهم الى رحمة؟
- جواد ثانية
- على هامش حياة معاوية وذويه
- العلويون ليسو شيعة!


المزيد.....




- هذه الأطباق تثبت أن الخضروات ليست مملة.. إليك 7 من أشهى سلطا ...
- منها دول عربية.. قائمة الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب
- -وسط الرعب هناك أمل-.. جراح أوكراني يجازف بحياته أثناء هجوم ...
- إسبانيا: إصابة خمسة أشخاص في مواجهات بين عناصر يمينية متطرفة ...
- دون استقلال تام.. فرنسا تتفق مع كاليدونيا الجديدة على منحها ...
- ما هي الدول التي تمتلك الأسلحة النووية؟ وكيف حصلت عليها؟
- قصف إسرائيلي يدمّر نقطة مياه في النصيرات ويُسقط عشرات الضحاي ...
- إسرائيل تتوغل في القنيطرة وتحرق أراضٍ زراعية بمحاذاة الجولان ...
- خريطة إعادة التموضع.. إسرائيل تخطط لغيتو برفح يشبه معسكرات ا ...
- الجزيرة ترصد الأوضاع بعد مجزرة مخيم الشاطئ


المزيد.....

- الاقتصاد السياسي لمكافحة الهجرة / حميد كشكولي
- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عبدالله عطية شناوة - العنصرية البيضاء وآلية استبدال العدو