أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - بشار مرشد - النظام العالمي... تعدد شكلي للدول تحت مظلة الخمسة














المزيد.....

النظام العالمي... تعدد شكلي للدول تحت مظلة الخمسة


بشار مرشد
كاتب وباحث

(Bashar Murshid)


الحوار المتمدن-العدد: 8499 - 2025 / 10 / 18 - 22:49
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


مقدمة: تعدد شكلي

العالم اليوم يبدو مزدحمًا بالدول، مليئًا بالأعلام، متشعبًا بالأصوات، لكن الحقيقة البسيطة أن هذا التعدد شكلي، وأن القرار في النهاية لا يتجاوز خمسة مكاتب.
تعدد الدول اسمي فقط، أما الحكم فمحصور في دائرة مغلقة تُدير الفوضى كما تُدار المصانع: بميزان ربحٍ وخسارة، لا بميزان عدلٍ وكرامة.

منذ نهاية الحرب الباردة، تشكّل نظام دولي يقوم على الخلاف المنضبط لا على الصدام.
الولايات المتحدة، الصين، روسيا، الاتحاد الأوروبي، ومعهم القوة المالية العالمية — هؤلاء هم حكّام الكوكب الفعليون.
يتبادلون الأدوار، يختلفون على الحصص، لكنهم لا يختلفون على القواعد:
لا حرب شاملة، لا انهيار للنظام المالي، ولا صعود لقوة محلية خارج وصايتهم.
إنه اتفاق غير مكتوب يقوم على أن الدم يُراقٍ فقط ضمن الحدود المسموح بها، وأن الخراب لا يجوز أن يطال مراكز القرار.



الحروب بالوكالة: الشعوب كوقود

الحروب التي نراها ليست إلا فصولًا من حرب عالمية باردة جديدة، تُدار فيها الجبهات بأدواتٍ محلية وشعوبٍ تُستعمل كوقود.
الجنود يموتون في الأطراف، والمستثمرون يربحون في العواصم.
تتبدل الشعارات، لكن الهدف ثابت: إبقاء خريطة العالم في حالة اضطرابٍ يمكن التحكم بها، لا تغييرٍ يمكن أن يهدد الخمسة الكبار.



إسرائيل: ذراع النظام الغربي في الشرق الأوسط

إسرائيل في هذا المشهد ليست دولة، بل ذراع من أذرع النظام الغربي.
قوتها ليست ذاتية، بل مشتقة من الدور الذي تؤديه: حارسٌ متقدّم للغرب في قلب المنطقة العربية، تحظى برضى الخمسة الكبار المهيمنين على العالم.
منذ وعد بلفور حتى اليوم، لم تكن مشروعًا يهوديًا بقدر ما كانت مشروعًا استراتيجيًا: تكسر أي احتمال لوحدة إقليمية، وتبقي الشرق الأوسط محتاجًا للحماية الغربية.
ولأنها تؤدي وظيفتها بكفاءة، تُكافأ بالدعم غير المشروط وبالسكوت الدولي على جرائمها.
هي ليست قوة عسكرية فحسب، بل محور ضبطٍ دائم للفوضى؛ تشتعل حولها الجبهات بينما تبقى وظيفتها ثابتة: موازنة وضبط إيقاع دول الإقليم تحت مظلة الخمسة الكبار.



الاقتصاد والسيطرة: مشروع أمني واقتصادي دائم

القرارات الدولية حين تتعلق بإسرائيل تبقى حبرًا على ورق، والمحاكم الأممية أصدرت أحكامًا بلا تنفيذ، والتعاطف العالمي انتهى إلى عجزٍ مطلق.
اقتصاديًا، خيرات العالم ومقدراته بيد قوى الاستكبار، وأكبر حصة بيد أمريكا، التي تضمن لإسرائيل البقاء كـمشروع أمني واقتصادي دائم.



الخاتمة

هكذا يبدو المشهد العالمي اليوم:
سلامٌ صناعي يُدار بإدارة الدم لا بإيقافه.
العالم لا يعيش حربًا كبرى، بل سلسلة حروب صغيرة مصممة بعناية لإبقاء النظام في توازنٍ مستمر.
كل دولة تؤدي دورها في المسرحية، لكن النص كتبته القوى الخمس الكبرى، ولن يُعاد كتابته إلا حين يظهر لاعب جديد لا يعترف بالقواعد القديمة.

حتى ذلك الحين، سيبقى النظام العالمي كما هو:
مئات الدول على الورق، خمسة حكّام في الواقع، وشعوب تُستَخدم لتوازن الكفة، لا لتغيّرها.
هذه حقيقة واقعية واضحة لمن يريد أن يرى اللعبة كما هي في عالم الأمم، ومن يختار أن يلعب داخل هذا العالم، كمن يلعب لعبة في عالم افتراضي، ولكنه مفروض عليه فعليًا.



#بشار__مرشد (هاشتاغ)       Bashar_Murshid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤسسات... المرآة الحقيقية للدولة
- الاستعمار بالمدافع... والاستحمار بالعقول
- فلسفة الحكم الرشيد... ترسخ العقد الوطني
- بين الفلسفة والصفات والإدراك... مسارات تكوين الشخصية والفكر
- قراءة في رحلة البحث عن الحقيقة
- الإعلام الرقمي… من منبرٍ للمعرفة إلى ساحةٍ للفوضى
- التعسف الوظيفي: كيف يحوّل المؤسسات من إنتاجية إلى ضغط؟
- حين يصبح الفاسد قديسًا... جمهورية النزاهة الوهمية
- فلسفة التنكّر والجحود… هندسة اليأس وتدمير الأمم
- الزمن الرقمي… يفضح النفاق
- الضمير والأخلاق... صمام الأمان بين التقلب الانتهازي والتكيف ...
- كلمة حق أُريد بها باطل... قراءة تحليلية
- الأحزاب...من الوسيلة النبيلة إلى الانحراف والتحزب
- الفصل بين الفكرة وذات الإنسان... جدلية النقد والتجريح
- مستقبل الصحافة... بين الحياد والإيحاء الموجَّه
- ادعاء الحكمة بلا تجربة… كالجعجعة بلا طحن
- الدولة الحاكمة وحاكم الدولة… من يواجه العواصف؟
- رواية الحق والتاريخ... الأمواج تهدم قصور الرمل
- التحيّز المعرفي... قصة خيالية هادفة
- رب ضارة نافعة...الغطرسة بداية التهاوي


المزيد.....




- السعودية في معرض فرانكفورت: تحد لصورة نمطية لكن بأي شكل ومحت ...
- بايرن يلحق الهزيمة الأولى بدورتموند.. ولايبزغ يرتقي للوصافة ...
- -خسرنا ثقة القطريين-...ويتكوف يشعر بـ-الخيانة- حيال هجوم إسر ...
- فايننشال تايمز: بهذا رد البرغوثي على بن غفير في فيديو المواج ...
- البرهان: مستعدون للتفاوض بما يصلح السودان ويبعد أي تمرد
- الداخلية السورية تفكك خلية لتنظيم الدولة في ريف دمشق
- نتنياهو: الحرب ستنتهي بعد تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة ...
- فيديو منسوب للبرهان بشأن مفاوضات تسوية النزاع بالسودان.. هذه ...
- الصليب الأحمر يسلم جثامين 15 فلسطينيًا من إسرائيل إلى غزة
- كيف يمكن للهرمونات أن تتحكّم بعقولنا؟


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - بشار مرشد - النظام العالمي... تعدد شكلي للدول تحت مظلة الخمسة