أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بشار مرشد - فلسطين... طائر الفينيق والبراق














المزيد.....

فلسطين... طائر الفينيق والبراق


بشار مرشد
كاتب وباحث

(Bashar Murshid)


الحوار المتمدن-العدد: 8503 - 2025 / 10 / 22 - 18:10
المحور: القضية الفلسطينية
    


نبذة:
كما ينهض الفينيق من رماده، هكذا ينهض شعب فلسطين من كل محاولة للقهر والإبادة؛ صامدًا، ومحتفظًا بوعيه وكبريائه، وحاملاً رسالة السلام للبشرية جمعاء، ومتجاوزًا كل وصاية واحتلال، كما يحلق البراق إلى السماء بلا حدود.

مقدمة:
في لحظات الصمت الطويل، حين تبدو الأصوات حولنا مجرد صدى بعيد، ندرك أن الكتابة ليست ترفًا، بل صمام أمان. هي الوسيلة التي نعيد بها ترتيب الأفكار، ونفرغ بها الضغط الذي يثقل عقولنا وقلوبنا. في خضم الضيق والقهر، تتحول الكلمات إلى مساحة صغيرة من الحرية، لتصبح نافذة تطل على ما يمكن أن يكون، حتى لو كان الواقع محاصرًا بالوصاية والسيطرة.

المقال:
نحن لم نعتدِ على أحد، ولن نعتدي، وكل ما دون ذلك ادعاء باطل. نحن نفخر بتاريخنا الممتد لآلاف السنين، تاريخ لم يركع لأحد ولم يخضع لأي احتلال أو وصاية. قدمنا العلم والعون والحضارة للعالم، ونحن من أوائل الحضارات التي صاغت أسس المعرفة الإنسانية. لم ينسَ التاريخ، ولا يجب أن ينسى ذلك من لم يقرأه: فلسطين هي مهد الأديان وبوابة المعراج إلى السماء، أرضٌ حملت رسالة الإنسانية والفكر والإبداع منذ الأزل.
الشعب الفلسطيني، رغم سنوات المكابدة والوصاية، يحمل في داخله مخزونًا هائلًا من الوعي والمعرفة. نحن نعرف العالم، نقرأ تحركات الأصدقاء والأعداء، نفهم التوازنات الدولية، وندرك كيف تُصاغ القرارات بعيدًا عنا. ومع ذلك، بقيت هذه الطاقات مكبوتة، محبوسة في دائرة من السياسات التي تهدف إلى استمرارنا على قيد الوجود، لا على قيد اتخاذ القرار.
نرى العالم يتباكى علينا، ويعلن التعاطف عبر الإعلام، لكنه لا يمنح الحقوق الأساسية: حق تقرير المصير وحق اختيار من يمثلنا، لا من يُفرض علينا. الوعي الذي نحمله ليس غرورًا، بل كبرياء من رحم المعاناة. نحن شعب حرّ، نحب السلام ونسعى له للبشرية جمعاء؛ لكننا نكره ونرفض الوصاية والاحتلال — وهما جزء من كينونتنا، متأصلان كالأحماض النووية في جيناتنا. يجب أن يفهم العالم هذا التناقض: نحن دعاة سلام للعالم، وفي نفس الوقت أمة لا تُدار ولا يُوكَل أمرها بغير إرادتها.
الواقع يفرض علينا أن نضع الكرامة المعيشية أولًا. فالعيش بكرامة، حتى ضمن حدود بسيطة، يمنح القدرة على الصمود والتفكير، بينما غيابها يحصر المجتمع في دائرة استهلاك ما يُعطى له، ويجعل الحديث عن الحرية والاستقلال مجرد شعارات جوفاء. الاستقلال الحقيقي لا يولد في فراغ؛ يحتاج إلى إنتاج وبنية مؤسسية ووعي جماعي، وكل هذه العناصر غالبًا ما تكون مقيدة أو مفقودة.
لكننا، رغم القيود، نحتفظ بـالمادة الوراثية للفكر والعمل داخلنا. نمرض، نعم، لكن لا نموت. كل أزمة تصنع قدرات جديدة، وتبقي العقل حيًا، والوعي متقدًا، والطاقة مكتومة تنتظر اللحظة المناسبة. الكتابة، التفكير، الملاحظة، والوعي الجماعي — كلها أدوات للحفاظ على هذه الطاقات، لتكون جاهزة حين تسنح الظروف للتحرك الفعلي.


الخاتمة:
في النهاية، ليس المهم أن يعرف العالم حجم معاناتنا أو عبقرية أفكارنا، بل أن نبقى نحن أحياء بفكرنا ووعينا، نكتب، نبدع، ونحتفظ بكرامتنا ولو في أصغر هامش حرية. هذا الهامش هو ما يجعلنا قادرين يومًا ما على تحويل الكبت إلى فعل، والأفكار المكبوتة إلى واقع مستقل. نحن شعب حر وشجاع، نحب السلام ونسعى له للبشرية جمعاء، ونرفض لغة الاستكبار، وهما جزء من كينونتنا، فلن يحددوا إرادتنا. رغم الإبادة والترويع، لن نبرح، ولن تختفي ذاكرتنا أو وجودنا تحت التراب، لأن هذا الحق في الحرية والاستقلال والسلام والاستقرار جزء لا يتجزأ من كينونتنا وشرفنا.



#بشار__مرشد (هاشتاغ)       Bashar_Murshid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثراء السريع… حين يصبح المال علامة استفهام
- النظام العالمي... تعدد شكلي للدول تحت مظلة الخمسة
- المؤسسات... المرآة الحقيقية للدولة
- الاستعمار بالمدافع... والاستحمار بالعقول
- فلسفة الحكم الرشيد... ترسخ العقد الوطني
- بين الفلسفة والصفات والإدراك... مسارات تكوين الشخصية والفكر
- قراءة في رحلة البحث عن الحقيقة
- الإعلام الرقمي… من منبرٍ للمعرفة إلى ساحةٍ للفوضى
- التعسف الوظيفي: كيف يحوّل المؤسسات من إنتاجية إلى ضغط؟
- حين يصبح الفاسد قديسًا... جمهورية النزاهة الوهمية
- فلسفة التنكّر والجحود… هندسة اليأس وتدمير الأمم
- الزمن الرقمي… يفضح النفاق
- الضمير والأخلاق... صمام الأمان بين التقلب الانتهازي والتكيف ...
- كلمة حق أُريد بها باطل... قراءة تحليلية
- الأحزاب...من الوسيلة النبيلة إلى الانحراف والتحزب
- الفصل بين الفكرة وذات الإنسان... جدلية النقد والتجريح
- مستقبل الصحافة... بين الحياد والإيحاء الموجَّه
- ادعاء الحكمة بلا تجربة… كالجعجعة بلا طحن
- الدولة الحاكمة وحاكم الدولة… من يواجه العواصف؟
- رواية الحق والتاريخ... الأمواج تهدم قصور الرمل


المزيد.....




- حادثة غير متوقعة.. نسر أصلع يعلق فجأة في شاحنة على طريق سريع ...
- فيديو يظهر لحظة إطلاق نار خارج مبنى البرلمان الصربي
- إردام أوزان يكتب: طاقة بلا ولاء.. الاستثمار والسلطة وسياسات ...
- شكران مرتجى تختار الغياب: لماذا يطالب سوريون بسحب جنسيتها؟
- غزة تدفن جثامين فلسطينيين أُعيدت من إسرائيل في ظل اتهامات با ...
- محكمة العدل الدولية: إسرائيل ملزمة بتلبية الاحتياجات الأساسي ...
- ما دور مصر وقطر في مستقبل غزة.. وشروط السعودية والإمارات؟
- تحت إشراف بوتين.. مناورات نووية استراتيجية في روسيا
- سرقة اللوفر.. مديرة المتحف تكشف -ثغرة صغيرة- استغلها اللصوص ...
- فيديو لمحتجين يحرقون سيارة شرطة خارج مركز لجوء في دبلن


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بشار مرشد - فلسطين... طائر الفينيق والبراق