علي عرمش شوكت
الحوار المتمدن-العدد: 8467 - 2025 / 9 / 16 - 18:55
المحور:
المجتمع المدني
من البديهيات ان يترك المناخ الطبيعي تاثيره على الامزجة والافكار والتطلعات واعادة الحسابات، لكونه يدعو الى الالتفات نحو ما خلفته مسيرة البحث عن الاهداف الكونية، التي غالباً ما تصاحب الذين غرفوا دون ادنى حق او اعتبار وعلى حساب الاخرين. وانهم بهذا يدركون هتاف الشارع " كلهم حرامية " ويعلمون كونه سيل جارف لابد ان يطالهم وليس مجرد صوت تطلقه الحناجر الثائرة، وانما نار تسبق الريح استعاراً في ذات الهشيم الذي خلفوه . الكل المغتنم المغتصب امسى يحزم حقائبه ويشد همته للصعود الى قطار الانتخابات لعله ينقلهم الى محطة تقيهم زحف الجموع الغاضبة. ويدركون ايضاً ان هذه المرة لا ينفع الرصاص والقناص مع من يعشقون التضحية ويتماهون مع الاستشهاد في معادلة " الموت الفوري اهون من الموت البطيء ".
ما عاد قطار الانتخابات يمشي على قضبي السكة، انما على احديهما اي " يتحنجل " على حد الوصف الشعبي . ويشاهد عن قرب مختلاً من كثر احماله الممنوعة: مثلاً يمكن التصويت مرتين لكافة القوات المسلحة في الاقتراع الخاص، معتمدين على غياب الحبر البنفسجي، فمرة الادلاء في المعسكرات ومن ثمة تكراره في محلات السكن ، اما الحمل الاخر الاكثر بهلوة سياسية ، فهو التغيير الديموغرافي، من خلال ما سمعه وشاهده ابناء شعبنا جميعاً بمنح بطاقة الجنسية الموحدة والبطاقة السكنية وكذلك البطاقة " البنومترية " لصنف معين من الاجانب المستمر الاتيان بهم من شرق الحدود، وقد افتضح هذا الامر بعد ما تكرر القبض على مجاميع في المعابر الحدودية وتم التسترعلى مصيرهم . وكل هذا يتم تدبيره بليل ولم يلمس اي موقف لمفوضية الانتخابات عن ذلك .
نزيد شيئاً يتعلق بعدم سلامة اجراءات تعيين مدراء المحطات الانتخابية.. ولا تخفى عن اللوحة تلك القائمة المغلفة الطويلة التي انطوت على اكثر من 700 مرشحاً، قد تم منعهم من المشاركة في الانتخابات القادمة بعملية ازاحة مقصودة، ومضللة بشمولها كافة القوائم بغية اقصاء الاسماء المراد منعها، مما جعل القضاء العراقي يتصدى ويعيد بعض الممنوعين عن المشاركة في الانتخابات.. ولا يسلم هذا القطار الناقل للاحمال غير المرخص بها من الاعتراض والاشارة الى اخطر صنف محمل به.. تخيلوا الامر ففي ما ذكرناه آنفاً عن منع مشاركة بعض الاسماء بذريعة واخرى مختلقة، يسمح بمشاركة بعض الاحزاب ذات الاجنحة العسكرية الممنوعة دستورياً من خوض الانتخابات.. بيد ان العيون الوطنية استمرت ترصد وتخبّر وتحذر من مغبة المضي بهذه الفواعل المهربة الخطيرة، التي ان دلت على امر فتدل على لي عنق ما يسمى بالعملية السياسية الطريحة اصلاً، خلف رهبة السلاح وفرض ارادة الاقلية على الاغلبية الديمقراطية. وهنا يمكن مشاهدة عصف خريف النظام المتهالك وما سيحل في البلاد جراء هذا التعسف بحقوق العراقيين، الذين دفعوا الدماء واجترحوا الملمات طيلة سنين طوال املاً ان ينالوا هذه الحقوق ..
#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟