علي عرمش شوكت
الحوار المتمدن-العدد: 8504 - 2025 / 10 / 23 - 18:11
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
بعد كل جولات العدوان الامريكي الاسرائيلي يتم تتوج نهاية اي فصل منها، بمستجدات سلوكية غالباً ما تكون مفعمة بالعنجهية والبلطجة وفرض الاتاوات السياسية بحصار او عقوبات لا انسانية، معززة باجراءات اقل ما يقال عنها سلخ جلود البشر، لا سيما مع الحكومات المنبطحة والمرتعبة من ان يصل مدها شرها الى كشف عورات رموز الفساد والفشل والتبعية، الامر الذي يجعلها تبتلع جرعات الاهانة والاحتقار، وفرض الخنوع وقبول حتى الذل المنمق المجسد بخفض مستوى العلاقات الى حد النخاسة، يتم ذلك مع الشعوب المبتلية بانظمة منبطحة لائذة بسد اسيادها الاجانب الطامعين.
نرى هذه الصورة تتجلى بالتصرف المتعجرف للرئيس الامريكي، الذي تتدنى فيه العلاقات الى مستوى خارج نصوص قواعد " التعامل بالمثل". الذي تؤكد عليه سياقات القوانين والمواثيق الامم المتحدة المرعية، هذا ما انطوت عليه ادارة ترمب، التي غالباً ما تُنحي المسلك الدبلوماسي جانباً وتتبنى سياسة الهيمنة، سيما في نشوب الازمات والحروب كالتي تجلت مؤخراً في العراق. حيث افرغت السفارة الامريكية من السفير بل وحتى تم تخطي البرتكول الذي يلزم وجوده، واستعين بمبعوث ليس له صلة بالدبلوماسية " بائع حشيش ".. لذا نشهد تكريساً لهذا المنهج الذي ينم عن استهانة سافرة بمقامات الدولة العراقي ، بصرف النظرعن ميكانزم سياقاتها السياسية، مما غدا الاتصال المباشر بين الرئيسين شيء من قبل التمني، لدى الجانب العراقي كما يلاحظ وليس بببعيد عن الامعان في الاستصغار صار وزير خارجية " ترمب " بديلاً عنه في الاتصال المباشرمع رئيس الوزراء العراقي.
ان ما وصلت االيه العلاقات السياسية العراقية المختلة وعدم التوازن بجزئها البرتكولي مع الادارة الامريكية، متاهة سياسية لم يكن المسبب لها الاستنكاف الامريكي الامبريالي فقط، وانما طغيان العلة الاكثر بأساً في ايجاده الا وهي تدني سياسة الحكومة العراقية، التي لم تمسك صولجان القيادة بحكمة وحرص وطني، وانما اُنشأت ثلمات سهلة الاختراق في حصن القرارالوطني و بسياد البلد، مما مهد لايادي اجنبية حرية التمادي والعبث به. سيما وان هذه الايادي المشار اليها لها خصومة دامية مع الولايات المتحدة الامريكية، التي تشعر بكونها هي التي انتزعت النظام من سلطة الدكتاتور. ولها اولوية في الاستحواذ والتحكم به. غير ان القائمين عليه امضوا بترجيح الكفة المعاكسة للولايات المتحدة الامريكية.
وعندما نسمع السؤال الشرس الذي مفاده: ما العمل لتفكيك هذه الازمة الكارثية الخطيرة ؟ . الجواب المنطقي هو انهاء النظام الفاشل الحالي وارساء نظام مدني ديمقراطي وطني تسوده العدالة الاجتماعية وسيادة القانون من خلال سياقات قانونية برلمانية بعيدة عن المحاصصة والفساد وحكم المكونات " الطائفي القومي " الممزق لوحدة البلد شعباً وارضاً، وارجاع ما نهب من اموال و مصالح الشعب العراقي .
#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟