أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - علي ابوحبله - زيتون على حافة النار رواية توثيقية تحليلية عن الصمود الفلسطيني














المزيد.....

زيتون على حافة النار رواية توثيقية تحليلية عن الصمود الفلسطيني


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8504 - 2025 / 10 / 23 - 11:41
المحور: قضايا ثقافية
    


زيتون على حافة النار
رواية توثيقية تحليلية عن الصمود الفلسطيني
بقلم: المحامي علي أبو حبلة
المقدمة: جذور في وجه العاصفة
ليست الحكاية عن شجرة زيتون فحسب، بل عن وطنٍ تُقتلع جذوره كل صباح ليبقى واقفًا.
منذ عقود، والأرض الفلسطينية تحيا بين المواسم الثلاثة: موسم القهر، وموسم الحصاد، وموسم الصمود.
هنا، في قريةٍ معلّقة بين نابلس وسلفيت، تحوّلت الحقول إلى خطوط تماسٍ بين الفلاح الفلسطيني والمستوطن المسلّح.
وفي كل موسم قطاف، تتجدد المواجهة بين الحياة والموت، بين من يزرع ومن يسرق، بين يدٍ تحمل الزيتون ويدٍ تحمل السلاح.
الرواية ليست سردًا أدبيًا فحسب، بل شهادة على زمنٍ يحاول فيه الاحتلال أن يكتب التاريخ من طرفٍ واحد، بينما الفلسطينيون يكتبونه بالدم والزيت والعرق والكلمة.
الفصل الأول: في موسم القطاف
في صباحٍ خريفي، كان "أبو خالد" يسير بين أشجاره التي ورثها عن أبيه وجدّه.
الندى يبلل التراب، والريح تحمل رائحة الزيتون الناضج.
تسمع زقزقة العصافير، ثم فجأة تنقطع الأصوات حين تلوح عربات المستوطنين القادمة من مستوطنة “عيلي” المجاورة.
قال أبو خالد بصوتٍ متهدّج:
"حتى الشجر صار يخاف، بس والله ما بنترك الأرض، ولا بنخليهم يفرحوا بسرقة حبّة زيتون وحدة."
اقترب المستوطنون، بعضهم يحمل السلاح وبعضهم يضحك ساخرًا.
صرخت ليان، ابنته، من بعيد وهي توثّق بالموبايل:
"هاي أرضنا! لا تلمسوها!"
لكن الجرافة تقدمت.
دقائق معدودة كانت كافية لتحطيم أغصان عمرها عقود.
الجنود وقفوا يراقبون بصمت، بل بابتسامةٍ باردة.
تسللت رائحة الزيتون المطحون مع رائحة الغضب.
وفي ذلك اليوم، أدركت ليان أن الكاميرا يمكن أن تكون سلاحًا.
الفصل الثاني: جدار من صمت
الأخبار العالمية تتحدث عن “توترات محدودة في الضفة”، بينما كانت القرية تعيش حربًا يومية.
الاحتلال يصادر الأراضي بحجج “أمنية”، والمستوطنون ينهبون المحاصيل بحماية الجيش.
تقدّم أبو خالد بشكوى إلى "الإدارة المدنية"، فاستقبلوه بملفّ مفتوح منذ خمس سنوات لم يتحرّك فيه حرف واحد.
قال له الموظف الإسرائيلي بالعربية الركيكة:
“ما في مشكلة، انت قدّم أوراق جديدة.”
ابتسم أبو خالد بمرارة:
“أنتم ما بدكم أوراق، بدكم أرضنا!”
في المساء، جلس مع ليان وسليم، الناشط الحقوقي الذي يوثّق الانتهاكات، وقالوا:
“رح نوثّق كل شي، بالصورة والصوت والكلمة، حتى لو سكت العالم.”
لكن العالم صامت... والعرب منشغلون... والمنظمات تتحدث عن “الجانبين”!
الفصل الثالث: ليان في الجامعة
ليان كانت تدرس الإعلام في جامعة بيرزيت، وحلمها أن تصبح صحفية تروي الحقيقة كما هي.
لكن الحواجز كانت جزءًا من يومها: تفتيش، إذلال، أسئلة، انتظار.
في إحدى المرات، أوقفها ضابط على الحاجز وسألها بتهكم:
“ليش بتحبي تصوروا كل شي؟ شو رح يتغير؟”
فأجابت بثقة:
“الكلمة بتغيّر أكتر من رصاصتك.
في قاعة المحاضرات، تحدث أستاذها عن “الإعلام المقاوم”، وقال:
“الكاميرا الفلسطينية اليوم صارت بندقية الوعي.”
وهكذا وجدت ليان في الإعلام ساحة جديدة للنضال، تُقاوم فيها السردية الإسرائيلية بالتوثيق والصدق والجرأة.
الفصل الرابع: الكاميرا لا تنام
كان سليم يتجوّل بين القرى، يوثق اعتداءات المستوطنين وسرقة الزيتون والمواشي، وينشرها عبر مواقع التواصل.
في أحد الأيام، تعقبه الجنود، صادروا كاميرته، واعتقلوه لأيام طويلة.
لكنه خرج أقوى، وقال أمام الصحفيين:
“سلاحهم الرصاص… وسلاحنا الحقيقة. واللي بيملك الحقيقة ما بخاف.”
تحولت فيديوهاته إلى مادة في تقارير أممية، وبدأت وكالات دولية تنقلها رغم الضغوط.
العالم بدأ يسمع، وإن بصوتٍ خافت.
الفصل الخامس: زيت ودم
في إحدى ليالي تشرين، هاجم المستوطنون القرية، أحرقوا الحقول واقتلعوا أشجار الزيتون.
حاول أبو خالد الدفاع عن أرضه، فأطلق أحد المستوطنين النار عليه.
سقط على الأرض، ويده ممدودة نحو الجذع المحترق.
صرخت ليان وهي تركض نحوه:
“بابا! لا تتركنا!”
ابتسم أبو خالد رغم الدماء وقال:
“ازرعوا... حتى لو قطعوا كل شي، ازرعوا من جديد...”
كانت تلك آخر كلماته.
الفصل السادس: أشجار لا تموت
بعد شهور، عاد الربيع إلى القرية.
كانت ليان تقف أمام الأرض التي احترقت، ومعها أطفال القرية يحملون شتلات زيتون جديدة.
قالت لهم وهي تغرس أول شتلة:
“هاي مش شجرة، هاي وطن.”
أما سليم فكان يوثق المشهد ويبثه مباشرة للعالم.
تحت التعليقات، كتب أحد المشاهدين من أوروبا:
“أنتم تعلموننا معنى البقاء.”
وفي نهاية الرواية، تذوب الحدود بين الواقع والأمل، بين الذاكرة والمستقبل.
تُغلق الكاميرا على صورة:
أرضٌ خضراء، وأشجار زيتون صغيرة تنمو من رماد النار.
الخاتمة: الزيت يضيء رغم الحصار
من بين الركام، ومن قلب النار، يخرج الفلسطيني حاملًا زاده من الصبر.
قد يحاصرونه بالجدار، لكنهم لا يستطيعون أن يحاصروا جذوره.
كل زيتونة تُقطع تُنبت أخرى، وكل شهيد يترك خلفه ألف حارسٍ للأرض.
“زيتون على حافة النار” ليست مجرد رواية، بل وثيقة إنسانية وسياسية، تروي للعالم أن الصمود ليس شعارًا، بل طريقة حياة، وأن الأرض الفلسطينية لا تُروى بالماء فقط، بل بالدم والعزيمة والكرامة.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعب يريد الحياة
- استقالة تساحي هنغبي تهز حكومة نتنياهو: تصدع داخلي وأزمة ثقة ...
- زيارة أفيخاي أدرعي إلى طولكرم: قراءة ميدانية واستراتيجية في ...
- الحركة التعاونية: رافعة للاقتصاد الوطني بين الواقع المشوّه و ...
- حين سرقوا الوطن
- غزّة: لعنة الجغرافيا وذاكرة التاريخ — بين ديمومة الصراع ووحد ...
- نوبل للسلام في اختبار القيم: ماريا ماتشادو وانهيار المعايير ...
- من يحكم غزة بعد الحرب؟ بين الإقصاء الوطني وضرورات الوحدة الا ...
- أنقذوا الأسرى الفلسطينيين من جحيم السجون الإسرائيلية
- بين الماضي والحاضر والمستقبل في ظل انعدام الثقة وقراءة التار ...
- ترامب: لو كان بمقدور إسرائيل سحق حماس لفعلت ذلك
- توني بلير بين كوسوفو وغزة: محاولات إعادة التدوير في مشهد فلس ...
- ميليشيا -أبو شباب- وفلسطنة الصراع: تهديد للوحدة الوطنية الفل ...
- اتفاق شرم الشيخ... سلام بلا أطراف وشرق أوسط بلا فلسطين
- مؤتمر شرم الشيخ: مسرحية سياسية على حساب القضية الفلسطينية
- تجار المقاصة ومزورو الفواتير الوهمية: جريمة اقتصادية تهدد ال ...
- زيارة ترمب للمنطقة: بين شرم الشيخ وتل أبيب — عودة أمريكية لإ ...
- -رسالة إلى القادة المحتفلين باتفاق شرم الشيخ: صوِّبوا بوصلتك ...
- قمة شرم الشيخ: بين تثبيت وقف النار وتثبيت النفوذ... من يكتب ...
- من يوقّع عن الفلسطينيين في شرم الشيخ؟


المزيد.....




- متحدثة البيت الأبيض تفسر لـCNN قرار ترامب بإلغاء قمته مع بوت ...
- كوريا الشمالية تختبر صواريخ تفوق سرعة الصوت لتعزيز ترسانتها ...
- عودة الكهرباء الخارجية لمحطة زابوريجيا النووية بعد شهر من ال ...
- ما خلفيات المواجهات بين القوات السورية والجهاديين الفرنسيين ...
- لقاء بين حماس وفتح في القاهرة يبحث مستقبل غزة وترتيبات ما بع ...
- أوكرانيا: هل غير ترامب استراتيجيته مع بوتين؟
- قضية هانيبال القذافي في لبنان: جدل بشأن كفالة الـ11 مليون دو ...
- رويترز: خطة أميركية بديلة -لمؤسسة غزة الإنسانية- تشمل تسليم ...
- إسلام آباد تحظر حزب -لبيك باكستان- الإسلامي
- مقتل عشرات المسلحين بهجمات شرق نيجيريا


المزيد.....

- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - علي ابوحبله - زيتون على حافة النار رواية توثيقية تحليلية عن الصمود الفلسطيني