أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بشار مرشد - التحيّز المعرفي... قصة خيالية هادفة














المزيد.....

التحيّز المعرفي... قصة خيالية هادفة


بشار مرشد
كاتب وباحث

(Bashar Murshid)


الحوار المتمدن-العدد: 8476 - 2025 / 9 / 25 - 11:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مقدمة:
كان يا مكان في أحد الأزمان، وُلِد الشاب من رحم المعاناة، حيث كانت الحياة قاسية والظروف قاهرة، والمحيط يفرض تحدياته منذ اللحظة الأولى. لكنه لم يرضَ بأن يبقى أسيرًا للظلام؛ بدأ يقرأ ويبحث ويستكشف محيطه، باحثًا عن المعنى والمعرفة والحقيقة، وعن طريق للخروج من دائرة المعاناة. ومع مرور الوقت، بدأ يعبر عن نفسه بالكتابة، وتبلورت أفكاره، حتى أصبح يمتلك القدرة على التحليل وفهم الواقع والمحيط المظلم، وبدأت كتاباته وآراؤه السياسية، التي تعكس هموم مجتمعه، تجد صدى لدى بعض الجماهير.

ظهور الحقد والغل:
لكن كان له قريب كالظل، ينظر إليه بعين الحقد والغل. لم يكن يرى في إنجازاته إلا هراءً، وكان يصفها بأنها محاولات عبثية جوفاء. لم يعرف الشاب الدافع وراء هذا الغضب: هل كان من باب النفوذ، أو السلطة، أو المال، أم أنه مجرد توجيه خارجي؟

المثابرة رغم الصعاب:
الشاب لم يكترث، واستمر في التعلم والمثابرة، حتى اقترب من تحقيق حلم طالما راوده. وما أن وضع قدمه في بداية هذا الطريق، بعد تجارب مؤلمة وعثرات عززت فهمه للواقع، حتى ظهر القريب كالظل المشؤوم، يصفه بالمخادع والكاذب، ويعتبر ما أنجزه خيانة للذات والجماهير. بدأ بوضع العراقيل، وتشويه الكتابات والإنجازات، ونسب نجاحات الشاب لنفسه بطريقة ملتوية، بينما يصفق له أتباعه على كل شيء، يمجدون فشله ويذمون جهوده.

ظهور الأتباع وتغذية الحقد:
مع مرور الوقت، بدأ الأتباع بالظهور حول القريب، يصفقون لكل ما يقوله ويمجدون تصرفاته، مهما كانت بعيدة عن الحقيقة. كانوا يروجون لفشله ويقللون من قيمة الشاب وإنجازاته، ويكرّرون الأكاذيب التي يختلقها القريب. وحتى عندما كانوا يعرفون الحقيقة، لم يشفع لهم ذلك، بل كانوا يرددون المزاعم وكأنها واقع، مما زاد من قوة التحيّز المعرفي للقريب، وعمّق الظلم الواقع على الشاب، وجعل الطريق نحو العدالة أصعب وأكثر تحديًا.

تجاهل الحقيقة:
وعندما حاول العقلاء أن يفتحوا أعين ذلك القريب واتباعه على الحقيقة، وأشاروا لهم بأن ما يعيد القريب كتابته هو نفسه ما كتبه وما أنجزه هذا الشاب سابقًا، كانوا يلوكون الكلام رغم معرفتهم الحقيقة، يتهمونهم بالانحياز تارةً والانتفاع تارةً أخرى، ومع ذلك وبعد فترة من الزمن يتناسون الحقيقة وتأخذهم العزة إثمًا، ثم يرددون أن إنجازات الشاب لم تكن لتتحقق لولاهم. بل وصل الأمر إلى وصف الشاب بالزنديق الأخرق، رغم أن كل خطوة يخطوها كانت دليلاً على اجتهاده وصدقه.

سرقة الإنجازات والمفارقة:
المفارقة كانت مؤلمة، حيث أن كل إنجاز للشاب كان القريب يسعى لتشويهه أو سرقة إنتاجه، ويعيد صياغة فشله بأي إنجاز أو تقدم، فيعيد صياغة ما أنجزه الشاب لنفسه بعد عجزه، فتُرى إنجازات الشاب وكأنها من نتاج القريب، ويصفق له أتباعه كأنه صاحبها الحقيقي. ومع ذلك، واصل الشاب طريقه، محافظًا على شغفه بالمعرفة والتغيير، رافضًا أن تتحول الغيرة والحقد إلى حجر عثرة أمام حلمه.

التحيّز المعرفي كدرس فلسفي ونفسي:
هنا تتجلى قوة التحيّز المعرفي: ميل العقل إلى تفسير الأحداث بما يخدم الذات، ونسب النجاحات للفرد والفشل للآخرين، والتقليل من قيمة الآخرين، حتى يصبح الفهم الموضوعي مشوشًا. القريب في هذه القصة يمثل هذا التحيز في أشد صوره وضوحًا، بينما الشاب يمثل روح المثابرة والمعرفة المقاومة، التي لا تنكسر أمام الظلال المظلمة للحقد والأنانية.

خاتمة:
وهكذا، تبقى القصة درسًا حيًا في قوة الإرادة والمثابرة، وضرورة الوعي بالتحيّزات المعرفية التي قد تُشوّه الحقائق، وتغيّر إدراك الجماهير للأحداث. الشاب لم يستسلم، بل استمر في رحلته نحو المعرفة والإنجاز، مثبتًا أن الحقائق لا تُمحى بالغيرة والحسد، وأن النجاح الحقيقي هو لمن يتمسّك بالعلم والعدل والصدق، مهما حاول الظلام أن يعكّر صفو الطريق.



#بشار__مرشد (هاشتاغ)       Bashar_Murshid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رب ضارة نافعة...الغطرسة بداية التهاوي
- دول الاقليم بين التبعية... واستراتيجية التحالف
- الدراما العربية وتشويه التاريخ... عندما يتحول الفن إلى أداة ...
- الهجاء المستتر بالمديح… بهرجة وسط الدياجير
- الوعي غربال... بين المجاملة واللباقة والتملق
- حروب الوكالة... من يدفع الثمن في لعبة الأمم؟
- حوار المعالجات الرقمية...الجزء الثامن
- النظرة السطحية للسياسة... سراب لبعض الكتاب والمحللين
- ريشة ابن خلدون الثاقبة… تكشف زيف أقلام التلوين
- الصبر بين الفضيلة والانتظار القسري...مأساة الإنسان أمام الظل ...
- الانتهازية والغطرسة والنفاق... قراءة عبر العصور
- التواصل الاجتماعي كأداة استخباراتية… والوعي المفقود
- حوار المعالجات الرقمية...الجزء السابع
- قبول المذلّة… إقرار بالمزيد
- ندم شاهين ...وتهكّم الممعوط
- حين تتوحد الأعراق... ويتشرذم الأعراب
- الحرية الكَيِّسَة...والحياد الجَري
- حوار المعالجات الرقمية... الجزء السادس
- حوار المعالجات الرقمية... الجزء الخامس
- حوار المعالجات الرقمية....الجزء الرابع


المزيد.....




- إعادة ابتكار وطاقة متجدّدة.. أسبوع الموضة في لندن يدخل حقبة ...
- محكمة فرنسية تدين ساركوزي بتمويل حملته الانتخابية بأموال الق ...
- ماذا تفعل إذا كنت تعتقد أنك تتعرق كثيراً؟
- الصحفي رامي أبو جاموس من مدينة غزة: الجيش الإسرائيلي يحاصرنا ...
- بعد إيطاليا.. إسبانيا تعلن إرسال سفينة لمساعدة أسطول الصمود ...
- فرنسا: القضاء يصدر حكمه بحق ساركوزي في قضية اتهامات بتقاضي أ ...
- سقوط 22 جريحا في إيلات جراء هجوم بمسيرة من اليمن.. ما تداعيا ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل توغله ونسف المساكن والسكان في مدينة غ ...
- فيضانات تدمر الجسور.. صور -مرعبة- من إعصار راغاسا العنيف في ...
- الشرع يصافح ماكرون ويجلس مع ميلوني.. وملف -حقائب القذافي- يل ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بشار مرشد - التحيّز المعرفي... قصة خيالية هادفة